قبل أن نستقبل رمضان بشهر كامل، تحدثت عن ضرورة الاستعداد لشهر رمضان، ونصحت بوضع خطة وأهدافا استعدادا لهذا الشهر، وتحديد خطوات عملية لتنفيذ هذه الأهداف، وشددت على أن ينوي كل منا في قرارة نفسه أن يغير من نفسه، والآن مضى نصف رمضان، وأيام قلائل وسنودع الشهر.. فهل سرنا على الخطة لنظفر بالشهر؟ أم اتبعنا المثل القائل «أذن من طين وأذن من عجين» فسمعنا ولم نفعل.... على كل الأحوال أجدد الحديث بعد أن انتصف الشهر، فمازالت هناك فرصة للتغيير، وقبل أن تمضي الأيام القلائل المتبقية من الشهر الكريم يجب أن نقف مع أنفسنا وقفة جادة لنتعرف هل استغللنا الشهر كما ينبغي، وان نسأل أنفسنا هل تحلينا بأخلاق رمضان داخل الأسرة وفي الشارع وفي المسجد وفي العمل، مع الزوجة والزملاء والأبناء والأصدقاء والجيران؟، هل أدركنا أن شهر رمضان هو شهر التواصل والرحمة والحب؟، هل حرصنا على الاستفادة من بركات هذا الشهر الكريم ورحماته في الارتقاء بالعبادات وتهذيب الأخلاق وتحسين السلوكيات؟، أيا كانت إجاباتكم استغلوا ما تبقى وعوضوا ما فاتكم وضعوا برنامج إيماني واجتماعي واقتصادي يسير كل منهم بالتوازي لاستثمار الشهر، وإليكم مجموعة من النصائح تعين الأسرة على ذلك.
كن حلو اللسان، طيب الحديث، مع أسرتك وجيرانك وأصدقائك.
لا تغضب بحجة أنك صائم، وترفق بمن حولك، حتى تزرع الهدوء والسكينة في قلوبهم.
اصطحب أبناءك معك للصلاة وعند زيارة الأقارب واغتنم فرص التواصل بين الأهل والأقارب في غرس قيمة صلة الرحم في هذا الشهر وأشعرهم أن هذا الشهر مختلف.
درب نفسك وأطفالك على الإحساس بالآخرين فامنح بعض وقتك لزيارة المرضى أو التخفيف عن الأيتام.
استثمر أجواء رمضان في معالجة أي سلوكيات سلبية أو عادات سيئة سواء فيك أو في ابنك أو زوجتك، فالإنسان لو لم يستطع أن يقود نفسه للإقلاع عن العادات السيئة في غير رمضان فإن في رمضان ما يعينه على ذلك كونه عبادة قوامها أن يمتلك المرء نفسه، وأن يحكم هواه، واعقد العزم والنية على الالتزام بذلك طوال العام.
احرص على تشجيع أسرتك وتهيئتها بصورة جيدة لاستثمار الشهر الكريم، وخصص جزءًا من وقتك لأبنائك وزوجتك، وتدارسوا معا – في أجواء عائلية- أحكام وآداب الصيام، وثق أن حديثك سيوثق الصلة ويقرب المسافات بينك وبينهم.
أشرك أبناءك معك في فعل الأعمال الخيرية حتى تكون قدوة لهم.
وقت رمضان ثمين فاحرص على استثماره جيدا سواء في العمل أو العبادة أو مع الأسرة، واقتصد في الأوقات التي تمضيها أمام الفضائيات.
تجنب الإسراف والمباهاة والترف خلال الشهر الكريم.
وختاما رمضان شهر أرباح مضمونة لا يضيعها إلا خاسر، فينبغي على كل منا ألا يفرط في تلك الأرباح، وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها، أما من يفوت هذا الشهر عليه دون أن يستفيد منه -على كافة الأصعدة- فسيندم أيما ندم، فلا تضيعوا ما بقي من الشهر، تعلموا إدارة الوقت المتبقي لتحقيق أقصى استفادة ممكنة ولا سيما أننا مقبلون على العشر الأواخر في رمضان، فضع خريطة أمامك، حدد فيها دورك ومسئولياتك تجاه نفسك، وأسرتك، وأرحامك، و جيرانك، وزملاءك في العمل، وأبناء وطنك، وأمة الإسلام. وكل عام والجميع بخير صحة وسلام.
[email protected] 
