المناورات السياسية التي يقوم بها قادة وزعماء الكتل السياسية العراقية، هي بمثابة سيرك خطير قد يؤدي باللاعبين إلى مهاو سحيقة من الابتعاد عن ناخبيهم الذين صوتوا لهم، خصوصا ان الاستعراضات البهلوانية تفتقد إلى المصداقية الأخلاقية، فلا يمكن أن يأخذ تشكيل حكومة هذا الوقت والذي هو ليس في صالح شعب العراق.
المراقب لاداء اللاعبين في المشهد الإعلامي يستغرب تلك اللغة الهابطة التي يتراشق بها الساسة في سبيل الوصول بهم إلى كرسي الحكم، دون أدنى احترام لمشاعر شعبهم الذي يدفع الثمن باهظا، من خلال القتل الجماعي والاعتقالات والسجون السرية، واستحواذ قلة على ثروة العراق الكبيرة.
حقا انه مشهد فريد فرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي يحاول الانقلاب على الدستور، ولا يريد التسليم بنتائج الانتخابات وحلوله بالمركز الثاني بعد قائمة علاوي، والأحزاب والكتل الأخرى تتفاوض في السر للحصول على مكاسب كبيرة من كعكة السلطة، رغم خطابها المتشنج في الإعلام في محاولة منها لابتزاز الآخرين طمعا في المغانم.
اليوم ستعلن نتائج الفرز والعد في منطقة بغداد بعد طعن قائمة المالكي فيها، وبإمكان المحكمة المصادقة على النتائج النهائية، عندها لا مناص أن يعقد البرلمان جلسته الأولى بعد أسبوعين من المصادقة على النتائج.
والسؤال.. هل هذه الفترة كافية لحسم المسائل العالقة بين الكتل؟
وهل تنتهي فزورة رئيس الوزراء المالكي؟
وهل تقبل الكتل بالنتائج النهائية؟
وهل يدرك نوري المالكي وعلاوي والحكيم ومسعود البرزاني وطارق الهاشمي انهم مطالبون باحترام إرادة شعبهم وعليهم أن ينحوا خصوماتهم الشخصية ويغلبوا مصالح شعبهم على أي اعتبارات أخرى؟
كلما طالت المفاوضات بين الكتل والأحزاب وجد التدخل الخارجي له مكانا ونفوذا داخل العراق، وأصبحت الأوراق ليست بيد ساسة العراق بل هناك من يشاركهم اللعب.
الأخطار التي تتهدد العراق كثيرة، ولا سبيل إلى ردها سوى بحكومة شراكة وطنية يتمثل فيها الجميع، وتكون معبرة عن إرادة شعب العراق بكل أطيافه ومكوناته وأعراقه ولعل مفترق الطرق الحالي هام للدرجة التي اذا ابتعد ساسته عن طريق الحل الصحيح سيصبح من الصعب لملمة وحدته الوطنية في قادم الأيام.