يبدو أن مسلسل "طاش ما طاش" في نسخته الـ17 أراد أن يكون استثنائياً، ويستغل مساحة الحرية التي تشهدها وسائل الإعلام كافة، وعلى رأسها الأعمال الفنية والدرامية، وتناول موضوعات اجتماعية وحساسة، كانت تندرج ضمن الموضوعات المسكوت عنها قبل عقد من الزمان.
والغريب أن الجرأة التي اعتمدها المسلسل، جاءت منذ الحلقة الأولى منه، فبخلاف الجرأة التي جاءت في حلقة "ارفع رأسك أنت سعودي" وعقد مقارنة بين الامتيازات التي يحصل عليها المواطن، قياساً بالأجنبي، جاءت الحلقتان الرابعة والخامسة حاملتين جرأة لا يستهان بها، الأولى منهما كانت عن تعدد الأزواج، وليس الزوجات في مفارقات ، الهدف منها إسقاط مشكلة تعدد الزوجات، وما تعانيه المرأة التي يتزوج عليها زوجها مرة واثنتين وثلاثا.
وتتواصل الجرأة في "طاش" في الحلقة التي سلطت الضوء على الفساد الإداري، وتأثير ذلك على البلاد والعباد معاً، بيد أن حجم الجرأة في هذه الحلقة لم يكن كبيراً، قياساً على ما شهدته المملكة بالفعل في الأعوام الثلاثة الماضية، من حملات ودعوات من المقام السامي، للضرب بيد من حديد على الفاسدين والمرتشين، والإبلاغ عنهم أينما وجدوا، ولو أن "طاش" أذاع هذه الحلقة قبل عقد من الزمان، لكان وصل إلى ذروة الجرأة التي يتحاكى بها الجميع، في تسليط الضوء على أمر، كان يتناول فقط في المجالس الاجتماعية بالهمس واللمز، ويحظر تناوله في وسائل الإعلام، وإلا كانت العواقب وخيمة.
واعتمدت هذه الحلقة تحديداً على ما حدث في جدة من سيول وفيضانات، راح ضحيتها عدد ليس قليلا من المواطنين والمقيمين، وخسارة الممتلكات الخاصة والعامة، وكان الرائع حقاً في الحلقة، نهايتها التي انتصر فيه الحق والعدل، على الظلم والفساد، والاستشهاد بما أعلنه الملك عبدالله بن عبد العزيز، عن محاكمة المقصرين والمتخاذلين في قضية سيول جدة، وإعلان الحرب على الفساد والفاسدين.
