سلطان العتيبي – الخبر
كشف مدير إدارة الصحة النفسية والاجتماعية بصحة جدة والمدير الطبي بمستشفى الصحة النفسية الدكتورسهيل حميد خان لـ " اليوم " عن وجود نقص في الكوادر الطبية المؤهلة والاخصائيين النفسيين بالمستشفيات السعودية,وأشار الى أن غياب الكفاءات في كل مستشفى يجعل هناك بعض القصور في الأداء خاصة في ظل الطموحات الكبيرة لوزارة الصحة والتي تحتاج بكل تأكيد وقتا طويلا لتحقيقها .
السعة السريرية
وأشار خان الى الضغط الكبير الذي تواجهه مستشفيات الصحة النفسية بالمملكة وهو ما دفع الدولة حاليا لتوسعة لكافة المستشفيات وانشاء أخرى لتجاوز المشكلة , وأشار الى أن مستشفى الصحة النفسية بجدة على سبيل المثال سعته السريرية 120 سريرا منها 20 للنساء ، بينما يستقبل يوميا من 100 الى 120 مريضا منها 5 حالات على الأقل بحاجة الى التنويم , وعلينا أن ندرك أن بقاء المريض في المستشفى لايقل عن أسبوعين , كما أن هناك أهالي يرفضون استلام أبنائهم ومرضاهم بعد انتهاء فترة علاجهم مما يعني بقاء المريض فترة أطول , وأضاف إن كل هذا يحتم علينا أن نكون انتقائيين في اختيار المريض الذي بحاجة لتنويم بحيث نحاول ادخال من يشكل خطرا على نفسه أو الأخرين أومن يعاني من هلاوس وأعراض ذهانية نشطة .
شعوذة ودجل
اكد د. خان ، لجوء بعض المرضى الى المشعوذين والدجالين بحثا عن علاج كونه لايعرف أنه مريض نفسي وهو مايتسبب في تدهور حالته الصحية والنفسية على حد سواء, وهو ما يقود لخسارة عضو فاعل بالمجتمع نتيجة عدم الوصول الى المريض نفسه أو اشراك الأسر في توعية الأبناء.
تكاتف الجهود
وشدد د. خان على اهمية تكاتف الجهود بين وزارة الصحة والشئون الاجتماعية ووسائل الإعلام والمدارس بحيث يلتقون على هدف واحد وهو تثقيف المجتمع أولا من حدوث الأمراض النفسية ,ورفع الوصمة السيئة المرتبطة بالمرض النفسي وانها ليست عارا كما يعتقد البعض, ومن يراجع المريض النفسي ليس مجنونا,مشيرا الى ضرورة تقبل المريض داخل الأسرة والعمل والمدرسة حتى يكون هناك توافق وانسجام،ونوه الى قيام أقسام الخدمة المجتمعية بالمستشفيات حاليا بتوعية المجتمع بضرورة دمج المريض فيها,كما بدأت بعض مستشفيات الصحة النفسية بالمملكة فى استحداث مفهوم الرعاية المنزلية لتفقد المريض ومتابعة حالته بالمنزل واعطائه العلاجات الضرورية دون الحاجة لتواجده بالمستشفى .
اسباب العنف
وأشار مدير إدارة الصحة النفسية والاجتماعية بصحة جدة لوجود العديد من العوامل المسببة للعنف منها نفسية واخرى غير نفسية, وتتصدر الاضطرابات الذهانية وانفصام بالشخصية والهوس والأوهام والاضطرابات الوجدانية والهذيان الأسباب النفسية اضافة لتعاطي المخدرات والكحول والظروف الأسرية وضغوط الحياة الاجتماعية وجميعها كفيلة بنشوء العنف في المجتمع .
علاج سلوكي
ونوه د. خان بضرورة توعية المريض وشرح أعراضه وتبصيره بالعوامل التشخيصية التي جعلت الطبيب يجزم بأنه يعاني من مرض نفسي , اضافة لاشراك الأسرة بالتبصير ومعرفتهم بالخطة العلاجية اللازمة مع الشرح , سواء كان العلاج سلوكيا أو دينيا أواجتماعيا أو عقاقير طبية , ثم رفع تقارير طبية لجهة العمل حتى لا يتأثر وظيفيا أويفقد عمله خاصة اذا كان هناك غياب متكرر.
