فيصل الشوشان – الدمام ( الكتاب باين من عنوانه ) مثلاً شعبيًا دارجًا ينطبق على حال ثلاثي فرق المنطقة الشرقية الاتفاق والقادسية والفتح مع انطلاقة دوري المحترفين السعودي وذلك بعد النتائج المتواضعة التي حققتها حتى الجولة الثامنة من الدوري تلك النتائج التي جعلت جماهير الكرة بالساحل الشرقي تمنى النفس بانتفاضة جديدة على جميع الاصعدة كي تنعش قلوب سفرائها الثلاثة في الدوري السعودي خصوصًا وإن الفرصة لا تزال قائمة أمام الجميع لمراجعة الحسابات من جديد من اجل العودة بشكل اقوى وبأكثر فاعلية لمقارعة الاخرين .
وبعيدا عن الحسابات المعقدة فان صورة النهاية المتوقعة للثلاثي الشرقاوي بالدوري السعودي سوف تتضح مع انطلاقة مباريات الدور الثاني حيث تبدأ لعبة الكراسي المتحركة في المقدمة وتزاد سخونة بالنسبة لمتذيلي سلم ترتيب فرق الدوري .
( الميدان ) رصد مشوار اندية المنطقة الشرقية منذ بداية دوري المحترفين السعودي وحتى نهاية مباريات الجولة الثامنة منه وذلك على النحو التالي..
الاتفاق
فارس الدهناء السفير الدائم للمنطقة الشرقية بدوري الاضواء بقي حاله كما هو عليه في المواسم الماضي ( حبة فوق وحبة تحت ) ويبدوا أن الصراعات الادارية الشرفية ( الخجولة ) أشغلت الاتفاقيين عن فريقهم كثيرا هذا الموسم ولذلك كانت النتائج وحتى الجولة السابعة من دوري المحترفين متذبذبة جدا فتارة يظهر الفريق الاتفاقي كالاسد الذي لا يخشى الاخرين وتارة اخرى لا يستطيع جمع قواه لانهاء مبارياته باقل الخسائر وهذه الاشكالية ظلت ملازمة لفارس الدهناء باختلاف المدربين والمراحل وحتى الظروف المالية فوضع الفريق الاتفاقي ظل كما هو عليه منذ ان كان يتمتع بملايين عقد شراكته الاستراتيجية مع شركة الاتصالات وحتى الوقت الراهن.
والفريق الاتفاقي خاض حتى الآن 8 مباريات فاز في 4 منها وتعادل في مباراة واحدة وخسر في 3 وله من الأهداف 11 هدفًا واستقبلت شباكه 10 أهداف وله من النقاط 13 نقطة من 24 قياسًا بعدد المباريات التي خاضها ، والوضع الحالي للفريق الاتفاقي يؤكد ان هنالك اشكالية كبيرة جدا في الجوانب الفنية خصوصا من قبل المدير الفني للفريق الروماني ايوان مارين والذي ظهر هذا الموسم متناقضا لأبعد درجة خصوصا في ظل تمسكه ببعض القناعات والتي اثبتت الايام انها غير مجدية مع الفريق الاتفاقي ومن ضمنها تمسكه باشراك المهاجم يوسف السالم على الرغم من تفننه الدائم في اهدار الفرص السهلة امام مرمى الخصوم وعدم استفادة الفريق من خدماته نهائيا ، كذلك موافقة مارين على بيع المهاجم النشط بدر الخميس للتعاون في الوقت الذي اتخذ فيه موقفا سلبيا ضد المهاجم الاول بالفريق صالح بشير حيث قام بتجميده على دكة البدلاء على الرغم من حاجة الفريق لخدماته ، كما ان المدرب الاتفاقي واصل تمسكه في عدم اتاحة الفرصة للنجم المبدع حسين النجعي حيث اصر على ابقائه على دكة البدلاء واشراكه في الدقائق الاخيرة من كل مباراة ومع ذلك يساهم النجعي صناعة الاهداف ، كما أصر مارين على مواصلة ( عناده ) عندما أصر على اشراك الحارس محمد خوجه وهو الذي لم يستفد من اخطائه المتكررة والتي حرمت الفريق الاتفاقي من نقاط كثيرة وذلك على الرغم من تواجد عدد من البدلاء في هذا المركز الحساس ، وكل تلك القناعات الغريبة هي التي ساهمت في تدهور نتائج الفريق الاتفاقي واذا استمرت هذه التخبطات فحال الفريق بنهاية الدوري لن يختلف بتاتا عن حاله في الموسم الماضي.
القادسية
يبدو ان الفريق القدساوي قد نام على وسادة النتائج الايجابية التي حققها في بداية الموسم خصوصا وان تلك النتائج قد اعطت انطباعا اوليا للمتتبعين للفريق القدساوي عن ظهور متجدد لابناء الخبر في الموسم الحالي ولكن سرعان ما ( عادت حليمة لعادتها القديمة ) حيث عادت الانهزامية تنهش في جسد الفريق من جديد والتي ترتب عليها العديد من الاخفاقات ومن فرق ليست افضل من القادسية من جميع النواحي .
وخاض الفريق القدساوي حتى الان 7 مباريات فاز في اثنتين وتعادل في 3 مباريات وخسر في اثنتين وله من الاهداف 14 فيما استقلبت شباكه 12 هدفا ويمتلك من النقاط 9 وهو عدد غير كاف كي يضمن الفريق البقاء في الدوري وعدم دخوله في الحسابات المعقدة بنهاية الموسم كما حدث في الموسم الماضي.
وبالنسبة للامور الفنية للفريق فمن الواضح ان الاعداد البدني للفريق لم يكن جيدا بتاتا والدليل ان 9 لاعبين في صفوف الفريق تعرضوا لاصابات مختلفة منذ انطلاقة الدوري وحتى الجولة الثامنة منه وهو مؤشر خطير جدا قد يدفع حسابه الفريق في الجولات الاخيرة من الدوري عندما تشتد المنافسة بين فرق المؤخرة.
ومن الامور التي وضعت الكثير من علامات الاستفهام حول الفريق القدساوي هو عدم استفادته من اللاعبين المحليين الذين تم جلبهم من الاندية الاخرى بنظام الاعارة فالمدرب ديمتروف لا يزال متمسكا ببعض القناعات والتي جعلت محمد امين القادم من الاتحاد بمليون ريال خارج التشكيلة في الكثير من المباريات التي خاضها الفريق حتى الان وكذلك نفس الحال ينطبق على احمد الصويلح المعار من الهلال بمليون ونصف المليون والذي لم يستفد الفريق من خدماته أي شيء حتى الان حيث يصر ديمتروف على اشراكه في الدقائق الاخيرة وتلك القناعات اعطت مؤشرات واضحة حول عدم قيام إدارة نادي القادسية باستشارة المدرب في الاسماء التي تعاقدت معها ولذلك فضل الرد على الادارة وإبداء اعتراضه على هذه التعاقدات من خلال المستطيل الاخضر.
ومن الواضح ان ثمة صراعات ادارية وشرفية يعيشها ابناء القادسية منذ صدور قرار سمو الرئيس العام بتجديد تكليف عبدالله الهزاع برئاسة النادي موسما آخر ويبدو ان تلك الخلافات كان لها الاثر الواضح على الفريق واجهزته الفنية والادارية وهذا الامر الذي يحاول القائمون على النادي نفيه للشارع الرياضي.
الفتح
جاء هذا الموسم على عكس ما كان يتوقعه انصار السفير الاحسائي بدوري المحترفين وذلك عطفا على النتائج الجيدة التي حققها الفريق الفتحاوي في الموسم الرياضي الماضي والتي جعلت منه حصانا اسودا على بقية فرق الدوري.
ولم تكن النتائج هذا الموسم مرضية بتاتا للجماهير الفتحاوية وذلك بالرغم من المعسكر الاعدادي الذي اجراه الفريق في المانيا ويبدوا ان للعنصر الاداري دورا رئيسيا في ظهور الفريق المتواضع حيث ساهم الكثير من مسئولي الفتح في تشتيت اذهان اللاعبين من خلال التصاريح التي اطلقوها قبل بداية الموسم والتي جميعها كانت تعطي دلالة واضحة على ان الفتح سيحقق احدى بطولات الموسم وهو الامر الذي لا يمكن ان يقنع الكثير من منسوبي الشارع الرياضي المحلي كون ان الفريق الفتحاوي يعتبر حديث عهد بدوري المحترفين ولا يمتلك الملايين التي تمتلكها الاندية المتنافسة على البطولات ، ويبدو ان لهذه التصاريح دورا كبيرا في الوضع الحاصل للفريق.
كما ان التعاقدات المحلية والخارجية يبدوا انها غير موفقة حتى الان فالفريق لا يزال يعتمد على خدمات النجم احمد بوعبيد فقط في الوقت الذي بقيت فيه نفس العناصر التي مثلت الفريق بالموسم الماضي تقدم نفس المستويات دون أي تطوير يذكر وذلك على الرغم من استمرار المدرب فتحي الجبال مع الفريق منذ الموسم الماضي ، كما يلاحظ ان الفريق افتقد كثيرا لخدمات النجم فيصل الجمعان الذي انتقل قبل بداية الموسم الى فريق الهلال حيث كان الجمعان يمثل الرقم الصعب في خارطة الفتح.
والوضع الحالي للفريق الفتحاوي في سلم ترتيب الدوري يؤكد ان الفريق سيعمل من الان على البقاء وتثبيت اقدامه بين الكبار من اجل الهروب من الهبوط حيث يحتل الفريق المركز ما قبل الاخير وفي رصيده 5 نقاط جمعها من اصل 6 مباريات خاضها حتى الان حيث فاز في مباراة وتعادل في اثنتين وخسر في 3 وله من الاهداف 8 وعليه 14 ، وتلك الارقام تعتبر مخيفة جدا لانصار الفريق الاحسائي خصوصا وان جميع الاندية تعمل حاليا على الزحف للامام والابتعاد عن خطر المناطق الخلفية.
طموحات الثلاثي الشرقاوي
يبدوا ان طموحات اندية المنطقة الشرقية تحفها المخاطر من جميع الاتجاهات ولسان حال جماهيرها يردد ( يالله السلامة ) فالاتفاق يسعى وبكل ما اوتي من قوة ان يكون من ضمن الفرق المشاركة في بطولة خادم الحرمين الشريفين للاندية النخبة ، بينما يعمل القادسية والفتح على تثبيت اقدامهم بالدوري والابتعاد عن الهبوط لدوري الدرجة الاولى وهذا ما سيتحقق بشرط تصحيح الاوضاع ومراجعة الحسابات من جديد.