DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نورة سلمان الخاطر

نورة سلمان الخاطر

نورة سلمان الخاطر
أخبار متعلقة
 
أرسل لي أحد القراء رسالة عبر الإيميل, يدعوني فيها للكتابة عن شبه ظاهرة أو لنقل إنها كادت تصبح ظاهرة وسمة من سمات مجتمعنا الذي كان يتميز قبل سنوات قليلة بحبه للعمل وإخلاصه فيه وأدائه على أكمل وجه لطالبه. وهي ظاهرة عدم الإخلاص في العمل والبيروقراطية فيه والتي ليس لها داع حتى لقد يصبح العمل أو المعاملة التي لا تحتاج لإتمامها إلى ساعات تأخذ من الوقت أياما بل أسابيع حتى يشك صاحبها أن الموظف يحتاج لرشوة للقيام بعمله وإنجازه في أقل وقت, واحيانا يتحول الظن إلى حقيقة ويكون لا مبرر لتأخير المعاملة وقضاء الحاجة إلا طلب الرشوة أو البحث عن واسطة هي بمثابة رشوة أيضا ونوع من أنواع الرشاوى المحرمة. هو موظف كما قال لي في احدى المؤسسات الحكومية ويتعجب من زملائه في عدم اخلاصهم في عملهم وتسحيب المراجع بلا أدنى حق ويقول صحيح إن الرواتب متدنية جدا ولا تفي باحتياجات الفرد ولا حتى بجزء منها ولكن هذا لا يبرر خيانة العمل ولا تعذيب المراجع بين تعال بكرة وبعد بكرة!! ومما قاله واستدل به على أن مستوى الراتب وأن لا علاقة له بإخلاص الموظف في عمله, أن أهلنا في الماضي ما كان يهمهم الراتب المصروف لهم بقدر ما كان يهمهم تأدية الوظيفة المكلف بها الموظف وتقديمها لطالبها على أتم وجه وبأجمل صورة والإخلاص في انجاز العمل المناط به, ومن الاخلاص السرعة في انجازها. وقال كان الآباء يتحدثون عن وظائفهم قديما بشيء من الحب والفرح والسعادة وترى الغبطة على وجوههم وهم يسردون عليك كيف كانوا يؤدون أعمالهم ووظائفهم ويتفانون فيها ويمنحونها الوقت الكافي حتى من أوقاتهم الخاصة ويتعبدون لله خلالها. انتهى كلامه وقد صدق. وتعليقا على ملاحظاته الواضحة واستيائه من خيانة الكثيرين لأمانتهم وما أنيط بهم ووكلوا عليه فلا بد من موقف حاسم لما يحدث في كثير من الدوائر والمؤسسات الحكومية وحتى الأهلية حيث يدخلها المراجع وهو خائف يترقب وكأن كل صيحة عليه, والموظف ويبدو وهو منتفش الريش على مكانه وكأنه جبار السماوات والأرض يتحرى من المراجع أدنى كلمة أو حركة لتفوه بالكلمة الممقوتة راجعنا بكرة وهو يدرك او لا يدرك ما لكلمة راجعنا بكرة من قهر وأذى وتفويت لمصالح عديدة لهذا المراجع المغلوب على أمره لحاجته لمراجعة تلك الدائرة او تلك المؤسسة. ومن اشد الكرب على المراجع ضياع معاملته وأوراقه بين يدي موظف لا يعي ولا يهتم بإخلاصه في عمله وإنما يعمل كما يشاع (على قد الراتب) أو ليحصل على اضافي وبدلات من المراجع (رشوة) وليس كما هو المفترض أن يحصل عليها من صاحب العمل!!. لا ننكر تدني الرواتب لدرجة مخجلة ولكن هذا لا يبرر أبدا أن تقترف الحرام وينبت لحمك ولحم من تعول من سحت ومن مال أخذته بلا أدنى حق. يا ولاة الأمر أيها المسؤولون أيها الموظفون والعاملون كل في مجاله تنبهوا لهذه الظاهرة وحاولوا القضاء عليها والحلول كثيرة ومن أهمها الإخلاص في العمل. ومن الاخلاص في العمل منح الموظف ما يكفيه ويؤمن له حياة كريمة في وطنه وأمانا في وظيفته فكيف يستقيم الظل والعود أعوج؟ وتأكدوا جيدا أن الحال لن يستقيم حتى نبدأ الإخلاص في تأسيس سلم الرواتب والدرجات والعلاوات الممنوحة للموظف والعامل ومن غير العمل بجد لإلغاء بند الأجور وغيره من بنود الظلم فإن الحال سيبقى كما هو عليه وأكثر.