أعلن المعهد الألماني للمساعدات الإنسانية أن عدد سكان الكرة الأرضية بلغ 6 مليار و894 مليون و270 ألف نسمة، بارتفاع قدره 90 مليون نسمة عن العام المنصرم 2009م، وأوضح المعهد في تقريره بمناسبة اليوم العالمي للتعداد السكاني أن أكثر سكان الأرض هم شعوب الدول النامية والفقيرة. وقرأت بصحفنا أن المملكة العربية السعودية تعد الأولى عربياً في زيادة عدد السكان والثانية عالمياً في التناسل. وقبل ذلك أصدرت مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن بالمملكة عام 1425هـ، حيث بلغ عدد السكان نحو 22,673,538 نسمة وعدد المساكن المشغولة 3,990,559 مسكناً. وفي الأسبوع الماضي صدرت النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن للعام 1431هـ حيث بلغ عدد السكان 27,136,977 نسمة، وعدد المساكن 4,643,151 مسكناً.
وفي خطة التنمية التاسعة قدّرت وزارة الاقتصاد والتخطيط إنشاء مليون وحدة سكنية لتلبية 80% من حجم الطلب المتوقع على الإسكان خلال خمس سنوات، وإنفاق أكثر من 100 مليار على هذا القطاع وتسعى الخطة إلى توفير 266 مليون متر مربع من الأراضي لإقامة المشروعات السكنية المتوقع بناؤها من القطاعين العام والخاص.
وفي ندوة تطوير الأراضي الحكومية المخصصة للسكن عام 2009م كشف عضو مجلس الشورى المهندس محمد القويحص أن 10 ملايين مواطن لا يملكون سكناً خاصاً.
والآن وفي ظل الدعم المتواصل من ولاة أمرنا أيدهم الله والأرقام المطروحة ووجود المشاريع التنموية العملاقة والاستثمارات الأجنبية، ووجود هدف واضح يتمثل في التنمية المتوازنة، ووجود 4,2 مليون هكتار من الأراضي البيضاء غير المستعملة بجميع مناطق المملكة، وخطة التنمية التاسعة وما رصد لها من إنفاق بلغ (1444) مليار ريال، وصدور قرار مجلس الوزراء والحاوي تشكيل لجنة في وزارة الشؤون البلدية والقروية على مستوى وكيل وزارة من وزارة الشؤون البلدية والقروية والمالية والاقتصاد والتخطيط والمياه والكهرباء والنقل ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات تقوم بإعداد معايير وأسس لتحديد الأولويات لتطبق بشكل واضح على جميع المخططات لإيصال الخدمات اليها. تبرز أسئلة جوهرية منها هل ستستمر أسعار الأراضي والمساكن في ارتفاع غير معقول؟ هل هناك حاجة أم طلب للسكن إذا كان معدل عدد السكان في الوحدة السكنية بين 5 إلى 7 شخص/الوحدة السكنية ؟ وما هو الفرق بين تقدير خطة التنمية التاسعة للطلب على المسكن ونتائج التعداد؟ وأي النسب أسرع نمو عدد السكان أم المساكن؟ أسئلة بحاجة المتخصصين وأركز هنا على التخصصية لتسهل عملية التخطيط بتخصصية ونقل ذلك واقع ملموس على الأرض والاستفادة من الموارد المتاحة لمواجهة قضايا التنمية السريعة المتغيرة التي تتطلب الاستعداد لتستفيد القطاعات المختلفة من هذا النمو السكاني. إن النمو السكاني يتطلب خططاً وبرامج وسياسات متناسقة لتوفير الخدمات الشاملة المطلوبة للعدد السكاني المستمر في النمو والاستفادة من هذا العدد كمورد من الموارد التي تساهم في مراحل التنمية بزيادة قوة العمل والإنتاج بتزويدها بالخدمات الشاملة وسلاح المعرفة لتصبح ثروة تواجه المتغيرات السريعة والأزمات وإهدار الوقت والمال والفساد والجهل، وأيضاً النمو السكاني مؤشر على قوة وثروة ناتجة من تطور لقطاعات تنموية مختلفة تتطلب الاستمرار في تعزيز ثقافة التعلم وتبني سياسات تخطيط حضري وإقليمي تساهم في تحقيق التنمية المتوازنة للاستعداد لاحتواء الزيادة السكانية المستمرة والاستفادة منها في طريق المنافسة العالمية الشرسة. وأخيراً وليس آخراً من أقوال فقيد الوطن معالي الدكتور غازي القصيبي نسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته : إن ساءلوك فقولي لم أبع قلمي ولم أدنِّس بسوق الزيف أفكاري .
[email protected] 
