عزيزي رئيس التحرير
للأسف هناك الكثير من البشر ممن نشاهدهم ونجالسهم يومياً وتعجبنا شخصيتهم في الظاهر ونظن أنهم أفضل الناس ولكن وللأسف في الباطن وفي الواقع هم أسوأ الناس فهناك من ينظر للدنيا نظرة عبادة وتقرب وإخلاص لله سبحانه أولاً ثم حب من حوله من الناس والأهل والأقارب والقيام بواجباته اتجاه الجميع فيتميز بالصدق والأخلاق العالية فيكون مرغوبا ومحبوبا وسرعان مايتربع في قلوب الجميع ، وهناك في المقابل المقصر مع ربه ومع كل من حوله ومشاكله مع الآخرين لا تتوقف فقد رسم لنفسه طريقا ممتلئا بالحفر والمطبات فلا يكاد يذكر بالخير فهو للأسف خارج القلوب وهو في نظر الجميع ( ميت .. على قيد الحياة ) فلا فرق بين وجوده من عدمه ، فكم نشاهد اليوم من أموات في صورة أحياء فلا خير في الدنيا عندما نخسر الأصدقاء والأحباب ولا أجمل من أن نكون تحت التراب ونحن نسكن في قلوب الجميع ، ويبقى السؤال الأهم وهو كيف نغرس المزيد من الحب والاحترام لنحصد ثماره في قلوب الآخرين ونتربع ونتميز ونمتلك قلوبهم ونحصل على الجزء الأكبر من التقدير ؟ فإذا لم تتوافر في الإنسان جميع سبل التميز من الأساس فلا ينفع اليوم التصنع في الحب والتقرب للآخرين خاصة عندما يضعف الوازع الديني ويمرض الحب ويموت الضمير وقد لا يكون للحب أثر في وسط القلب فهي فطرة تلازم صاحبها في كل مكان وفي كل زمان وكما يقال ( فاقد الشيء لا يعطيه ) فإذا فقد الإنسان كل معطيات التميز في الأسلوب الراقي والتعامل الحسن والقلب الكبير والحب النابع من القلب فلا خير فيه ويجب أن يترحم على حاله وأحسن الله عزاءه في نفسه فهو ( ميت .. على قيد الحياة ) .
محمد علي الطويرة ـ الأحساء