DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كيف نعزّز قيمنا الوطنية؟

كيف نعزّز قيمنا الوطنية؟

كيف نعزّز قيمنا الوطنية؟
كيف نعزّز قيمنا الوطنية؟
أخبار متعلقة
 
كان التفاعل الشعبي العارم وغير المحدود مع ذكرى يومنا الوطني الثمانين، هذا العام في جميع مناطق المملكة وبالذات في المنطقة الشرقية ، كان مميّزاً .. ومجسّداً .. للتعبير الصادق من المواطنين كعادتهم في حب هذا الوطن والولاء للقيادة منذ مراحل التأسيس ، كما كان إشارة واضحة على زيادة الوعي والإحساس بأهمية المناسبة، عقب مساحات ومحطات متعددة، أثبتت الأيام ومجريات الأحداث، أننا بحاجة إلى ما يمكن تسميته المشروع العام و"القضية" التي يجب أن تكون عنواناً وشعاراً للانصهار وللإنجاز معاً.كل الأمم تلتفّ وراء رمز ما، تستمد منه نشوءها ووجودها وكينونتها و استمراريتها، وكل الدول، تبحث عن إشارة انطلاق تجدد من خلالها وعيها، وتؤسس عبرها كل أحلامها وخيالاتها، مشاريعها وبنيانها، تجعل من علمها نبضا يستحوذ عليها، ومن نشيدها وقوداً لإحياء الذات وشحذ الهمم وتشجيعاً على المضي في سباق الماراثون الطويل. بصراحة و وضوح، نعترف أنه كان لدى البعض فينا إشكالية معينة، في التعامل مع هذه الدلالات الوطنية، وكانت بعض الأفكار ترى في مجرد الوقوف أثناء عزف النشيد الوطني منكراً يجب تغييره، وأن تحية العلم الوطني فكرة غربية وبدعة، وكان مخجلاً للغاية أن نجد بعض هذه السلوكيات الشاذة تحدث في بعض المدارس وعلى مرأى ومسمع من قيادات تعليمية.. كان حريّا بها ترسيخ مفاهيم الوطنية في نفوس الطلاب الصغار، بدلاً من إهمالها وإنكارها. كان مخجلاً للغاية، أن نرى أعلامنا الخضراء الخالدة بشعار التوحيد، وفي بعض مؤسساتنا التعليمية أو الحكومية، وقد اصفرّت بفعل الشمس، أو تقطعت بفضل الإهمال، وكان مؤسفاً أن نسمع عمن يسخر أو يقلل من تحية العلم أو النشيد الوطني، في وقتٍ كل دول العالم تحترم رمز بلدها وعلمها ونشيدها، ويمكن أن تقوم حروب بسبب الشعور بإهانة أي منها. عندما كان يعزف النشيد الوطني السعودي في أي مناسبة رسمية، تشارك فيها المملكة، كانت الأحاسيس والمعنويات تهز الوجدان، وتسيطر على العقل والروح معاً، انظروا كيف يتفاعل الجمهور مع كلمات: "سارعي للمجد والعلياء.. مجّدي لخالق السماء" لتدركوا كيف حقق عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل، هذه الوحدة المكانية الإعجازية، وكيف جعل من تلك الكينونة رايةً نلتف بها، وحولها. ولنتخيل منظر ذلك المواطن أو الطفل وهو يلف جسده بعلم بلده، إنه يحتمي بالرمز الذي ولد عليه، ويضحي من أجله ويموت في سبيله. كيف نطالب أنفسنا بالوطنية، وهناك من يشكك في قيمة هذه الرموز المعنوية؟ وكيف نحارب الفكر الإرهابي وتيارات الضلال والفتنة، وهناك من يقلل من معاني الانتماء للأرض؟ كيف نعلم أبناءنا قيم الجذور وأهمية التضحية في سبيل الوطن بالروح وبالدم وبالمال وبالولد، وهناك من لا يرى داعياً لذلك، ويشجع على إهمال هذه المعاني الرائعة؟ عندما حمل عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل ورجاله راية التوحيد، إنما كان يجمع الناس حول قيمة بعينها، ومعنى خالد، أنتج لنا في النهاية دولة حديثة.. دولة تعتز بدينها، وتؤمن بقيم الإسلام المتسامحة والإخاء والعزة والقوة. وعندما حمل أبناء عبد العزيز نفس الراية ليكملوا مسيرة الأب المؤسس، فإنهم وضعوا لبنات المجتمع الواحد، ودعائم الأسرة الواحدة. وعندما يحمل عبد الله بن عبد العزيز الأمانة، فإنما يعيد للوطن هيبته، ويؤسس لارتباط لا ينفصم بين الراية الخالدة، وبين الدفعة المعنوية اللائقة التي يستحقها مفهوم الوطن في النفوس، ويجعل منها جذوة تتقد للمستقبل. هذه الأمانة التي أعلاها عبد الله بن عبد العزيز، تجعل من قيمنا الوطنية مشروعاً مهماً نعبر به المرحلة، نستعيد به معنى الانتماء للأرض، والذود عن العرض، ونقدم الروح رخيصة من أجل ذلك العلم الخفاق.. العلم الذي يحمل راية "لا إله إلا الله.. محمد رسول الله". . . بقي أن أشيد في هذه الوقفة بإمارة المنطقة الشرقية بقيادة أميرها الشهم محمد بن فهد على تسخير كل الإمكانات من أجل هذا التواصل في حب الوطن . . . وتحية صادقة لرجال أمانة المنطقة الشرقية على جهودهم ورجال الأمن في المنطقة الذين كانوا على قدر المسئولية .