DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
ينظر المسلمون إلى شهر رمضان المبارك الذي أظلنا أمس، على أنه مناسبة وفرصة لتوحيد الأمة، قولاً وعملاً، وأن المسلمين الذين يجمعهم التوجه إلى قبلة واحدة، ويتبعون نداءً واحداً، أجدر ما يكونون على الأقل لتوحيد أيام صيامهم وأعيادهم، لا أن تظل مظاهر الفرقة سائدة بهذا الشكل حتى في أبسط مقومات الوحدة الدينية، وشعائرها وعناصرها. لا نعتقد أن الأمر بحاجة ـ كما دعا كثيرون ـ لقرارٍ سياسي، ولا نعتقد أن باب الاجتهاد الفقهي قد أغلق، لينغلق كل بلد إسلامي على ذاته، ويحدد من تلقاء نفسه بداية شهر الإسلام الأعظم، أو يقرر عيد الفطر أو الأضحى مثلاً. إذ ليس معقولاً أبداً أن تشترك دول إسلامية تبعد عنا آلاف الكيلومترات مثل ماليزيا أو أندونيسيا معنا في بداية الشهر الكريم، بينما بلدان أخرى، عربية.. ربما، تتحدث نفس لغتنا.. نعم، تشاركنا في الحدود.. أحياناً، في نفس منطقتنا.. ممكن، ثم تكون بداية الشهر فيها مغايرة أو مخالفة! غير المعقول أيضاً.. أن نجد طائفتين مسلمتين في بلد واحد كلا له رمضانُه، وكلاّ له عيده، وكأن الحديث ليس عن فرصة دينية توحد القلوب والمشاعر والعقول، إنما عن نهجٍ خلافي، يتحاشى فيه طرفٌ ما مجرد الاتفاق مع طرف آخر، شريكه في نفس الوطن، وولد على نفس الأرض، وربما يحمل أسماءً شبيهة بأسمائه، ويتوجه إلى نفس قبلته! العالم ينزع نحو التوحد، والأمم تبحث عما يجمع بينها، لا ما يفصل، فما بالنا إذا كانت المناسبة دينية بالأساس، وفي دعوة أرسلها رب العالمين للبشرية جمعاء، وليست إلى قوم بعينهم، وفي شهر أرادت حكمة الله أن يكون مظهراً للوحدة في الصلاة والعبادة كما في الجوع والخشوع، والإحساس والمشاعر.. فالصيام واحد، والأمر الإلهي واحد {كل عمل ابن آدم له.. إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به}. عالمنا الإسلامي بحاجة إلى انتفاضة ليفيق من غفوته، وإلى همّة ليتحرر من كبوته وتخلفه، ولا يمكن تصور أن تقوم قيامة لهذه الأمة التي يفوق تعدادها المليار ونصف المليار مسلم، دون أن تتفق على بدايات مناسباتها التي تمثل مصادر وحدتها الدينية، وينابيع إيمانها الصافية، وعلى علماء الإسلام الأجلاء، التبصر فيما يحدث، والنظر إلى هذه الفرص الدينية بمفهوم الأمة الكبيرة لا من خلال الدولة الصغيرة، ورحم الله أياماً خاطب فيها هارون الرشيد سحابة في السماء:»أمطري حيثما شئت، فسيأتيني خراجك ان شاء الله بعد حين»!