DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف

عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف

عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف
عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف
أخبار متعلقة
 
مازال بعض النساء يتأثرن بأطروحات التغرير والتضليل من خلال ما يطرح في وسائل الإعلام المختلفة وخصوصا عبر مقالات كثير من التغريبيين الذين يريدون للمرأة ان تكون بمواصفات الرجل حيث إنهم يلقمونها ويلقنونها مصطلحات الذكورة وترديدها كما يريدون .. الوظيفة والعمل صارا شعارا لما يدعونه إثبات الوجود لدى هؤلاء المتهوكين فالمرأة لا تثبت وجودها إلا في العمل والوظيفة أيا كانت .. أما البيت والحياة الزوجية فليس فيها إثبات الوجود ولا حياة فيها كما يزعمون .. على المرأة ان تبيع حياتها الزوجية المفروضة لتشتري لهو العمل ولعب الوظيفة .. لتخرج المرأة للعمل وبيئته أيا كانت تلك البيئة .. اختلاط او تأخير أو مناوبات او فترات .. هكذا يطرح للأسف موضوع العمل وكأنه غريزة لابد من ان تشبعها المرأة حتى لو تجاهلت المودة والرحمة والسكنى في الحياة الزوجية .. حتى لو عطلت حياة الاستقرار وتكوين الأسرة وإنجاب الأبناء .. كل المهم ان تعمل وتتوظف وتترقى وتجمع رواتبها حتى لو خسرت أنوثتها , وفقدت أمومتها .. نسب هائلة من العوانس ومنهن كثير من الموظفات ولو سألت إحداهن ببساطة لباعت كل سنين خدمتها مقابل سنة زواج ولا أحد يكابر ولا يراهن على ذلك .. المشكلة ان محاسبة الذات ومراجعة النفس لا تبدأ في طور الشباب ولا في بواكيره وعنفوانه بل حين تستشعر إحداهن ان الكبر يزحف على جسدها , ويغشى بعض عقلها, ويغطي شيئا من قلبها فتبدأ تدرك أن حياة العمل, وشغل الوظيفة هي حياة ناقصة.. ولو يحرص المغرضون على توجيه المرأة نحو بيت الزوجية وتكوين الأسرة, والتنظير في أساليب نجاحها في مملكتها وتحت ظل زوجها وبين أسرتها لحُلت كثير من مشكلات العنوسة, ولكان الأمر خيرا عظيما على نساء مجتمعنا .. لكنهم شحذوا هممهم , وشذبوا أقلامهم لدعوة المرأة للعمل ولما يسمونه (إثبات الوجود). إن توجيه دفة المرأة نحو الاتجاه الخاطئ وحثها على تقديم الاقل أهمية على الأهم , ودفعها باتجاه الوظيفة والعمل وتكرير ذلك بـ(ببغائية) مطلقة ودون مبالاة بقيمتها الحقيقية كشريكة حياة لشخص آخر ورجل قادم , وإهمال قدرها كأم وربة بيت ومسئولة كل ذلك سوف يخرجها ويخرج كثيرا من بنات مجتمعنا نحو التشتت والحسرة وعض أصابع الندم خصوصا حين ينضجن وتتلاشى فقاعات , وخيالات , وشعارات كنّ يرددنها سابقا في فترة صباهن وبكرة أعمارهن .. إن الوظيفة لا يمكن أن يقدمها عاقل أو عاقلة , ولا راشد أو راشدة على موضوع الزواج لسبب بسيط وهو أن الزواج رابط ممتد بإذن الله لا تنقطع منفعته , ولا تنقضي مصلحته أبدا إلا ما شاء الله عز وجل .. حتى لو شابه ما شابه فالدنيا مليئة بالمشكلات والمعضلات فيما بين الناس وبين الأسرة الواحدة سواء الأب وابنه أو الأم وابنتها أو الأخ والأخت وكذلك الزوجان فهما (بشران) متفاعلان مع بعضهما يمران بظروف وأمور ومتغيرات طبيعية .. ومن الظلم أن نقتل صورة الزواج الطيبة في مقصلة التشاؤم , وساحة الأخطاء الحياتية التي تمر بالبشر كلهم .. أما الوظيفة طالت أو قصرت فهي مؤقتة ويشوبها من التعب والنصب والهم أكثر مما يتوجس منه بعض النساء في حياة الزواج. ختام القول : العمل للمرأة هو رغبة وليس بحاجة وفي فضاء الزواج المحاط بالمودة والرحمة يمكن لأي زوجة ان تجد فرصة العمل كما يتماشى مع حياتها الأسرية ويمكنها أن تتواءم وتتفق أو تحظى بموافقة الزوج على عملها .. وفي رأيي أن الخطأ الكبير هو تقديم العمل ورفض الزواج بسببه , كما أن الخطأ الأعظم هو ظن الفتاة إن قرار الزواج وزمنه واختيار الزوج هو ملكها .. فتخدع نفسها سأعمل كم سنة ثم أتزوج وكأن الأمر بيدها .. كما أحزنتني تلك الطبيبة التي تعمل في مستشفى كبير بالعاصمة وقالت خذوا شهادتي وخبرتي وأعطوني زوجا .. وكم ساءني حالة أستاذة جامعية قتلت عمرها بسكين الدراسة والبحوث وانصرفت بأحلامها العلمية عن حياة الزواج وهي تصرخ أريد زوجا وابنا .. ولكي يكون ما قلت مقنعا لتسأل الفتاة والدتها أو والدها سؤالا بريئا : أماه أبتاه ماذا ترجوان لي الوظيفة أم الزوج ؟ وستجدون إجابة العقل ساعتها. [email protected]