DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
كان يفترض أن تكون جلسة مجلس النواب العراقي الجديد يوم الاثنين الماضي هي نهاية الشرور والتجاذبات والصداعات والنزاعات بين الأحزاب والكتل والطوائف العراقية. ولكن جلسة مجلس النواب، التي تعمدت قوى تفريغها من أهميتها، جعلت الأمور أكثر صعوبة في وقت كان يفترض أن تكون بداية العراق الجديد، يتخلص فيها هذا البلد العظيم والثري من المعوقات والعقبات وأمراض الكساح وحواجز الطائفية والعرقية وثقافة التقسيم والمحاور التي تنشر أمراضها في العراق وتسبب بهذه الفوضى التي يخسر فيها جميع العراقيين دون تمييز بينما الرابحون ينتشون على عذابات العراق ومواطنيه الذين جربوا الكثير الشديد من العناء والبطش والتشريد على مدى نصف قرن وحتى الآن. والحل في العراق يكمن فقط، في أن يقتنع الذين راهنوا على سلخ العراق عن عروبته وتقسيمه، أن أحلامهم قد تلاشت، وأن العراق أكبر من أن تنسخ هويته العربية أو تلوى إرادة مواطنيه. ونتائج الانتخابات الأخيرة هي رسالة لكل السماسرة الذين يرهنون إراداتهم للنفوذ الأجنبي واجتهدوا في تحويل هذا البلد المؤثر العميق والتاريخ الناصع العطاء إلى غنائم للطائفيين والمذهبيين وتجار الشنط وأثرياء الحروب. والحل الناجع والأكثر عملية وعدلاً أن تحتكم الكتل السياسية إلى نص الدستور من دون تأويلات وتفسيرات وضغوط القوى الخارجية التي تسببت في مآسي العراق وهندست آلامه وتجتهد في أن تستمر الأزمات والحواجز وثقافة الكره بين العراقيين، كي يتسنى لها التدخل ونشر شباكها وشبكاتها في العراق. فهذه القوى تود أن يكون العراق حديقة خلفية لها، وأن يكون معولاً في يديها وأن تهيمن على مقدراته وعقول سكانه كي تنتصر خططها ومؤامراتها في مصادرة العراق سيادة وجغرافيا وتاريخاً وسكانا. وقد أغراها السماسرة والمتاجرون في التمادي بمؤامراتها البشعة وخططها السوداء ضد العراق ونهوضه. وليس أمام القادة العراقيين الآن إلا أن ينحازوا إلى وطنهم وأن يخلصوا نواياهم وأن يتخلصوا من النفوذ الخارجي واستيراد النصائح والتوجيهات من خارج الحدود، وان يؤمنوا بقدرة العبقريات والإرادات العراقية، المشهود لها بالذكاء والصفاء والتفوق، على ابتكار الحلول وإدارة شئون بلادهم وهمومها ومشاكلها بما يحقق أحلام العراقيين الذين كابدوا كل أنواع الشقاء وانتظروا طويلاً أن يبزغ الفجر وأن يعود العراق، كما كان، أرض الخصوبة ودرة الدنيا ومخزون الفكر وجوهرة التاريخ.