DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

انهيار النموذج الشرق أوسطي

انهيار النموذج الشرق أوسطي

انهيار النموذج الشرق أوسطي
أخبار متعلقة
 
الحلف الثلاثي الأمريكي- التركي- الإيراني، الذي أشرنا إليه لا يزال فكرة في علم الغيب، لكن تغيير السياسات والأحلاف الأمريكية في الشرق الأوسط ليس كذلك، بل هو قد يكون في أمر اليوم . فالمخططون الأمريكيون، وبعد الفشل الذريع الذي أصيبت به “الثورة البوشية” في المنطقة على صعد الأمن، وتغيير الأنظمة، ونشر الديمقراطية، بدأوا يدعون إلى إعادة نظر شاملة ليس في السياسات الأمريكية وحسب، بل يطالبون أيضاً بتغيير الأنموذج الفكري (Paradigm shift) الذي يتحكّم بهذه السياسات . ويقول هؤلاء إن الولايات المتحدة طبّقت طوال السنوات العشرين الماضية التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي الأنموذج نفسه المستند إلى مفاهيم الحرب الباردة، والقائم على تقسيم العالم إلى معسكرين : الأعداء والحلفاء وعلى : “من ثَم من ليس معنا فهو ضدنا” .وهكذا، تم رسم خريطة شرق أوسطية يُعسكر في جانب منها التحالف الإيراني - السوري، ومعه حزب الله وحماس، المقاوم لأمريكا و «إسرائيل»، ويصطف في الجانب الآخر دول عربية، ومعها حركة فتح و14 آذار اللبناني، وبعد رسم الخريطة جاء وضع الخطط التنفيذية التي تركّزت كلها على مبدأ الاستقطاب أو المجابهة الشاملة بين المعسكرين . إدارة أوباما، وعلى الرغم من أنها آلت على نفسها أن تعكس كل سياسات إدارة بوش وأعلنت سياسة اليد الممدودة، لم تتخل عن هذا الأنموذج، فواصلت عملياً ممارسة سياسة المعسكرين . وهذا ما دفع العديد من القوى الإقليمية، وعلى رأسها سوريا، إلى التخندق مجدداً في بوتقة حلفها مع إيران، خوفاً من انقضاض أمريكي- “إسرائيلي” عليها . بيد أن هذه الاستراتيجية وصلت الآن إلى طريق مسدود، ولم تسفر إلا عن مواصلة ضعضعة النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط . صحيح أن الإيرانيين يُبالغون كثيراً حين يُبشّرون بأن الولايات المتحدة تهمّشت، وأن حقبتها أفَلَتْ أو على وشك الأفول في المنطقة، إذ إن هذه الدولة العظمى لا تزال قادرة على قلب الطاولة على رؤوس الجميع، إلا أن الصحيح أيضاً أنها فقدت القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط كما تشاء هي أو تشتهي حليفتها “إسرائيل” . لماذا؟ لأن العديد من القوى الإقليمية، وفي مقدمها تركيا وسوريا وبالطبع إيران، شبّت عن الطوق الأمريكي، بعد أن لاحت حدود القوة الأمريكية التي برزت بوضوح في أفغانستان والعراق، وبعد أن تراجع موقع “إسرائيل” ككنز عسكري استراتيجي للغرب غداة حربي لبنان (2006 ) وغزة (2008-2009) . وهكذا برزت ديناميكيات جديدة في الشرق الأوسط كانت كلها بمثابة مفاجآت لصانعي القرار في واشنطن : من رفض تركيا الاشتراك في غزو العراق وحصار إيران وحماس، إلى صمود النظام السوري بعد خروجه من لبنان العام ،2005 مروراً بنشوء تفاهمات تركية- إيرانية- سورية بدأت تتمدد، وإن ببطء، إلى دول أخرى كقطر والأردن ولبنان التي كانت مُصنّفة قبل فترة وجيزة في المعسكر الغربي. حتى الآن، لا تزال الإدارة الأمريكية تتعاطى مع هذه المفاجآت بمنطق اللاهث وراء الأحداث. وهذا أمر بديهي لأن منطلقاتها التحليلية، كما أسلفنا، باقية على حالها وتعاني عمى الألوان الذي لا يرى سوى الأسود والأبيض. وهذا يُفسّر حال التخبط والشلل الحقيقيين اللذين يُميّزان السياسات الأمريكية هذه الأيام . لكن، إذا ما كان الأنموذج الاستراتيجي الأمريكي الثنائي فشل، فما بديله؟  الخليج الإماراتية