DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خال والوشمي والمحيميد في جلسة الملتقى الأخيرة

اختتام الملتقى الروائي في الباحة بـ «شهادات» الأحيدب وخال والمحيميد

خال والوشمي والمحيميد في جلسة الملتقى الأخيرة
خال والوشمي والمحيميد في جلسة الملتقى الأخيرة
أخبار متعلقة
 
اختتمت مساء أمس الأول فعاليات الملتقى الروائي الرابع، الذي نظمه نادي الباحة الأدبي تحت عنوان «تمثيلات الآخر في الرواية العربية»، وشارك فيه ثلاثون باحثًا وباحثة من داخل المملكة وخارجها. وكان الملتقى الذي عقد على مدى يومين ، قد تناول في ثماني جلسات عدد من الموضوعات منها « تمثيلات المدينة الغربية في الرواية النسائية – الرواية السعودية نموذجًا»، و «الجندر – محاولة لتأصيل المصطلح والتنظير»، و«التيارات الفكرية في الرواية السعودية»، و«صور الآخر في نماذج من الرواية التونسية»، و «تمثيلات الآخر الغربي في الرواية العربية». وشهدت أعمال الملتقى ، حضوراً لافتاً من قبل العديد من الأدباء والأكاديميين من الجنسين ، فيما عقدت جلسة خاصة استمع خلالها المشاركون إلى مداخلات الحضور ، وتم الإجابة على أسئلتهم حول ما دار في كل جلسة من أفكار ومحاور، كما تم تكريم المشاركين في الجلسة المخصصة للشهادات. وألقى رئيس النادي الأدبي في الباحة حسن الزهراني كلمة بهذه المناسبة عبر فيها عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة الباحة، على دعمه لأعمال الملتقى ونشاطات النادي. كما ألقى المدير العام للأندية الأدبية في المملكة عبد الله الأفندي كلمة أشاد فيها بجهود نادي الباحة وبتميز الملتقى طرحاً ومضموناً. واختتمت جلسات الملتقى بالجلسة الأخيرة التي أدارها د. عبد الله الوشمي، وشارك فيها الروائيون يوسف المحيميد وعبده خال وليلى الأحيدب ، حيث قدموا (شهادات) عن أنفسهم. وبدأت الجلسة بورقة الأخيرة ، التي تحدثت فيها عن روايتها «عيون الثعالب» ، وقالت إن «الكتابة بحد ذاتها منولوج داخلي ينمو معك، يظل يلح عليك حتى تخرجه وتراه مرصوفًا أمامك ككلمات». وأضافت: «يقولون إن الرواية الأولى للكاتب هي الأسئلة الأولى التي تشغله، وعالم الكتابة والتباساته عالم مليء بالأسئلة»، موضحة أنها كتبت روايتها الأولى «عيون الثعالب» لتروي دهشتها الأولى حين مارست الكتابة ووعيت أن لها زمنًا مختلفًا. وأشارت الأحيدب إلى أنها كتبت هذا النص لأنها تريد أن تقول أشياء كثيرة، «أشياء عبرتني وأردت أن أحكيها بطريقتي ، أشياء كنت أراها ملتبسة وغير مفهومة .. وأشياء أخرى كنت أعبرها، وأريد أن أفهمها ، النص كان محاولة مني لفهم كل تلك الأشياء». وقالت: «حاولت أن أكون محايدة في رسمي لشخوص النص، ومحايدة في رسم الجو العام، أردت أن أرسم المشهد بواقعية، بعيدًا عن تبني وجهات نظر مؤدلجة. كتبت النص على مدار سنة كاملة ، كنت أقتنص المشاهد التي كنت أراها جديرة بإغناء النص من مسارب عدة وأوثقها ، مشاهد واقعية ومشاهد محتملة ومشاهد خلقها فضاء النص». وأضافت «عندما يبدأ السارد في الكتابة تبدو الصورة أمامه كبيرة وواسعة ، يعلم يقينًا أن كتابته لا تستطيع أن تستوعبها كاملة ، لذلك ينتقي ، ويمارس ما يسمونه الحذف والإثبات ، فهو في كتابته يثبت مشاهد من الصورة ويحذف مشاهد أخرى ، يقتطع ويختار ، ومن هذا المنطلق أقول ما أثبته في الرواية لا يلغي المحذوف منها . ما كتبته عن ثعالب الثقافة لا يلغي وجود بقية الأنواع». أما يوسف المحيمد فقال في ورقته: «لم يكن عبثًا وقت طفولتي أن عشت حالتين مؤثرتين في مسيرتي في الكتابة لاحقا، الأولى تمثلت في نسخ القصص التي نحبّها ، وهي القصص التي تستعيرها أختي من زميلتها في الصف، ونتحسر على إعادتها بعد أيام دون أن نمتلكها ، ودون أن نملك مالاً كي نشتري نسخًا منها ، فما يبقى لدينا سوى أن ننسخ القصة بخط جميل ، وننسخ الرسومات المصاحبة، فتعلمت الخط العربي الجميل ، وأتقنت الرسم». وأضاف: «أما الحالة الثانية ، فهي دور أختي التي تكبرني بسنوات خمس، حينما تحوّلت إلى شهرزاد ليلية، لكنها لم تكن لتخلص رقبتها من سيف شهريار، بل لتعوضنا شاشة التلفزيون الصغيرة التي نفتقد وجودها في البيت ، فكانت تقرأ لنا لأشهر طويلة من مجلدات سيرة عنترة السبعة ، لتعصف بأنوفنا رائحة غبار تتصاعد من حوافر الخيل ، ويطرق آذاننا صليل السيوف، وعنترة فوق حصانه «الأبجر» يجندل الفرسان، بينما يكسر صمت غرفتنا الصغيرة المعتمة صوتُ أختي ببحَّته المحببة». وتابع المحيميد قوله: «آنذاك، لم أدرك قيمة النسّاخ وأهميتهم في التاريخ العربي، وما قاموا به من نسخ المخطوطات ونقل المعارف والآداب، وهو ما كنا نفعله في الطفولة، حيث نتعلم الخط والكتابة والرسم معًا دون أن ندرك ذلك، ولم أعرف عن الحكائين في التاريخ ، وفي الدول العربية.. ولم أفهم أننا آنذاك كنا نمارس دور الحكواتي والمتحلقين حوله». مؤكداً أنه هكذا تعلق مبكرًا بالحكاية. وقال: «كان طبيعيا أن أنساق في بداياتي إلى محاكاة هذه القصص الشعبية والأساطير، فأحتفل بكتابة سيرة شعبية مختلقة، بواسطة الآلة الكاتبة اليدوية التي أهدتني إياها أمي حينما أتممت المرحلة الابتدائية، وكأنما عليّ أن أدرك منذ البدايات أن الحكاية هي كذبة ، وأن الرواية فيما بعد ، ستصبح كذبتي المفضلة ، تلكم الكذبة القابلة للتصديق ، كما يصفها رولان بارت ، «حيث الصدق هنا محتاج لإشارات مزيفة، وبوضوح ، ليمكنه أن يدوم وأن يُستهلك!». وأضاف: «لم أدخل مغارة الرواية ودهاليزها المعتمة إلا بعد عراك قصير قدره عشر سنوات مع القصة القصيرة ، جاء في أربع مجموعات قصصية ، فكنت مثل معظم أبناء جيلي ممن سحرتهم القصة زمن الثمانينيات من القرن الماضي»، مؤكداً أنه لا يزال يشعر بطعم مجموعته الأولى «ظهيرة لا مشاة لها- 1989». وفي الوقت المخصص له، استهل عبده خال ورقته بقوله: «أشعر بالارتباك لأن العيون تنظر بتركيز حاد وتظنون أنني سأقول ما لا يقال، وكلنا نمارس الفضيحة، ولكن نسترها سواء فعلية أو عملية أو كتابية ، فالإنسان عندما وجد ، وجد فرداً ولم يوجد جماعة ، والشخصية الروائية تتحدث عن خراب داخل الإنسان». وأضاف: بحت بكل تفاصيل ما يمكن يودي به البوح (...)، وكثير من الشخصيات التي تمثل الدرك الأسفل للنفس البشرية من سلوكيات (...) تختلف من شخص إلى آخر. وبعد أن انتهى خال من حديثه ، تم فتح باب المداخلات للحضور ، ودارت حول افتقاد أوراق العمل المقدمة في الملتقى إلى أوليات قواعد اللغة العربية ، والشخوص (ممثلي الدرك الأسفل للنفس البشرية) التي يكتب عنها الروائي عبده خال، والتأثر بالاستشراق، والبرزخ الذي أضيف إلى نهاية الرواية رواية «ترمي بشرر».