كلمة خادم الحرمين الشريفين في المنتدى الثالث لتحالف الحضارات في البرازيل، والتي ألقاها بالإنابة عنه سمو الأمير سعود الفيصل، جاءت معبرة بصدق عن توجهات الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعن قناعاته، ومنسجمة مع رؤية المملكة ككيان ودولة في نشر ثقافة الحوار والتواصل بين الحضارات والثقافات، لتعزيز التعايش والتفاهم، وإشاعة القيم الإنسانية، كمدخل لإحلال السلام والوئام محل الصدام، مما يساعد على تخفيف التوترات ونزع فتيل النزاعات، وتحقيق الأمن والسلام بين الحضارات والمجتمعات في العالم.
قدم خادم الحرمين الشريفين مبادرات رائدة على المستوى المحلي والخارجي، في سبيل نشر ثقافة الحوار بين الأديان والتسامح والاعتدال. وهي قيم جوهرية تنطلق من فهم خادم الحرمين لطبيعة العصر وإشكالياته المتعددة، والتحديات الجديدة المطروحة أمام الدول والمجتمعات. لذلك لم يتوان في تحويل هذه المبادرات إلى برامج عمل خلاقة سواء في الداخل أو الخارج، ففي الداخل تم إنشاء مركز الحوار الوطني الذي جمع تنوعات الشعب السعودي، ودفعهم إلى طرح همومهم واهتماماتهم لتكون منطلقا لقياس بوصلة دليلهم إلى المستقبل، بعد أن أرسى قيمة الحوار كثقافة بين فئات المجتمع. وهذا ما ينطبق أيضا على توجهات المملكة الخارجية في تبنيها مبدأ حوار الأديان، وجمعها مختلف أصحاب الشرائع والأديان تحت خيمة واحدة للحوار والتثاقف فيما بينهم للوصول إلى مشتركات لإضاءة مستقبل الإنسانية.
الفكر الخلاق الذي يتبناه الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو ما يمنح المملكة وشعبها مصداقيتهما على التفاعل مع الأسرة الدولية والاندماج مع إنجازات العصر، والانفتاح على كافة الثقافات دون شعور بعقدة النقص، التي كانت تتحكم في العالم الثالث والمسلمين إزاء الحضارة الغربية، وديناميكيتها المتجددة، وهو انفتاح أراده الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن يقوم على قاعدة من الحوار والتسامح، دون شعور بنقصان أو إحساس بعزلة حضارية أو ثقافية.
خيارات المملكة لا رجعة فيها تجاه الحوار مع الآخرين ضمن مشتركات إنسانية، تصب في مجرى تنقية الأجواء العالمية، وتأمين الأمن والاستقرار والسلام العالمي.
