DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سعد محيو

سعد محيو

سعد محيو
سعد محيو
أخبار متعلقة
 
هل كانت زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للبنان، جهداً منه لدعم حزب الله اللبناني ومعه “جبهة مقاومة الشعوب”، أم كانت في العمق زيارة لتعزيز مواقعه هو في إيران؟ السؤال يبدو مبرراً .. فبعد أيام من زيارة أحمدي نجاد “التاريخية” إلى لبنان، قام آية الله خامنئي مرشـد الثورة هو الآخر بزيارة “تاريخية”، ولكن هذه المرة إلى قم. دوافع هذه الزيارة النادرة، إذ هي الثالثة منذ اعتلاء خامنئي كرسي ولاية الفقيه بعد رحيل الخميني عام 1989 ليست واضحة تماماً كالسياسات الإيرانية التي لا يعرف أحد ما أهدافها إلا بعد أن تحدث .. بيد أن ثمة ترجيحاً قوياً بأن يكون مبررها الرئيس هو تنامي الانقسامات بين كبار آيات الله، الذين يقـلّدهم ملايين المواطنين الإيرانيين، حول أمرين اثنين: الأول، الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة التي قسّمت «إيران» إيرانين، وأثارت الشكوك، ولا تزال، حول شرعية أحمدي نجاد وموقع خامنئي كمرجع أعلى “من واجب الجميع إبداء الطاعة لتعليماته” (وفق فتوى أخيرة لخامنئي نفسه) .. والثاني، وربما هو الأهم، الجهود الكثيفة التي يبذلها خامنئي، ومن ورائه الحرس الثوري، لإنهاء الاستقلالية التاريخية لسلك رجال الدين الإيرانيين، عبر جعلهم معتمدين مالياً، وراضخين سياسياً، للسلطة المركزية في طهران. الانقسام الأول لا تزال أصداؤه منذ عامين تتردد في قم، بعد أن انحاز إلى صف المعارضة الخضراء العديد من كبار رجال الدين، مثل علي محمد داستغيب، وأسد الله بآيـات زانجاني، علاوة على آية الله الراحل حسين علي منتظري، الذين وجدوا أنفسهم في قمرة القيادة الروحية للثورة الخضراء .. وهم يواصلون إصدار البيانات التي تشكك في شرعية رئاسة نجاد وتنتقد قدرات المرشد الأعلى الفقهية. الانقسام الثاني سببه الجهود الضخمة التي يبذلها خامنئي لجعل المدارس الدينية في قم معتمدة على الحكومة، هذا في حين أن هذه المدارس كانت تاريخياً مستقلة عن الدولة وتتموّل من مساهمات المواطنين التابعين لأحد المراجع الدينية .. بيد أن هذه الجهود ارتطمت بمقاومة قوية، وأدّت إلى قسمة أخرى في إيران داخل المؤسسة الدينية القوية في قم، لا مثيل له منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979. زيارة خامنئي إلى قم هدفها الرئيس العمل على رأب هذا الصدع الذي لا تستطيع طهران أن تتحمّله، خاصة وهي تخوض حرباً باردة حامية الوطيس مع الغرب .. ولذا سيحاول مرشد الثورة إقناع “المتمردين” بإبداء الطاعة لولي الفقيه طوعاً، وإلا فإن الحرس الثوري الذي بات مهيمناً على كل شاردة وواردة في إيران (بما في ذلك، وعلى نحو متزايد، الاقتصاد)، سيكون جاهزاً لاستخدام العصا لمن عصا. نعود إلى سؤالنا الأولي: هل كان الاستقبال الجماهيري الحاشد الذي قابل به حزب الله أحمدي نجاد رسالة بأنه يدعم جناح خامنئي نجاد في الصراعات الراهنة في إيران؟ الحزب قد ينفي، قائلاً إنه كان يستقبل رئيس إيران لا قائد أحد الأجنحة فيها .. لكن نصف قم وكل المعارضة الخضراء سيكون لهم رأي آخر .. رأي عاتب على الأرجح.  الخليج الإماراتية