لقد كانت الخطوط السعودية هي المفضّلة لنا دائماً كناقل في رحلاتنا الدولية, وكانت الأسباب في ذلك الوقت معروفة, فقد كانت الخطوط السعودية الأفضل في الخدمة المقدمة للمسافرين وفي سجل السلامة وهو الأهم...استمر هذا الحال سنين طويلة وكنا خلالها نتغاضى عن كثير من هفوات الخطوط السعودية وذلك تقديراً لها ولما تقدمه من خدمات جليلة لنا وإن كنا ندفع كل هللة مقابل هذه الخدمات. والمراقب اليوم لحال ناقلنا الوطني أو كما تسمى...يشعر بخيبة أمل كبيرة, وقد يكون سبب هذه الخيبة التغيير الواضح في طريقة تقديم الخدمة للركاب, فالراكب في العادة لا يفرق بين موظفي الخطوط السعودية في مبنى المطار أو في الطائرة أو في قسم الصيانة, فكلهم يمثلون الخطوط السعودية بخيرها وشرّها.
مواسم الإجازات الماضية كانت حافلة بما يكفي لتقييم حال الخطوط السعودية, وفي البداية سأستعرض بعض الحوادث الغريبة في عالم الطيران, ومنها هطول المياه على الركاب من مكان مجهول في أعلى الطائرة عبر حقائب الركاب وأجهزة الإضاءة...وفي رأيي هذا الأمر غير مهم فالماء خير. ولكن ما أخافني فعلاً ما حدث في الرحلة رقم 1074, والتي كانت متوجهة من جدة إلى مدينة الرياض عندما أنتشر دخان مجهول أثناء الرحلة من أسفل أحد المقاعد (مصورة بالفيديو) رغم وجود بوادر لخلل فني قبل الإقلاع ،ولكن هذا الأمر لم يكن كافياً للتأكد من سلامة الطائرة. على أية حال ما سبق لا يُعدّ شيئاً مقارنة بالرحلة التي أقلعت من ولاية مدراس الهندية, فقد أشتعل أحد المحركات في طائرة الخطوط السعودية وعلى الفور عادت إلى مدرجات المطار سالمة وعلى متنها 180 راكبا, ولكن المفاجأة أن الطائرة أقلعت بعد ساعات من الانتظار في أرض المطار, هل تم تغيير المحرك؟!
الحديث عن تأخر رحلات الخطوط السعودية يتسم بالتكرار ويصيب المتلقي بالملل, والسبب بسيط, فقد أصبح تأخر الرحلات بالجملة بل أصبح سِمة في الخطوط السعودية حتى أن بعض الركاب قد يبدي استغرابه عند إقلاع رحلة في موعدها! وهناك من يفسر هذه السمة في رغبة الخطوط السعودية من الركاب بأن يقضوا بعض الوقت مع أنفسهم, ولكن الجديد في هذا الإطار ما قامت به إحدى مطارات الهند من تقديم تحذير شديد اللهجة لناقلنا الوطني, حيث منحوها فرصة لمدة 24 ساعة حتى تقوم بحل مشكلة تأخير إقلاع رحلاتها المتكرر! والمطار الهندي فعل ما لم يفعله أي مطار في السعودية!
تؤكد الخطوط السعودية بأنها دعمت وعززت مكانتها بين كبريات شركات الطيران العالمية وخدمة المجتمع السعودي وذلك من خلال نقل أكثر من 2000000 مسافر عبر 13000 رحلة, وهي أرقام تعزز دور الخطوط السعودية المتميز في خدمة الوطن والمواطنين كما تقول.
الاهتمام كما أرى منصب في عدد (الرؤوس) التي نقلوها فقط, ولم يتحدثوا عن مستوى الخدمة والتي قد يصفها الكثيرون بخدمة... خط البلدة!
[email protected] 
