أخبار متعلقة
استكمالا لما تم نشره بالجزء الأول من تفاعل المؤسسة العامة للموانئ علي طاولة المسئول نتابع في النقاط التالية باقي الرد الذي بعث به إلى «اليوم» الرئيس العام للمؤسسة خالد بوبشيت ،حيث أشار فيما سبق إلى أنه رغم ما تتعرض له الموانئ من انتقادات، فإن الموانئ السعودية حققت انجازات كبيرة وملموسة في مستوى الخدمات والتجهيزات والطاقة الاستيعابية والأداء التشغيلي واستخدام التقنية الحديثة في جميع عملياتها، وما يؤكد ذلك الإقبال المتزايد من قبل خطوط الملاحة العالمية على موانئ المملكة، والزيادة المتنامية في أحجام البضائع والحاويات، وأرقام الإيرادات التي تحققها الموانئ لخزينة الدولة والتي تنمو عاما بعد عام. وهذه بعض النقاط نكمل بها ما تم نشره في الحلقة الأولى:
أولا: حول السؤال الخاص بصناعة السفن في المملكة وهل تسير في المسار الصحيح دون عوائق: قال الرئيس العام للمؤسسة العامة للموانئ: إن شركة الزامل للصيانة والتشغيل القائمة على تشغيل التجهيزات البحرية في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام استطاعت أن تحقق لنفسها مكانة وسمعة عالمية واسعة في مجال صناعة السفن ،بعد ان قامت خلال السنوات الأخيرة ببناء عدد كبير من القاطرات البحرية في المملكة لصالح ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام وبعض الشركات الأخرى مثل ارامكو السعودية بدلا من تصنيعها بالخارج، وقد اثبتت جميعها كفاءة عالية في التشغيل، ولقد اكتسبت الشركة ثقة الأوساط الملاحية في الخارج في هذا المجال.
وهذا يعني ان تلك الصناعة تسير في الاتجاه الصحيح، وهذه الخطوة تعتبر نواة لتوطين هذه الصناعة في المملكة وتشجيع المستثمرين على التوجه نحو الاستثمار في هذا المجال الذي يخدم احتياجات المملكة ويفتح ابوابا اقتصادية جديدة ويوفر فرص عمل جيدة للمواطنين.
وبالنسبة لمطالبة البعض قيام المؤسسة العامة للموانئ بدراسة إنشاء ميناء رديف لميناء الملك عبدالعزيز بالدمام ،كما حدث لميناء جدة الإسلامي، وإعادة تصنيف الموانئ، وما ورد من ملاحظات أخرى، فإن ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام يحتاج في الوقت الحالي الى إنشاء محطة ثانية للحاويات بجانب المحطة الحالية التي ارتفعت طاقتها الاستيعابية بعد التوسعة من 750 ألف حاوية الى 1.5 - 2 مليون حاوية قياسية، والدراسات الخاصة ببناء تلك المحطة بطاقة مليوني حاوية في المرحلة الأولى في مرحلتها النهائية، وسيتم تمويل المحطة من القطاع الخاص، ويجري التباحث حاليا مع صندوق الاستثمارات العامة لإنشاء وتجهيز تلك المحطة بالتضامن مع هيئة ميناء سنغافورة، أما عن إنشاء ميناء رديف لميناء الدمام يعتبر ميناء الجبيل التجاري بمثابة الميناء الرديف لميناء الدمام، والميناءان يكملان بعضهما في الكثير من الأمور.
أمّا عن إنشاء مزيد من الموانئ في أكثر من موقع، فنحن لدينا 8 موانئ تجارية وصناعية وميناء جديد تحت الإنشاء في رأس الزور، ونعطي أولوية في المرحلة الحالية لبناء ميناء الليث لتعزيز وتطوير قدرات ميناء جدة الاسلامي ليكون ميناءً دوليا محوريا بمناولة 15 مليون حاوية في عام 2020م (15 × 20)، حيث سيتم تحويل بعض البضائع والسلع القادمة لميناء جدة الاسلامي الى الميناء الجديد، وقصر نوعية البضائع التي تؤم ميناء جدة الاسلامي على الحاويات والبضائع العامة والبضائع المبردة والمجمدة والركاب فقط.
وبالنسبة لتصنيف الموانئ، فذلك متحقق بالفعل في الموانئ السعودية، فهناك موانئ صناعية وموانئ تجارية وميناء للتعدين، أما الموانئ التجارية فستشهد المرحلة المقبلة إعادة تصنيفها اعتمادا على المقومات المتوفرة في كل ميناء من حيث الموقع والطبيعة الجغرافية والبيئة البحرية والخصائص الاقتصادية والاجتماعية التي تتميز بها، وستكون البداية من ميناء جدة الإسلامي.
وأود أن أؤكد أن جميع الموانئ في المملكة تحظى بنفس الرعاية والاهتمام، ولكن ميناءي جدة والدمام هما في بؤرة المنافسة مع موانئ اخرى عديدة في منطقة الخليج والشرق الأوسط ،والطلب على خدماتهما يتزايد بوتيرة متسارعة، لذا لابد لهما ان يكونا دائما في حالة تأهب واستعداد، لكن بقية الموانئ الأخرى في المملكة لديها نفس الامكانيات والتجهيزات التي تمكنها من استقبال كافة انواع البضائع والسفن بنفس الكفاءة والفعالية، ومشروعات التطوير، والتوسعة في تلك الموانئ مستمرة وفقا لحاجة العمل ومتطلبات السوق.
ثانيا: بالنسبة لمشكلة الزحام في الموانئ ومطالبة البعض بإيجاد ساحات خارج الموانئ وعيادات بالقرب من الارصفة وبوفيهات ومطاعم لخدمة سائقي الشاحنات، وغيرها من المطالب: فإن العمل يجري الآن لإيجاد ساحات خارج الموانئ ونحن نعمل على تطوير منطقة للمستودعات المساندة في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام تبلغ مساحتها الاجمالية حوالي 12 مليون متر مربع ،وسيتم تقسيمها الى 3 مناطق ،وإسناد تطويرها بالكامل الى مستثمرين عن طريق المنافسة العامة، وسيكون التأجير بأجور تشجيعية، وستتضمن منطقة المستودعات تقديم العديد من الخدمات المساندة والاعمال اللوجستية المرتبطة بأعمال الموانئ للتسهيل على المتعاملين.
وعن المطالبة بإنشاء عيادة طبية بميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، بالفعل يتوفر بالميناء عيادة طبية تقدم خدماتها الطبية للمراجعين، وقد تفقدنا هذه العيادة اكثر من مرة ولمسنا جهود العاملين فيها، وقد تم مؤخرا إنشاء مبنى متخصص ومجهز طبيا ،وسيتم نقل العيادة الطبية من موقعها الحالي الى المبنى الجديد.
أما عن تجميد الترقيات لموظفي الموانئ، والمطالبة بالتحول الى نظام التأمينات:
فإنني أُقدِّر جهود جميع العاملين في المؤسسة ،وأعلم أنهم يبذلون كل ما في وسعهم في أداء اعمالهم، وفي نفس الوقت أتفهّم مشاعرهم ورغبتهم في تحسين احوالهم المعيشية من خلال الترقي والحصول على الحوافز التشجيعية المناسبة، لكن موضوع الترقيات تحكمه لوائح الخدمة المدنية ونظام المسابقات وغيرها من الأمور، وإنني على استعداد للالتقاء بهم لمعرفة مشاكلهم ومكتبي مفتوح لهم ولغيرهم، علما بأن المؤسسة العامة للموانئ قامت على سبيل المثال في العام المنصرم بترقية 432 موظفا، ويجري حاليا ترقية عدد 317 موظفا آخر من خلال الترقية بالمفاضلة والمسابقة العامة.
ثالثا: وحول المطالبة بالالتقاء بالمتعثرين لحل مشاكلهم وجها لوجه وليس عبر التصاريح فقال بوبشيت: منذ أن تشرفت بالعمل في المؤسسة العامة للموانئ وأنا احرص على الالتقاء بجميع الأطراف من شركات المناولة والتجار ورجال الأعمال، ومسئولي الجهات الحكومية العاملة في الموانئ، وقد التقيت مؤخرا بمنسوبي الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية، وقبلها بمنسوبي غرفة جدة، وكانت اللقاءات ودية، واستمعت لجميع المشاكل والأفكار ،وتناقشنا حول كافة الأمور ذات الاهتمام المشترك، وأعتقد أن تلك اللقاءات تؤتي ثمارها وتساهم في حل العديد من المعوقات التي تواجههم، وأدعو كل من لديه مشكلة في الموانئ الى الاتصال بي أو الحضور الى مكتبنا مباشرة لعرض مشكلته والعمل على حلها.
وبالنسبة للمقطورات وتطويرها لضمان سلامة الحاويات: فإن الموانئ السعودية تتوافر فيها أحدث معدات المناولة المصنعة وفقا للمواصفات العالمية، وهي نفسها التي تعمل في اكبر الموانئ في العالم، وهناك برامج صيانة دورية يجري تنفيذها على تلك المعدات لوقايتها، كما أن المؤسسة حريصة على تضمين عقود التشغيل بنودا الزامية بتوفير المعدات الحديثة التي تثبت جودتها عالميا وإدخالها الى الخدمة في موانئنا ضمن الالتزامات التعاقدية للعقود.
وعن شركات المناولة في الموانئ السعودية، فإن معظم شركات المناولة في الموانئ السعودية هي شركات سعودية أو سعودية مختلطة لديها خبرة عالمية في مجال الشحن والتفريغ ومناولة الحاويات ولديها مشروعات وتجارب مماثلة في العديد من الموانئ الكبرى في العالم، وهم عنصر اساس في عمليات التشغيل في الموانئ السعودية، والعلاقة بين المشغل والميناء هي علاقة تعاقدية ترتب على كل طرف مجموعة من الحقوق والواجبات، والمؤسسة تقوم بدورها الاشرافي والرقابي على اعمال المقاول وتلزمه بتنفيذ جميع التزاماته التعاقدية دون تهاون، وتشدد على مديري عموم الموانئ بالمتابعة الدقيقة لأداء شركات المناولة وحصر اوجه القصور وتوقيع الغرامات اللازمة بشكل حاسم في حالة الاهمال او التقصير.
وأعتقد ان اداء شركات المناولة في الموانئ السعودية بعد تطبيق برنامج التخصيص قد تحسن بشكل كبير عما كان عليه قبل تطبيق هذا البرنامج، وما يؤكد ذلك التقدم الكبير الذي حدث في ميناءي جدة الاسلامي والملك عبدالعزيز بالدمام، وتصنيفهما ضمن اهم واكبر مائة ميناء على مستوى العالم.