DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نجاة ميلاد مع الزميل المحرر

نجاة ميلاد: الترجمة متخلّفة كمّا ونوعا ولا توجهها رؤية شاملة

نجاة ميلاد مع الزميل المحرر
نجاة ميلاد مع الزميل المحرر
أخبار متعلقة
 
درست في فرنسا، وكانت الترجمة هاجسها .. كانت تحلم بمد جسور التواصل بين الحضارات.. أحزنها تهميش ثقافة الجاليات العربية والإسلامية في وسائل الإعلام الفرنسية. توهج الهاجس ليتحول على أرض الواقع إلى (دار ابن رشد) للترجمة من العربية، ومنظمة ابن رشد للثقافة والعلوم والآداب والتربية.. تلك نجاة ميلاد التي كان لـ (اليوم) لقاء معها حول شؤون الترجمة وما يعتريها من رؤى وهواجس امتدت خلال الأسطر التالية.. تجربة الترجمة بداية سألناها عن تجربتها مع الترجمة وتأسيس دار ابن رشد، فقالت: «بدأت مشواري المهني في عالم الكتاب، بعدما لاحظت أيام دراستي في فرنسا من اهتمام سلبي تجاه العرب والمسلمين من قبل وسائل الإعلام وتهميش، إذا لم نقل طمس، لهوية جالية كبيرة من المهاجرين العرب والمسلمين». وأضافت قائلة: «للمساهمة في التعريف والترويج للثقافة العربية والإسلامية وحوار الحضارات والتنوع الثقافي، أنشأت دار ابن رشد؛ وأنشأت جمعية أهلية ثقافية لخدمة الأهداف نفسها أطلقت عليها اسم منظمة ابن رشد للثقافة والعلوم والآداب والتربية». أهمية الترجمة عن أهمية الترجمة، قالت: «الحوار هو الإقرار بالتنوع‌ والتعددية‌ والتمايزات‌ ولا يتحقق‌ ذلك‌ إلا عن‌ طريق‌ الترجمة‌. فهي‌ بمثابة‌ الجسر التي‌ تعبر الثقافات‌ من‌ خلاله‌ إلى باقي‌ المجتمعات‌ من‌حولها دون‌ أي‌ جواز، حيث تلعب‌ دوراً كبيراً في‌ خلق‌ الحوار بين‌ الآداب‌ المختلفة‌، وتضييق‌ الفجوة‌ بين‌ مختلف‌ الحضارات‌ والثقافات‌». وذكرت أن الترجمة كانت «وما تزال‌ دعامة‌ النهضات‌ الفكرية‌ والثقافية‌ للشعوب‌، وهي‌ الوسيلة‌ المفضّلة‌ للتعرف‌ على‌ ما لدى‌ الآخرين‌ من‌ تقنيات‌ وأفكار مفيدة‌ وغنيّة‌، وكان الدافع للشعوب إلى الترجمة هو الحاجة إلى التعرف‌ على‌ آداب‌ وحضارة‌ بعضها البعض والاطلاع‌ والاستفادة‌ مما صنعه‌ الآخرون‌ والوصول‌ اليه‌ في‌ مجالات‌ الآداب‌ والعلوم‌ والفنون‌». وتابعت ميلاد قولها: «تميزت‌ الشعوب‌ التي‌ ركزت‌ على‌ الترجمة‌ بفهمها لتلاقح‌ الافكار والثقافات‌ وادراكها لنتائج‌ هذا التلاقح‌ وأهميته‌. وعن‌ طريق‌ الترجمة‌ بدأت‌ النهضة‌ الثقافية‌ في‌ عصر الإسلام‌ الأول». الترجمة في العالم العربي بسؤالها عن واقع الترجمة في العالم العربي اليوم؛ أجابت ميلاد: «إني إذ أحيي الجهود الأخيرة للتعريب منذ صدور تقرير الأمم المتحدة للتنمية في العالم العربي عام 2003 من قبل العديد من المؤسسات الرسمية في الدول العربية ومراكز الترجمة التي أنشئت إثر ذلك، إلا أنها لا ترتقي الى المستوى المطلوب منها إلى حد الآن». مضيفة أن «الترجمة متخلفة كما ونوعا. ولا توجهها رؤية شاملة لما يجب أن يترجم و من أي اللغات يترجم». وموضحة أن الترجمة تكاد تكون محصورة بلغات معينة فقط، وفضلا عن ذلك فهي تكاد تكون ترجمة ذات قناة واحدة، إذ تعاني من إغفال مهمتها الجوهرية؛ وهي ترجمة النتاج الفكري والإبداعي العربي إلى اللغات الأخرى». بين العربية والفرنسية أما حول الترجمة بين العربية والفرنسية بحكم إقامتها في فرنسا فقالت ميلاد: «بحكم علاقتي بالكتاب الفرنسي فإني لا أذكر إلا قليلا من الانتاج العربي المترجم إلى الفرنسي من قبل الناشرين الخواص أو المؤسسات في العالم العربي إن لم أضف إليه سوء التعريف والتوزيع لهذه الاعمال». وأوضحت أن المستشرقين سابقا والمستعربين الفرنسيين اهتموا «بترجمة الأعمال الإبداعية والفكرية إلى الفرنسية، وبدأت الحركة مع مراكز الدراسات الفرنسية المقيمة بالدول العربية، وأذكر مثلا ايبلا (IBLA) في تونس و (ifpo) في دمشق. ولعل من أهم دور النشر الفرنسية الخاصة التي اهتمت بالعالم العربي دار سندباد (sindbad) التي اشترتها بعد ذلك دار اكت سيد (actes sud) المهتمة بالأدب العالمي، وتصدر بعض الدور الاخرى في سلسلات خاصة اصدارات تخص العالم العربي». وأكدت ميلاد أن «بعض الإحصائيات تعطينا صورة عن الكتب العربية بالفرنسية، وهي مأخوذة عن قاعدة بيانات لكل الكتب الصادرة بالفرنسي واسمها (ELECTRE)، 3881 عنوان كتاب عربي متوافر أي غير نافذ، منها 1181 مترجما، ويتوافر 971 مقابل 55763 مترجم من اللغة الانجليزية». وقالت: تتعلق تلك العناوين بالمواضيع التالية: آداب 1177، وسياسة 514، ولغة 416»، فيما يعد الكتاب الديني هو الاكثر ترجمة، «ولكن لا توجد لدي إحصائيات دقيقة». كتب سعودية بالفرنسة أما حول عدد العناوين التي تخص المملكة باللغة الفرنسية، فقالت ميلاد إنها «لا تتعدى المتوافر منها 47 عنوانا، منها 22 عنوانا لكاتب سعودي، منها ثمانية في الدين، وسبعة كتب في الأدب، وخمسة كتب في السيرة». وأوضحت أن «الملاحظ أن الإصدارات قبل عام 2001 لا تتجاوز عشرة عناوين إذا استثنينا الكتب الاعلامية الدعائية. ولا أدري إن كانت توجد إصدارات باللغة الفرنسية في المملكة». وعما إذا كان لديها تعاون مع مؤسسات للترجمة في المملكة، قالت: «توجد مشاريع ترجمة داخل الجامعات وأخص بالذكر منها قسم الفرنسي بجامعة الملك سعود. وإني من خلال مشاركاتي في معرض الرياض للكتاب لاحظت إقبالا متزايدا من قبل الطلاب السعوديين على اقتناء الكتب باللغة الفرنسية لتعريبها». متمنية أن ترى «في المستقبل القريب نجاح مشروع الترجمة إلى الفرنسية كما أعلمني د. فائز الشهري المسؤول عن قسم اللغات الاوروبية». جائزة المليك للترجمة وبسؤالها عن انطباعها عن جائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة ومدى أهميتها ودورها في التلاقح الحضاري، قالت ميلاد: «جائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة هي تتويج لدعوة الملك عبد الله إلى مد جسور التواصل الثقافي بين الشعوب وتفعيل الاتصال المعرفي بين الحضارات لتعزيز الحوار بين الحضارات والتوافق في المفاهيم ما بين ثقافات الشعوب المختلفة وتكريماً للتميز في النقل من اللغة العربية وإليها، واحتفاء بالمترجمين، وتشجيعاً للجهود المبذولة في خدمة الترجمة». وأضافت «إذا كان الإسهام في نقل المعرفة من اللغة العربية وإليها، الهدف الأول من الجائزة فإني أتمنى على القائمين عليها اعطاء المزيد من الاهتمام للترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى لأن الأحرى بنا أن نقوم بالتعريف بثقافتنا من وجهة نظرنا وبطريقتنا وليس بالطريقة التي يقدمنا بها الآخر».