DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
رغم القرار الملكي الواضح والصريح، والذي يقصر الفتوى على هيئة كبار العلماء، أو من تنيبهم رسمياً، إلا أننا نلاحظ وخلال الأيام الماضية، أن هناك من لم يمتثل للقرار أو يحاول الالتفاف عليه، ربما غير مصدقين أنه سيأتي يومٌ يكفون فيه أيديهم وألسنتهم عن الإفتاء فيما هناك جهة شرعية وعلمية يفترض أنها المخوّلة شرعاً بذلك. سمعنا خلال الأيام القليلة الماضية، عن فتاوى لبعض المشايخ، ورأينا بعضهم وهو ينثر آراءه الشاذة، ويتمسك بالدخول على الخط، بعد هذا الأمر الملكي الذي لاقى استحسان كبار العلماء والمشايخ داخل المملكة وخارجها.. معتبرين ذلك القرار انتفاضة للدين، واستجابة للغضب المكتوم في الصدور عقب تحول الساحة إلى فوضى عارمة، لا تفرق فيها بين عالم جليل، وبين طالبٍ هاوٍ ولا بين مدّعٍ ساعٍ للشهرة والنجومية. وإذا كانت الحكمة تقول إنه «من سكت عن جاهلٍ فقد أوسعه جواباً» إلا أن الأمر في هذه الحالة لا ينبغي السكوت عنه، أو تجاوزه، ذلك أنه وإن كان الهدف إصلاح المناخ الديني وتقنينه، فلا بدّ من مواجهة كل من يخرج ولو بحسن نية، لأن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي، وكلنا رأينا ما فعلت النوايا الحسنة في مجتمعنا خلال السنوات العشر الماضية. ـ باسم هذه النوايا الحسنة، تحول فعل الخير الذي هو سمة أساسية للشخصية السعودية، إلى وسيلة لجمع الأموال وتمويل عمليات إرهابية! ـ باسم النوايا الحسنة، تم الدفع بشبابنا ليكونوا وقوداً في معارك التكفير والتضليل ومواجهات ليست من الدين في شيء، وليست لصالح المجتمع أو المواطن! ـ باسم النوايا الحسنة، وصمنا كدين إسلامي، وكمسلمين، وكسعوديين، بشتى أنواع الأوصاف، وصنفنا ضمن الفئات الأخطر، وصار الناس في مرحلة من المراحل ينظرون إلينا بريبة وشكٍّ وخوف! ـ باسم النوايا الحسنة، دفعنا أسوأ ضريبة، وعانيناً أفدح معاناة، وعشنا لحظات فارقة، اكتوينا فيها بنار التفجيرات والعمليات الإجرامية، والأفكار الضالة، وقدمنا الكثير من الشهداء على مذبح الخلاص من هذه الأفكار والأفعال. لسنا الآن، وبعد كل ما شهدناه، في حاجة لأن نسمع من يفتي لنا بما لا نحتاج، ولسنا نريد من ينشر لنا آراءه الغريبة وفتاواه المريضة، ذلك لأن ديننا دين يسرٍ لا عسر، وفقهنا فقه الرحمة لا التسلط والوعيد، وسلوكنا سلوك الهداية لا التهديد، وأسلوبنا أسلوب الترغيب لا الترهيب.