DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
أخيراً وبعدما «وقعت الفاس في الراس» انتبه العرب، إلى أن هناك دولة اسمها السودان، أفاق العرب بعد طول غياب، على حقيقة الاستفتاء المُرِّ في جنوب السودان، والدويلة الوليدة التي تتدحرج ككرة النار في سابقة تقسيم شرعي باسم «تقرير المصير» تشد عليه الأمم المتحدة، كما شدت سابقاً في تيمور الشرقية باندونيسيا، وليس مثلما تراخت أو «»طنشت» منذ أكثر من نصف قرن، بالنسبة لفلسطين المحتلة! وإذا كان قادة الانفصال في الجنوب السوداني أعلنوا ترحيبهم بسفارة إسرائيلية في عاصمة الدويلة المقبلة، وتحججوا بأن الإسرائيليين هم «أعداء الفلسطينيين وليسوا أعداءً لهم» فإن اللبيب بالإشارة لم يفهم ـ حتى وقت قريب ـ ان عملية الاستقطاع تلك، ليست إلا «بروفة» لما قد يحدث مستقبلاً أو يتكرر في دول أخرى في الغالب ستكون عربية وإسلامية. العرب ـ كل العرب ـ الذين ظلوا يتفرجون على ما يحدث في السودان منذ ستين عاماً، أخطأوا نفس الخطأ التاريخي، الذي وقعوا فيه أكثر من مرّة، وبالتالي صدقت فيهم مقولة وزير الحرب الصهيوني موشي ديان بأنهم «لا يقرأون»! العرب تفرّجوا على ما حدث في السودان، مثلما تفرجوا على المأساة التي وقعت في الصومال، ومثلما استرخوا أمام أشياء كثيرة، لا شك أنهم سيدفعون ثمناً فادحاً، أو دفعوا بعضه على الأقل، وإذا كان وفد عربي زار جنوب السودان قبل أيام، فإنما كان تحركاً بانورامياً، جاء «بعد خراب مالطة»، وبعدما تأكد الجميع أن العربة تنزلق من فوق المنحدر بلا كابح، يبقى قضاء الله النافذ فقط، هو وحده الذي ننتظره بعد ثلاثة أشهر.. عندها لن يكون السودان، هو السودان.. وربما سنتحسر بشدة على السودان الذي كان. فشل العرب في احتواء قادة الانفصال في الجنوب، بالضبط كما فشل السودان بكل قياداته وحكوماته في استيعاب بعض مواطنيه، وتسببت السياسات الخاطئة ـ بقصد أو بغير قصد ـ في تعميق الهوّة بين أبناء وأجزاء الوطن الواحد، وكانت نتيجة سياسات القوّة والبطش ما نراه الآن، وهي نفس النتائج التي جعلت مواطناً ما في عاصمة عربية يتحسر على أيام الاستعمار، باعتباره أفضل من استعباد يعيشه تحت حكم يقال إنه «وطني»، وهي نفس النتائج التي جعلت فلسطينيي 48 بجنسيتهم الإسرائيلية، لا يقبلون أبداً التعايش تحت سلطة تحرير أخرى، حتى ولو كانت «وطنية» في رام الله أو غزّة! إنها إشكالية المواطنة الحقيقية، التي يفزع منها بعضنا، ويتجاهلها، دون أن يدري أن النتيجة ستكون مثلما يحدث الآن، فلا حول ولا قوة إلا بالله.