DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد خضر

شعراء: النزوح عن الشعر إلى كتابة الرواية ظاهرة طبيعية

محمد خضر
محمد خضر
برزت مؤخراً ظاهرة نزوح شعراء في المملكة عن كتابة الشعر إلى كتابة الرواية. ويرى بعض الشعراء أن ذلك النزوح، خلال فترة برزت فيها ظاهرة كتابة الرواية، أمر طبيعي خاصة أن المبدع ليس له حدود في الحالة الإبداعية، وأنه لا يتوقف على كتابة نوع معين في الأدب. وفي الوقت نفسه، يؤكد شعراء آخرون أن التسيد للشعر، وما يحدث الآن، من نزح شعراء إلى كتابة الرواية، حالة مؤقتة، وسرعان ما يعود الشعر كما كان «ديوان العرب»، ويعود الشاعر إلى احتضان ديوانه، لأن نفسه وروحه فيه. مناخ آخر للتعبير ويؤكد الشاعر محمد خضر وجود ظاهرة واضحة في النزوح نحو كتابة الرواية من قبل الشعراء، ويقول «أعتقد أن الحالة والظاهرة طبيعية من حيث إن المبدع نفسه ليس من طبيعته التوقف عند حدود إبداعية، بل هو الباحث دوما عن مناخات ومساحات يتعاطى معها ليعبر بها عن أفكاره ورؤاه وهذه هي الحالة الخلاقة أكثر بالنسبة للشعراء الذين كتبوا الرواية». ويضيف خضر إن هناك حالة أخرى ربما تسبب فيها الشعراء أنفسهم إذ لم يستطع الشعر معهم أن يعبر بالمتلقي وبالحياة والرؤى والتفاصيل إلى ضفة آمنة، وإذ لا يزال بعض الشعراء متوقفين عند حدود الدرس الشعري المنظم الذي يعتني فقط بزخرفة العبارة وبلاغيات الشعر فقط، لكن لأن الشعراء أغلبيتهم لم يستطيعوا أن يصلوا بقصيدتهم إلى الناس ونبض الشارع في زمن صعب ومتحول ومتغير كل يوم بل بقي أغلبهم حبيسا للشعر الخام في تعبيراته وأدواته وأجوائه وهذا ما نجده في الرواية. وعن مشروعه في كتابة الرواية يوضح خضر «بالنسبة لي، منذ زمن، أعكف على نص طويل يستخدم أدوات السرد، لكنه كتب خارج شرط الشعر وخارج كونه مادة تعبيرية لا يسعها الشعر، إنه عمل بقي يعتلج ويتكون في داخلي لأزمنة طويلة، وفي لحظة صار مشروع نص إبداعي.. لم أضع له حتى حدود التصنيف، ولو جاء أحد المتابعين وصنفه كرواية فلا يضير معه شيء». ويختم خضر حديثه عن زمن الرواية في المشهد السعودي «ليس ثمة زمن واضح، ولا أرى أن الرواية مسيطرة وتمثل زمنا خاصا الآن في المشهد السعودي، ولأن هذا لا يمكن أن يكون خلال سنوات معدودة أو من أجل عدد من الروايات الصادرة بكثرة، فالكثرة ليست معيارا حقيقيا». الانتصار للشعر ويتوسع الشاعر محمد الحمادي في حديثه عن موضوع النزوح نحو كتابة الرواية قائلا «كثر الحديث عن أن هذا الزمن هو زمن الرواية، أنا أخالف بقوة هذا الرأي، لأن الانتصار للشعر، وأكبر دليل وببساطة على ذلك ما حققته مسابقات للشعر على قنوات فضائية من نجاح منقطع النظير، إضافة إلى كون الرواية تحتاج إلى وقت طويل لقراءتها في زمن أصبح فيه كل شيء سريعاً، أما القصيدة فبإمكانك قراءتها خلال دقائق، وكذلك حفظ الناس لكثير من الأبيات الشعرية الخالدة التي ظلت باقية في الذهن على مدى الأيام، فكيف يمكن للرواية أن تحفظ في الذاكرة؟!». تعدد طاقات.. ومكاسب أخرى ويضيف: «لا ننكر أن الرواية جنس أدبي مهم جداً ويفتح بوابة الخيال، لكنه لا يتجاوز الشعر، وبالنسبة لنزوح الكثير من الشعراء إلى كتابة الرواية، فكل مبدع له توجهات مختلفة، ومن الممكن أن تكون له طاقات متعددة، وبإمكانه أن يكتب في مجالات شتى، ولا أعتبر ذلك نزوحاً بمعنى الكلمة». ويختم الحمادي حديثه بتأكيد نزوح بعض الشعراء إلى كتابة الرواية، ويقول: «لا ننكر أن الكثير من الشعراء، نتيجة للزخم الروائي الهائل والكبير، انجرفوا مع هذا التيار، متوقعين أن يحققوا مكسباً وشهرة أكبر من خلال بوابة الرواية، مع أن عالم الرواية الحالي أصبح يضم الكثير من الغث والقليل من السمين، حيث ضاقت أرفف المكتبات من كثرة النتاجات الروائية، وهو من السلبيات التي تواجه الرواية المحلية والعربية، فلا يمكن اختيار الرواية المميزة من الرديئة، بسبب كثرة العرض، وتطلع الكثير من الروائيين والروائيات للشهرة والربح المادي كذلك». لا ضير في الجمع من جانبه، لا يرى الشاعر رائد الجشي، صاحب رواية «أفعى الخليج»، ضيرا في كتابة الرواية من قبل شعراء، ويقول إن «الرواية كالشعر أسلوب أدبي راق قد يجد الشاعر أو الروائي ذاته في مرحلة زمنية في أحدهما أو موزعة عليهما، وإن كانت الطاقة التفكيرية المشحوذة في الرواية الجادة المكتملة ربما تتطلب تقمص أكثر من شخصية شعرية أو تقنة مسرحية شعرية كما في النص الشعري الحديث، إلا أن كثافة الصورة في الشعر أرقى والموسوعاتية في الرواية أدق». وعن تجربته في كتابة الرواية يقول الجشي «تجربتي في الكتابة الروائية ككثير من التجارب التي لاحظتها، لم تكن نزوحا عن كتابة الشعر، بل كتابة الرواية أثناء الكتابة»، موضحاً أنه لم يقف على شاعر تحول بشكل تام للرواية، وأن ذلك لو حدث، فلابد أنه وجد فرصة أكثر لتعبيره عن ذاته والآخر بها. ويؤكد أنه يرى نفسه في كتابة الشعر، ويقول: «أرى نفسي في الشعر، الرواية تعطيني مجالا مختلفا للتعبير عما أريد وطريقة مغايرة لتمرير ما أريده إلى ذهن المتلقي». زمن انتكاس الرواية ويضيف: «أعتقد أننا في زمن انتكاس الرواية، بشكل مطلق، وهي فترة مشابهة لما حدث للشعر قبل فترة زمنية بسيطة، وذلك بسبب كثرة الكتاب غير الجادين في المجال الروائي، والذين يعتبرون الرواية مجرد خواطر أو قصص طويلة دون إجهاد ذواتهم العقلية. ولأننا نعيش وفرة في المطروح روائيا، ربما أجد أملا في انزياح عدد كبير من المتطفلين على الشعر كي يتطفلوا على الرواية، فيتعافى الجو الشعري». النزوح فائدة للشعر ويؤكد أن الشعر سيعود للصدارة وأنه «سيتعافى ممن يدعون كتابته، حينما ينزاحون رغبة في الربح فقط إلى كتابة الرواية، وسوف يستشرون ورما في جسد الرواية، فتظلل كثرتهم السيئة على روعة الروايات الجميلة». وفي ختام حديثه، يقول الجشي «في النهاية لا يهمني واقعا من يتصدر (الشعر أم الرواية)، ولكني أتنبأ بتدهور قريب للمشهد الروائي، ولا أتمناه، وأتوقع أن تتكرر هذه الحالة المرضية من «النزوحات» حسب الموضة على حسب من يكون نصيبه في المبيعات أكثر، ومن يدري قد يتوجه الناس للقصة القصيرة جدا، ويفسدونها!».
محمد الحمادي
أخبار متعلقة
 
رائد الجشي