DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الخطاب المحلي جزء من الخطاب العربي

الخطاب المحلي جزء من الخطاب العربي

الخطاب المحلي جزء من الخطاب العربي
أخبار متعلقة
 
أشاد عدد من المشاركين في ملتقى تبوك الثقافي، الذي نظمه النادي الأدبي بمنطقة تبوك مؤخراً تحت عنوان «تحديات الخطاب العربي الثقافي»، بما قدم في الملتقى من أوراق عمل وبحوث تتناول هذا الموضوع، الذي يهم المثقف العربي بصورة عامة. وأكد المشاركون أن الملتقيات الأدبية والثقافية لها دور كبير وبارز في تنشيط الحراك الثقافي، مبدين إعجابهم بانفتاح الملتقى على العالم العربي بعيداً عن التقوقع في المحلية، عبر مناقشته الـ»تحديات الخطاب العربي الثقافي» وقال عضو الهيئة الاستشارية للثقافة بوزارة الإعلام رئيس النادي الأدبي بالرياض سابقا د. محمد الربيع: تقوم الأندية الأدبية بأنشطة متنوعة خلال العام، وانتهج بعضها نهجا جيدا في أنشطتها، وهو عقد ملتقى سنوي. وأضاف أن بعض الأندية اتخذت لملتقياتها السنوية موضوعا معينا تستمر فيه لسنوات طويلة، كما هو حال النادي الأدبي الثقافي بجدة مثلا، حيث أخذ جانب «قراءة النص الأدبي» واستمر فيه لسنوات طويلة، وفي النادي الأدبي بالرياض، عندما كنت رئيسا له، أنشأت ملتقى النقد الأدبي في المملكة وعقد منه ثلاث دورات. وذكر أن هذا الاهتمام والتركيز على القضايا أمر مهم سواء في الأدب أو الثقافة بشكل عام، وهذا يجعلنا ننتظر هذه الملتقيات كل عام بشغف، كما ننتظر مهرجان «الجنادرية» ونشاطها الثقافي السنوي، معتبراً أن إقامة مثل هذه الملتقيات يعد فرصة لدراسة موضوع بشكل معمق عن طريق أوراق عمل وبحوث تقدم للمناقشة، كما أن هذه الملتقيات تتيح الفرصة لالتقاء عدد كبير من الأدباء والمثقفين، مشيراً إلى أن الملتقيات تسعى إلى تنشيط الحراك الثقافي، معتبراً أن هذا الأمر يبشر بخير. وأشاد الربيع بما تم طرحه في ملتقى تبوك الثقافي الثاني، وقال: إن الموضوع الذي طرحه النادي للنقاش والتداول موضوع شائك، ويشتمل على قضايا كبيرة، فليس هناك خطاب عربي واحد، وإنما هناك خطابات مختلفة، أحيانا تكون متكاملة وأحيانا متضادة ومتناحرة، فهذا الموضوع يبحث في قضية من القضايا الكبرى على مستوى الفكر والثقافة العربية، ولهذا مهما كان الملتقى وما قدم له فلن يستطيع بطبيعة الحال أن يأتي على كل جزئيات الموضوع، لكن يكفي أنه أثار الاهتمام والتوجه إلى معالجة هذا الجانب المهم. وقال: إن المشاركين حاولوا أن يقدموا أشياء في مجملها، إذا صدرت بكتاب «الخطاب الوثائقي للملتقى»، سوف تكون محاولة أولية لاقتحام موضوع شائك قد يتم بحثه بصورة مفصلة من خلال الأندية الأدبية مستقبلا، مؤكدا أن نادي تبوك الأدبي عندما اقتحم موضوع «الخطاب الثقافي العربي» فإنه يحاول أن يخرج من النطاق الضيق لمفهوم الأندية الأدبية وأنها مقصورة على قضايا الأدب التخصصية، وحاول اقتحام ميدان الثقافة بشكل أوسع، وهذا يتفق مع توجهات وزارة الثقافة والإعلام، التي يبدو أنها تسعى لتحويل الأندية الأدبية من الأدبي إلى الثقافي ليكون النشاط أكثر شمولية وأبعد مدى. وبرر الربيع قلة الإقبال على الأندية الأدبية بقوله: يعود ذلك إلى طرح الموضوع ومن يعالجه، فللمحاضر دور كبير في زيادة الحضور، موضحاً أن الحضور في الملتقيات والمحاضرات التي تقيمها الأندية خارج المدن الكبرى أفضل بكثير من الحضور في الملتقيات والمحاضرات التي تقيمها الأندية في المناطق الرئيسية. من جانبه، أكد الناقد د. سعيد السريحي أن أنشطة الأندية الأدبية ألغت مفهوم المركز والأطراف، وانتفى بها انحصار الثقافة في المدن الكبرى، بل امتدت إلى بقية مناطق المملكة، ومثال ذلك إقامة الملتقيات، ومنها: ملتقى تبوك الثقافي، الذي بحث قضية الخطاب الثقافي العربي، وهذا يشكل حراكا ثقافيا وحضورا في المشهد الثقافي كما أنه يشكل فرصة لالتقاء المثقفين وتداولهم في مجموعة من الادوار الثقافية، وكذلك في قضايا مصطلحة تحتاج الى مزيد من التحرير كمفهوم الخطاب الذي تم تداوله في ملتقى تبوك. وقال إنه رغم جودة ما تم تقديمه من أوراق عمل، إلا أن تحرير مفهوم الخطاب لا يزال قلقاً، وكان من المتوخى أن يكون مفهوم الخطاب أكثر وضوحا للأذهان مما طرحته الكثير من الأوراق التي كان الخطاب عنواناً ثانويا لها. وعن موضوع «تحديات الخطاب الثقافي العربي»، قال السريحي: لا فرق بين الخطاب الثقافي المحلي والخطابات العربية، مؤكداً انه لا يمكن فصل الخطاب المحلي عن الخطاب العربي، وأن الخطاب المحلي جزء من الثقافات العربية، والخطاب العربي هو الأشمل. مؤكداً أن نجاح ملتقى تبوك الثقافي تحقق من خلال طرح الرؤى والأفكار التي تتمحور حول قضية الخطاب الثقافي العربي. وقال الكاتب والمؤرخ الأردني د. أحمد العبادي: إن حضارات الأمم لا تقوم إلا على الفكر والأدب، مؤكداً أن مثل هذه الملتقيات تدل بوضوح على نشاط الحراك الثقافي وحراك الهوية الوطنية والقومية والإسلامية، وإن كان حراك الهوية الوطنية قد غاب طويلا عن الساحة العربية. مؤكداً أن هذه الملتقيات تتيح الفرصة للمبدعين عبر المشاركة في البحث عن موضوع هام. وعن ملتقى تبوك الثقافي، قال العبادي: هو ناجح بكل المعايير، أولا: لأنه سوق للحرية، وقد كان فيه هذا الجانب بشكل عال مقارنة بما كنا نسمع عن الحرية في الثقافة السعودية، حيث كنا نسمع أن الحريات الفكرية معدومة في هذا البلد، ولكن وجدنا العكس تماما، فالمشاركون في هذا الملتقى تحدثوا بكل صراحة دون أن يكون هناك أي نوع من الرقابة. وقال رئيس النادي الأدبي بجازان أحمد الحربي: الملتقيات الثقافية لها دور كبير وبارز في تنشيط الحراك الثقافي في مناطق المملكة، ولا شك أن هذا يوسع من دائرة التقاء المثقفين من خلال موضوعات هامة يناقشها المشاركون في هذه الملتقيات الأدبية والثقافية، والتي تناقش دائماً موضوعاً حيويا يهم الثقافة والأدب في بلادنا. وأضاف: من خلال أوراق العمل والمداخلات التي قدمت أثناء الملتقى تظهر لنا رؤى جديدة عن الموضوع الذي يتم بحثه، ومن خلالها تتضح جزئيات وتفاصيل الموضوع الذي يناقش. وعن ملتقى تبوك الثقافي، قال الحربي: كان في هذا الملتقى مشاركة عدد كبير من المثقفين والأدباء من داخل وخارج المملكة، ولاشك أن لهذا الأمر وقعه الثقافي والأدبي المميز، فمجال المحور الرئيس للملتقى واسع، والمشاركون في الملتقى قدموا عددا من المحاور، التي أكسبته حيوية وأهمية كبرى سوف تظهر لنا نتائجه من خلال الكتاب الوثائقي لهذا الملتقى. من جانبه، أكد رئيس النادي الأدبي بأبها أنور خليل أن ملتقى تبوك الثقافي بحث موضوعاً هاماً على مستوى الوطن العربي، وهو لا يمثل الخطاب المحلي فقط بل تجاوز ذلك إلى الخطاب العربي، الذي من بين جنباته الخطاب المحلي، مؤكداً أهمية إقامة مثل هذه الملتقيات، التي يعتمد نجاحها على اختيار الموضوع الذي يلامس الثقافة العربية، التي نحتاج إلى إعادة بعض ركائزها الهامة التي غفل عنها بعض المثقفين والأدباء، مشيدا بما تمت مناقشته من محاور تبين التحديات التي يواجهها الخطاب العربي الثقافي.