DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
مأساة غزة تحدث وستستمر لأن إسرائيل هي «مدللة» الدول الكبرى القوية التي تتحكم في العالم وتوجه العدالة وتفصلها الآن على المقاس الإسرائيلي. وستستمر عذابات غزة أيضاً لأن إسرائيل كيان عنصري عدواني يديره متطرفون شوفونيون يرون أنفسهم مختارين بإرادة إلهية وأنهم هم الوحيدون الذين يستحقون الحياة وأن العالم بكل شعوبه وبلدانه وتاريخه مصمم لخدمة إسرائيل ورفاهيتها وطموحاتها. لهذا تختار إسرائيل ما تشاء من قرارات مجلس الأمن وتترك ما تشاء. وتقبل ما تشاء من مواقف زعماء بلدان العالم وترفض ما تشاء، بل وتجبر زعماء أمم قوية ونافذة على التخلي عن وعودهم وضمائرهم، كما فعلت مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي تخلى بيسر وصمت عن وعوده بعزمه على تطبيق أساليب جديدة لإحلال السلام في فلسطين. ولكن هذه الإجراءات رفضتها إسرائيل وألغتها حتى وإن كانت مجرد وقف امتدادات مستوطنات لأسابيع فقط. فإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية، بكل جلالها وهيبتها، لم تجرؤ على وقف امتداد مستوطنات لأسابيع، فكيف لها بإحلال السلام في فلسطين. والسلام يتطلب، إغضاب متطرفي إسرائيل وإلغاء مستوطنات بكاملها، وليس الامتدادات فقط، ويتطلب إجراءات أخرى حاسمة يفترض أن تغضب كيانا مدللا ومتغطرسا مثل الكيان الإسرائيلي. ومعروف أن إحلال السلام بين أي فريقين متنازعين في كل مكان وفي كل التاريخ يتطلب إغضاب الطرف المتغطرس الذي يرى في نفسه القوة والقداسة. وإذا ما استمرت الدول الكبرى تدلل إسرائيل وتتبع رضاها وأحلامها، فإنه لن يحدث أي سلام، لأن حلم الكيان الصهيوني المتطرف أن يبقى الاحتلال وتستمر معركة الكره. فإسرائيل الآن تتاجر بالنزاع وحالة الحرب وتجني بسببها أموالاً ومنافع وتعاطفات وتفضيلات ومؤتمرات تأييد وأبواق إعلامية تجيش العالم لصالح إسرائيل وتظهرها حملاً وديعاً في غابة من الكره. وتتخذ إسرائيل من استمرار الاحتلال ذريعة للضغط على العالم للتغاضي عن جرائمها وحروبها الوحشية وسلوكيتها العدوانية وإجراءاتها المستمرة لسرقة المزيد من أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم. ولأنه لا يمكن أن تجنح إسرائيل للسلام لأن الحرب بالنسبة لها مشروع تجاري يدر أرباحاً مالية ومعنوية ودبلوماسية وتفضيلات تجارية. ولأنه لا يمكن أن يفكر أي كائن بشري بإلغاء مشروع مربح إلا إذا أجبر على التخلي عن ممارساته ونهبه لحقوق الآخرين، فإنه يتعين على القوى الدولية الكبرى أن تفي بواجباتها وأن تفرض السلام بما يتطلبه العدل والنوايا الحسنة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف المأساة الفلسطينية المستمرة منذ 62 عاماً دون أية مبررات مقنعة سوى أن إسرائيل تفضل أن يستمر مشروعها العدواني وأن تستمر الأمم الكبرى بتغطية الجرائم الصهيونية.