DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
لم تكن تصريحات الأمير سعود الفيصل في القاهرة قبل أيام، إلا إشارات مهمة «لمن يهمه الأمر» بأن الأوضاع العربية/ العربية في حاجة لما هو أكثر فائدة من الجدل، ومن الاستعراض. ولم تكن كلماته إلا تجديداً للرؤية السعودية، ومعها المصرية بالطبع، لمجمل الأحداث التي تضرب جنبات الأمة، وتهدّدها بما هو معلن، أو ما هو خفيٌّ، وما أكثره.. ـ أوضاع معلّقة ومناكفات سياسية في العراق، الذي لا يزال بعد قرابة سبعة أشهر من انتخاباته البرلمانية يبحث عن حكومة قوية، تنهي حالة الشلل الراهنة، والعجز الذي طال كثيراً.. ـ مدُّ وجزرٌ في لبنان، على خلفية زيارة مثيرة للجدل قام بها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، لعب فيها دور «المعتدل» في قصر بعبدا، بنفس القدر الذي تقمص فيه شخصية «الثائر» في الجنوب اللبناني، دون أن يقف ببوابة فاطمة، أو يرمي حجراً باتجاه الدولة الصهيونية حيث تقبع على بعد خطوات قليلة ! ـ حمى التقسيم القسري التي تهدد السودان، ليكون آخر الضحايا العرب في الفتنة الراهنة، والتي تؤرخ للأجيال الحالية محنة الفشل في المحافظة على دولة عربية موحّدة، لتسقط كل شعارات الوحدة على أرضٍ كانت دوماً تفخر بأنها واحدة و»بتتكلم عربي»، فتصبح من المحيط إلى الخليج، خليطاً من الأوردية إلى الفارسية إلى التركية والعبرية! التصريحات السعودية والمصرية، كانت إشارة إلى حجم المعاناة والأرق السياسي وسط عالم عربي مهمومٍ للغاية، عالم عربي، لا يعرف حقيقة انتماءاته التي طالما تغنّى بها، وشدا لها مطربون سرعان ما تهتكت أحبالهم الصوتية، وتداخلت موسيقاهم في متاهات النضال والجهاد والحرب، والتهييج الزائف، وتخدير الشعوب، وتزييف أحلام البسطاء، الذين أفاقوا فجأة على فوبيا الفشل الذريع، فعندما تفشل في تأمين ما تأكل، فإنك بالضرورة تقع فريسة جنون البقر الذي تشابه علينا سابقاً، فتحمرّ الوجوه بفعل جنون الطماطم التي عجز الجميع عن إيجاد مبرر واحد عقلاني لها! في الرياض، كما في القاهرة، يكون الهمُّ العربي، حاضراً بقوة، ومؤثراً في المزاج السياسي، ربما كان ذات الأمر موجوداً في عواصم عربية أخرى، لكن صعوبة السيطرة على نفس المسافة في التعامل مع الأطياف السياسية والفرقاء في أي وضع ملتهب، في لبنان أو العراق، يصبح يسيراً للغاية، لأنه لا مصلحة شخصية، وهنا يكون التشخيص حاداً وحاراً في نفس الوقت. بالضبط كما هي النوايا طيبة جداً.. أتدرون لماذا؟ لأنه لم تتحمل عاصمتان عربيتان، أعباء الحرب وأعباء السلام، كما تحمّلت الرياض وكما عانت القاهرة.. دونما عنتريات ودونما ادعاءات، ودونما أحجار وهمية، يظن البعض أنه من خلالها يحارب العدو، ويهزمه !