أكد الباحث والأستاذ المساعد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران الدكتور محمد قربان وجود مقارنة ومتابعة لغابات شجر المانجروف في خليج تاروت عبر الأقمار الصناعية منذ عام 1973م منوها الى ان مساحة الغطاء من هذه الشجرة آنذاك كانت 622 هكتارا وتقلصت هذه المساحة حتى وصلت في العام 1999م إلى 390 هكتارا.
وحذر من ان تناقص المساحات المزروعة إن بقي الردم والتجريف ورمي المخلفات وقيام المشاريع المختلفة دون الالتفات للدراسات البيئية المتخصصة سيسهم باختلاف التوازن البيئي البحري وأن أي تلاعب للبيئة سيحدث تغيرات لا تحمد عقباها.
وأوضح قربان أن نبات المانجروف يعتبر من النباتات الضرورية للحياة البحرية لأهميته في التوازن البيئي وأن تواجد هذه الشجرة على الخليج العربي من نعم الله على هذه البلاد فهذه الشجرة تعتبر الحاضنة والرحم لتكاثر الكثير من الكائنات البحرية وان تواجدها في مكان ما يعتمد على كثير من الظروف، فلا بد من توفر البيئة المناسبة لقيام مثل هذه الشجرة الثمينة منوها ان لشجر المانجروف أنواعا وما يتواجد في الخليج هو المعروف بالقرم ولا تقتصر أهميته على الحياة البحرية فقط وانما تشمل الإنسان أيضاً بسبب اعتماده على كثير من اللحوم البحرية.
وقال الباحث قربان تتواجد مؤثرات كثيرة تؤدي لتغير توازن تواجد شجر المانجروف على الخليج العربي معتبرا الردم والتجريف ورمي المخلفات ومياه الصرف الصحي لها الضرر الأكبر على غابات وشجر المانجروف مشيرا الى التعاون الحثيث بين جامعة الملك فهد وشركة أرامكو حول المحافظة والاستزراع لشجر القرم على السواحل الشرقية حيث بدأ التفكير في أن تكون هناك متابعة ودراسات دقيقة على هذه الشجرة وحمايتها لأهميتها في التوازن البيئي فتواجدت مشاريع ضخمة ودراسات علمية دعمتها شركة أرامكو السعودية فقد قامت دراسة في العام 1984م حول المانجروف بينت التناقص المستمر للشجرة ويعتبر ذلك مؤشرا خطرا على التوازن في البيئة البحرية مما دعا شركة أرامكو وجامعة الملك فهد الى التعاون بإيجاد البديل وتعويض التناقص واختيار منطقتين في رأس أبو علي ومنطقة في التناقيب.
ولفت دكتور قربان الى أن الدراسة والاستزراع برأس أبو علي بدأ بمساحة 25 مترا مربعا وبعدد 108 شتلات فقط ، ففي عام 1995م كان هناك 93 نبتة جديدة من نبات القرم وفي العام 1996م ارتفعت الى 282 نبتة أما في العام 1999م فالعدد وصل إلى 8150 نبتة جديدة وفي العام الحالي بدأت بكونها غابة فقد ازدادت المساحة من 25 مترا مربعا إلى 300 ألف متر مربع خلال 19 سنة.
وأكد حرصهم على الحفاظ والاستزراع للقرم في بعض الأماكن المتعددة منوها الى انه ليس المهم لدينا الاستزراع والمحافظة على شجر المانجروف وقيام غابات وأشجار القرم، بل المهم هو جذب الحياة والكائنات وإحداث توازن بيئي بحري حتى نضمن استمرار تكاثر الحياة البحرية مبينا حرص جامعة الملك فهد وشركة أرامكو السعودية بالمحافظة والاستزراع وتقديم الدراسات الكبيرة من أجل بقاء شجر المانجروف وسيتم ذلك في المستقبل كذلك.
تاروت 1973 - 1999 صورة بالأقمار الصناعية