DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. عمار بكار

د. عمار بكار

د. عمار بكار
د. عمار بكار
أخبار متعلقة
 
لما وصل الإنترنت إلى بلادنا ظهرت عدة خدمات متخصصة في اختيار المواقع "الآمنة" والمناسبة للأسرة العربية والمسلمة، بالإضافة للجهود التي تبذلها الجهات الرسمية المسؤولة عن الرقابة وإغلاق المواقع التي تنافي القيم الدينية والتربوية، وهذا كله خفف الكثير من العبء على الآباء الذين وجدوا أنفسهم في وضع يضطرهم للسماح لأطفالهم باستخدام الإنترنت لـ"مواكبة العصر" ولكن في نفس الوقت السماح لهم بالتجول ضمن شبكة مفتوحة فيها كل ما يخطر للمرء ببال. التحدي الآن اختلف تماما وصار التعامل معه أصعب بكثير لأن الإنترنت تحول إلى مجتمع افتراضي فيه الكثير من الشوارع الجانبية، وفيه ملايين البشر تتحدث مع بعضها في مواقع الشبكات الاجتماعية (مثل فيسبوك) ومواقع الدردشة، وفيه ملايين الفيديوهات التي تتضمن كل ما هب ودب في موقع مثل يوتيوب. الأسلوب القديم القائم على السماح بمواقع وإلغاء مواقع صار عقيما وغير كاف، أو بمعنى آخر، لا يمكنك حماية طفلك إذا اقتصر الأمر على منعه من المواقع المشبوهة بل صار ما يكتبه الطفل وما يكتب له أيضا أمر من المهم التعامل معه وإيجاد أساليب للرقابة عليه. في أمريكا توجد عدة خدمات جديدة تهدف للتعايش مع تحديات الإنترنت وتربية الأطفال، وهذه الخدمات تهدف في النهاية أن تعطي الآباء تقريرا عما يفعله الأطفال على الإنترنت. من هذه الخدمات مواقع مثل (safetyweb.com) و (SocialShield.com) و(reputationdefender.com/mychild)، والتي تعمل جميعها بنفس الأسلوب حيث تقوم بالبحث في عدد ضخم من مواقع الشبكات الاجتماعية وتحاول أن ترى ما المعلومات المتاحة عن الطفل، وما إذا كان لديه "أصدقاء" من البالغين الأكبر منه عمرا، وما إذا كان الكلام المنشور في صفحاته وصفحات "الأصدقاء" في الشبكة الاجتماعية فيه كلام غير مناسب للأطفال. بمعنى آخر، هذه الخدمات ستقوم بما يمكن للأب القيام به لو كان لديه الوقت والمهارات اللازمة للبحث لاستطلاع ما يحصل على شبكة الإنترنت وما يكتبه الطفل وما يكتب له هنا وهناك، ولا تقوم هذه الخدمات بمعنى الرقابة الفعلية وخاصة أن الثقافة الأمريكية ترفض الرقابة المباشرة على الأطفال على أساس أن هذا تدخل في بناء شخصيتهم وخصوصياتهم. ولكن في الحقيقة هناك عدة شركات تقدم برامج يتم زرعها خفية على جهاز الكمبيوتر وتقوم بالرقابة على ما يحصل عليه بما في ذلك المشاركة في المواقع والبريد الإلكتروني، وتقدمها على شكل تقارير مصورة أو مكتوبة، بل إن بعضها يسمح لك بالدخول على الإنترنت في أي وقت من كمبيوتر آخر للاطلاع على ما يفعله الشخص على الكمبيوتر المراقب، وهي خدمات تستخدمها عموما الشركات التي تريد ممارسة الرقابة على موظفيها، كما أن هناك شركات الخدمات "الأمنية" في امريكا والتي تقدم ذلك بناء على تعاقد خاص مع العميل الذي يريد مراقبة أولاده أو لديه شكوك في زوجته..! لكن التحدي ما زال قائما، وسيزداد مع انتشار المواقع الاجتماعية وانتهاء الخصوصية إلى الأبد، وهو تحد لا يقف عند معرفة ما يفعله الطفل وحمايته من الآخرين، بل إلى بناء ثقافة تربوية ترشد الأطفال والمراهقين للاستفادة الحقيقية من الإنترنت بشكل جديد.. [email protected]