أخبار متعلقة
صالح المشهور ـ حائل
لم تعد تكاليف الزواج بين الحاضر والماضي واحدة، فعادات الزواج وتقاليده تختلف بين منطقة وأخرى، حيث تلألأت عروس الشمال، كما يطلق عليها مدينة حائل، خلال الأيام الماضية بزفاف أبنائها من مختلف الأحياء، وشهدت قصور الأفراح في المنطقة، لأكثر من30 قصرا، احتفالات متنوعة والتي سوف تمتد حتى نهاية الإجازة الصيفية.التكاليف
وبدأت بعض العائلات بفكرة الزواج الجماعي لعدد من أبنائها وأقيم هذا العام عدد من الزيجات الجماعية مما قلل من التكاليف، بل إن البعض اقتصر في حفلات الزواج على الأقارب بشكل مختصر، وبعض قصور الأفراح لديها حجوزات حتى للعام القادم، وتختلف عادات الزواج في الماضي عن الوقت الحاضر. ويقول في ذلك عبدالله الشمري إنه تزوج عدة مرات الأولى كان المهر الذي دفعه خمسين ريالا شاملا جميع التكاليف على الرغم من أن هذا المبلغ يعد مكلفا في ذلك الزمان قبل ستين عاما، ويضيف: ثم تزوجت مرة أخرى وكان المهر 60 ريالاً .. وأخيراً قبل 40 عاما بلغت كلفة المهر2500 ريال إلا أن تكاليف الزواج في ذلك الحين كانت لا تتعدى الأقارب من جهة العروس أو العروسة وكذلك الجيران.
العادات والتقاليد وتشمل بعض المهور ملابس قليلة لأهل العروس .. وتحدث عبدالعزيز الغازي عن ذلك قائلا: "ثمة اختلاف كبير بين عادات الزواج في الماضي عن الآن من حيث الاستعدادات والإجراءات التي تتخذ لمظاهر الاحتفال، ففي الماضي كانت الإجراءات والاستعدادات محدودة جدا وهي بلاشك تتلاءم مع الإمكانيات في ذلك الوقت، فالزواج آنذاك يشتمل على إقامة الحفل "العرس" في منزل أهل العروس والدعوة لا تتعدى المعارف والأقارب وأهل الحي ويقيم العريس لمدة أسبوع يقضيه في منزل أهل العروس معززا مكرما ويقام الزواج بفناء المنزل للرجال يقدمون السامري والعرضة وقبل الفجر يتفرق الجميع إلى منازلهم ويبقى أقارب أهل العروس ويستعد الأقارب والجيران.
السفارة
بعد ذلك تقدّم وجبة الفطور للعريس من الرز واللحم وبعد صلاة العصر يدعو والد العروس جماعة من مسجده وجيرانه لتناول طعام العشاء مبكرا قبل الغروب .. بعد ذلك يتولى أهل العروس دعوة العريس الذي يعتبر ضيفهم طيلة الأيام التي يقضيها عند أنسابه وبعد أسبوع ينتقل العريس مع عروسه إلى بيت عائلة العريس لتبدأ ممارسة حياته العادية وللجيران مساهمة فعّالة في الزواج وذلك لضيافتهم العريس ومرافقيه بما يدعى "السفارة" وهو اصطلاح يطلق على المجموعة الذين يرافقون العريس إذ لابد من دخول منازل جميع جيران أهل العروس إذ يقدّم لهم القهوة والشاي والبخور وتكون الجولة على منازل الجيران مشياً على الأقدام .. وبعد الجولة يشارك أقارب العريس في الجولة معه حتى حجرة الفرح بعدها تزف العروس لعريسها وتتولى إحدى النساء المختصات في تقديم الشاي والقهوة للعروسين.
ويضيف إن الوقت الحاضر اختلف فيه الزواج عن السابق اذ تقام الاحتفالات في قصور الأفراح المجهّزة بما يتيح الفرصة لحضور اكبر عدد من المدعوّين وتنتهي حفلة الزواج بنهاية يوم الزواج.
غلاء المهور وعن تأثير غلاء المهور قال فهد الحمود: إن المهر في السابق كان ضئيلا جدا نظرا لمحدودية الإمكانيات المادية والقناعة لدى الآباء والأجداد موجودة نظرا لفهمهم الحقيقي لمعنى الزواج، حيث إن الوضع الحالي اختلف وأصبحت التكاليف باهظة وهناك فئة قليلة تتباهى بكثرة المهر وهذه نقطة سلبية يجب مراعاتها حتى نضمن لشبابنا مستقبلا يضمن لهم الخوض في الحياة الزوجية دون التكبل بالديون وما تؤديه من مشاكل يكون لها الأثر في انتشار حالات الطلاق والعنوسة. وفي دراسة أعدت مؤخرا بلغ متوسط تكلفة الزواج في حدود 200 ألف ريال هذا المبلغ لا تستفيد الزوجة منه سوى القليل من الحلي والملابس، واكثر من ثلثي هذا المبلغ يذهب على قصور الأفراح وما يصاحبها من مصاريف أخرى على الحفل، حيث لا يستفيد منها الزوجان ولقد حددت بعض القبائل في حائل المهور بين 35 و50 ألف ريال شاملة التكاليف.
مذكرا بأهمية أن يعي الجميع حجم هذه المشكلة والتي أصبحت عائقا أمام زواج الشباب من التكاليف الباهظة التي لا يستفاد منها، وان تسير تبعاً لتعاليم الإسلام وقد أحسنت الإدارات المعنية بتشكيل لجان لتيسير الزواج وتفعيل دور هذه اللجان عن طريق الأئمة والخطباء. وفى هذه الأيام تقام حفلات الزواج في قصور الأفراح والاستراحات المجهزة بما يتيح فرصة كبيرة لحضور اكبر عدد من المدعوين.
استقرار الشباب
وبعد أن ينتهي استقبال الرجال بعد العشاء، تقام العرضة والسامري إذا رغب أهل الزوج والزوجة بذلك .. أما حفلات النساء فتنتهي في الساعة الثانية عشرة ليلا الا اذا طلب التمديد وهذا نادرا ما يحدث.
ويضيف إن المهر في السابق لا يتعدى بضعة ريالات جدا نظرا لمحدودية الإمكانيات المادية، كما أن القناعة لدى الآباء والأجداد موجودة نظرا لفهمهم الحقيقي معنى الزواج.. والوضع الآن اختلف كثيرا، فقد أصبحت هناك تكاليف تضاف إلى الحفلات ترهق كاهل الشاب المقدم على الزواج وفئة قليلة من الآباء تطلب مهرا من الزوج وتختلف العادات في ذلك ما بين البادية وسكان المدن فخلال استبيان لعدد من الشباب المقدمين على الزواج حديثا تصرف معظم المبالغ على تكاليف حفل الزواج والتي تصل إلى 200 ألف ريال. و كان "للعرس" في حائل تقاليد وأعراف اعتادها الناس وكانت لها نكهة خاصة .. فرغم بساطة الحياة في ذلك الوقت الا أن الناس في ذلك الوقت يستعدون أكثر، فإذا ما تمت الخطوبة بدأت الترتيبات تتخذ، ولم تكن هناك قصور أفراح .. والتكاليف الحالية لحفل الزواج هي التي تزيد من مصروفات الزواج، ويتحدث البعض عن الزواج العائلي ولكنه بأعداد قليلة .. نأمل أن يتم التقليل من هذه التكاليف لنضمن لشبابنا استقرارا ماديا يسهل لهم الدخول في الحياة الزوجية.