DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
مثلت الصورة التي بثتها وكالات الأنباء بالأمس، لجندي صهيوني، وهو يرقص حول سجينة فلسطينية معصوبة العينين ومكبلة اليدين، إشعاراً خطيراً لاستمرار مسلسل الاستهانة بأبسط حقوق الإنسان، وذلك بعد أقل من 24 ساعة فقط من جريمة أشنع، تمثلت في اقتحام حفنة من المجندين الصهاينة لمسجد الأنبياء (جنوب بيت لحم) وأشعلوا النار في سجاده وأحرقوا بعض المصاحف، دون أن يجرؤ أحد من ناشطي الغرب على التنديد بما حدث. وإذا كانت جريمة حرق المصحف الشريف، تعكس الصورة الهمجية للتطرف، الذي بدأه القس الأمريكي تيري جونز قبل أسابيع، وإعلانه حرق نسخ من القرآن الكريم، فإن مشهد الرقص حول تلك الأسيرة الفلسطينية، يماثل ـ ويا للصدفة ـ ما فعلته مجندة أمريكية بمساجين عراقيين أيضاً في سجن أبو غريب، وذلك النوع من العقدة النفسية التي تنمّ عن شعور مرضي وشيزوفرينيا حادة ضربت المشهد الإنساني كله. لا نعتقد أن ما حدث، من قبيل المصادفة، وحتى إذا كنا نحمل على الشراذم الصهيونية التي تركت بلادها الأصلية، وجاءت لتمارس شذوذها على أرض عربية مغتصبة، فإننا لا نطبع الأمريكيين بما فعلته مجندة شاذة في العراق، أو بما فعله غيرها من الجنود الذين يكون بعضهم مغلوباً على أمره، ولينفذ أوامر قادة بكل تأكيد يعلمون ما يفعلون (؟!) وينكلون بمواطنين أبرياء في السجون، بعد استباحة براءتهم في الشوارع والأزقة والبيوت. الجنود الإسرائيليون الذين كانوا يوثقون ما يفعله زميلهم المهووس، سارعوا بنشر فعلتهم على الإنترنت، وكأنهم يستهزئون بكل القيم والمشاعر الإنسانية، وهذا غير جديد عليهم وعلى قادتهم وعلى مجتمعهم، وهم نفس الجنود الذين استباحوا سفن قافلة الحرية وقتلوا وجرحوا متطوّعين أبرياء على السفينة التركية، وهم وآباؤهم وأجدادهم هم من كانوا يكسرون أيدي الأطفال الفلسطينيين بأوامر من رئيس وزرائهم المقبور اسحق رابين، وهم من كانوا أعضاء في عصابات الأرجون والهاجاناه التي ارتكبت أبشع جرائم التطهير العرقي للفلسطينيين في دير ياسين وكفر قاسم وقانا وبحر البقر وغيرهم، هم أنفسهم الذين لا يرعون عهداً ولا ميثاقاً دولياً حتى تجاه الأسرى المصريين الذين سحقوهم بالدبابات أحياء في حرب 1967، ومارسوا كل أنواع الانتقام العسكري في غزة، سواء في الحرب أو في الحصار. لو فعل الفلسطينيون نفس الفعل مع جندي صهيوني لقامت الدنيا، وتوالت التنديدات بحقوق الإنسان والتعامل مع الأسرى وغيرهم، لكن أن يحدث العكس، فلن يرى أحد شيئاً، ولن يُعاقب أحد .. أتدرون لماذا؟ لأننا ـ كعرب ـ بلا قيمة، وكمسلمين.. حدث ولا حرج!