السؤال: لدي خلافات كثيرة مع زوجي، فهو يتركني وحدي، و يجلس و ينام في غرفة أخرى، و لا يحترمني، و لا يقوم بمساعدتي إذا ما احتجت إليه، أما ماديًّا فهو يصرف على البيت من ناحية المأكل، ولكن لا يقوم بإهدائي ولو هدية بسيطة، علما أنه شكليًّا متدين، وأحزن كثيرا عندما أرى معاملته للناس خارج البيت تختلف عن معاملته لنا، فهل أطلب الطلاق؟
الجواب: في البداية أعجبني عدم إغفالك لإيجابيات زوجك واعترافك بها, والعرفان بالجميل في الحياة الزوجية هو مفتاح العلاج للمشكلات.تذكرك للإيجابيات يعطيك دفعة معنوية قوية لإصلاح السلبيات، ولعلك ستشعرين براحة أكبر لو أمسكت بورقة وقلم، ودونت كل ما يخطر في بالك من إيجابيات زوجك منذ أن تزوجته، ثم أعيدي قراءتها مرة ومرتين وثلاثا، وعندها لن تستسلمي لليأس، وستكافحين بكل ما أوتيت من قوة لاستعادة السعادة المفقودة.
تركيبة الرجل تختلف عن تركيبة المرأة، وتبعا لذلك فإن نفسياتهما تختلف؛ فالمرأة مولعة بالتفاصيل والتدقيق والتحليل، ويهمها أن تسمع من زوجها كلمات الحب والإطراء، وأن تشعر باهتمامه بها، ولو عن طريق هدية بسيطة، بينما الرجل يترجم مشاعره بشكل آخر عن طريق اهتمامه بالنفقة والمأكل والمشرب من غير تقصير لكن
دون أن يغلّفها بما تحتاجه المرأة من كلمات حانية ورقيقة, فهو يشعر أنه بهذا قد ترجم لها حبه، بينما هي لا تشعر بذلك، ثم حين تطالبه بها تشتعل الشرارة فيظن أنها لا تقدر مشاعره، وأنها قد جرحت كبرياءه بجحودها ونكرانها لجميله، وهي أيضاً تحمل نفس الشعور، ثم يزداد الخلاف، ويكبر والسبب كبرياؤهما المجروح!؟
ذكرتِ أنه ينام في غرفة أخرى!؟ حاولي أن تتذكري منذ متى وهو على هذا الحال، وما السبب الذي دفعه لذلك؟!
قد يكون من الأسباب: إهمالك له وانشغالك بعملك وأطفالك، والزوج يا عزيزتي يحب أن يشعر أنه الرقم واحد عند زوجته، فإن لم يجد عندها ذلك فسيُعرض عنها، وقد يبحث عن غيرها، وأعتقد أن تصرفه يدل على أنه يحمل لك الكثير من الحب والمودة فاكتفى بالانعزال... لهذا سارعي بالمبادرة، وترميم الشرخ الحاصل في علاقتك معه, عامليه بحب، وتوددي إليه من جديد، وابدي له اهتمامك به وحرصك عليه، شاركيه اهتماماته وهمومه، وتخيلي أنك في السنة الأولى من زواجك، وصدقيني سترين النتائج المذهلة خلال فترة قصيرة, وحتى تتمكني من القيام بهذه التغييرات الجذرية في حياتك اعقدي مقارنة بين ما كنتِ أنتِ عليه في بداية زواجك، وما آلت إليه حالك الآن, ستكتشفين أن هناك صفات جميلة جدا أهملتيها ولم تستمري عليها من تجمل وحسن استقبال وتودد وغيرها من الأمور التي قد تتهاون الزوجة فيها بعد أن تنشغل بالأولاد والوظيفة.
عصبية زوجة
السؤال: أنا متزوجة ولدي أولاد، وأعمل ومطيعة لزوجي والحمد لله، ولكن في بعض الأحيان يكون صدري ضيقًا ولا أتحمل أي شيء، وخصوصا في الأيام السابقة للدورة الشهرية، فأجادله وأحيانا أرفع صوتي عليه، (زوجي رجل صالح وأنا أحبه لكنه عصبي)، وأضطر بعد ذلك للاعتذار، فماذا أفعل؟ وهل أعتبر عاصية لربى بمجادلتي لزوجي؟ أفيدوني مأجورين؟
الجواب:أرجو ألا تصبح الدورة الشهرية حجَّةً تُبَرِّرين بها انفعالك الزائد، وخاصة أنه من الواضح أنّ هذه الانفعال يحدث في أوقات أخرى، لكن وفي الوقت نفسه عليك أن تحدثي زوجك بهدوء عن الأوقات التي لا تكونين فيها على ما يرام، واطلبي منه برفق أن يساعدك على تخطيها.
"لا تفتح فمك وأنت تَسْبَح، وكذلك لا تفتحه وأنت غاضب" مقولةٌ رائعة أحفظها وأهديها لكِ ولنفسي ولكلِّ سريعي الغضب لعلها تذكرنا بأن فتح الفم سواء أثناء السباحة أو الغضب قد يصل بنا إلى الغرق. : النار لا تطفئ النار، فإذا كان زوجك عصبيًا فعليك أن تدربي نفسك على التحلّي بمزيد من الهدوء حتى لا تتفاقم الأمور، وحتى تحافظي على صحتك النفسية والبدنية؛ إذ ثبت أن للانفعال الزائد آثاره السلبية الكبيرة على الصحة، ويمكنك أن تدربي نفسك على التحلي بمزيد من الهدوء كالآتي:
1- اتخذي قرارك بألا تبالغي في الغضب حفاظًا على صحتك وعلى بيتك وعلى علاقاتك بالآخرين طمعًا في الأجر من رب العالمين .
2- إذا شعرتِ أنك على وشك الغضب فحاولي تأجيل الحوار أو المناقشة قدر الإمكان، وأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم .
3- إذا وصلت إلى درجة الغضب فغيري وضْعَكِ من وقوفٍ إلى جلوس، ومن جلوس إلى اتِّكاء .
4- كونِي حريصةً عند انفعالك على عدم النطق بكلمة تندمين عليها .
5- إذا استطعتِ تَرْك المكان -بعد الاستئذان- فاتركيه، وحاولي تفريغ طاقتك في شيء آخر حتى لو حركة رياضية، وإذا استطعت الوضوء فهذا أفضل.
خامسًا: اعتذاركِ عن الخطأ شيء جميل ولا شكّ، لكن الأجلّ من هذا الذي عناه من قال: "ما قلتُ كلمةً منذ عشرين عامًا ثم اضطررت للاعتذار عنها" فمقاومة الوقوع في الخطأ أفضل ألف مرة وأحفظ لماء الوجه من الخطأ والالتجاء لمذلَّة الاعتذار، كما أنّ كثرة الاعتذار تفقده مع الوقت بعضًا من معناه، لذلك اجتهدي أن تكوني أكثر هدوءًا وصبرًا وتسامحًا، وسوف تصبح حياتك بذلك وبفضل الله أحلى وأروع .
خصومة الأخوة
السؤال: أخي وأختي تقاطعا وتدابرا، وكلاهما عازم على ألا عودة للآخر.. فما هو الحل؟
الجواب: حاول تشخيص الداء بصورة دقيقة، أي ما هو السبب الرئيس في عزم كل منهما على ألا عودة؟ وما هو سبب المشكلة؟ فبداية الحل تكون بمعرفة أسباب المشكلة, كن عادلاً بقدر ما تستطيع، ولا تجامل ولا تحابي على حساب الحق.حاول توضيح ما يكنه كل منهما للآخر من حب، حتى لو بالغت في ذلك فكما لا يخفى عليك أن من مواطن جواز الكذب: الكذب من أجل إصلاح ذات البين بين أخوين في الله فكيف بين الإخوة في النسب؟.
حاور كلا منهما على حدة، وبين له مدى خطئه، ولا تحمل الطرف الآخر كل المسؤولية، بل اجعلها مسؤولية مشتركة بين الطرفين، ثم بين فضل العفو والتسامح والتغاضي بين المسلمين, ذكرهما بما بينهما من علاقة، وما ينبني على استمرار التقاطع ليس عليهما فقط بل على الأسرة بأجمعها، وعلى أبنائهما خاصة، فما موقف الأب من ابنه حين علم أن أباه لا يكلم عمته؟ وما موقف الأم حين يعلم ابنها أو بنتها أن أمها لا تكلم خالها؟ ألا يؤثر ذلك على تربيتهما وتنشئتهما؟ حين تشعر بأنك قد حاولت ولم تنجح ابحث عن أطراف أخرى تعينك –بعد الله- على السعي في حل المشكلة، وهؤلاء الأطراف يجب أن يكونوا من المقبولين عند الطرفين أو أحدهما كما يجب أن يتصرفوا بحكمة وتريث.
. نوّع في أساليبك ولا تستمر على أسلوب واحد، فمرة تتحدث معهم مباشرة، ومرة أخرى تعطيهم شريطاً للتذكير، ومرة أخرى تذكر قصة دون تعليق، ومرة تهديهم كتابًا، ومرة تهمل الموضوع لفترة من الزمن، وتخير من الأساليب ما يغلب على ظنك أنه يؤثر على المقابل . حاول استغلال المناسبات العائلية (مثل الزواج لأحد أفراد العائلة) لجمعهما مع بعض، وكذلك المناسبات العامة مثل الأعياد. لا تكثر من الحديث في الموضوع معهم، فقد يكون من المناسب إعطاء فرصة لكل منهما ليفكر في الموضوع لوحده بعيداً عن التأثيرات الخارجية، وأيضا حتى لا تصبح ضيفاً ثقيلاً عليهم فلا يرغبوا بحضورك مما يقطع الحبل منك في التواصل معهم. تذكر أنه من الصعب أن تكون العلاقات متينة وقوية، وليس هذا المطلوب، بل المطلوب ألا يكون هناك تقاطع وتدابر، فارض بالقليل إذا تم، واعلم أن الزمن كفيل -بإذن الله- في العلاج متى ما توفر الإيمان في القلوب, أكثر من الدعاء لهما بظهر الغيب، وتخير من الأوقات والأحوال ما يكون أدعى لقبول .