ضمن احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية للعام 2010، عرضت على مسرح قطر الوطني مؤخرا المسرحية العراقية «حقل الأحلام»، وسط حضور حاشد تابع أحداث العمل الذي يعرض للأوضاع الأمنية والسياسية التي تعيشها بلاد الرافدين.
ويذهب مخرج المسرحية عزيز مخيون بمتابعي المسرحية إلى فضاء مبعثر، تتناثر فيه الورود وسط الألغام والقنابل وبقايا سيارات ممزقة بفعل العبوات الناسفة، فيما يدور الحوار بين تاجر وفتاة، الأول شاب أعادت الحرب إنتاجه بحيث أصبح همه الأول اكتساب المال عبر استغلال ظروف الحرب.
أما الفتاة فقد عادت إلى قريتها التي كانت حقلا للأحلام فيما سبق، لتفاجأ بأنها تحولت إلى حقل للألغام، ومن هنا يتصاعد الصراع الدرامي بين الشاب الذي لا يتحلى بأية قيم، والفتاة التي تحمل قيم الأرض والانتماء إليها، إذ ترى حقل الألغام عبارة عن ورود وياسمين، إلى أن تقع فجأة قدما التاجر على لغم فيشل حركته، ولا يستطيع الحراك، ويتوسل إلى الفتاة بجانبه من أجل إنقاذه، وما إن اقتربت منه حتى أمسك بها متوعدا إياها بالموت معه، لكن لحسن حظهما أن اللغم كان قديما أبطل الزمان مفعوله. لتختتم المسرحية بمشهد جماعي يعلن بصوت مدو «تحت أقدامنا لغم مشترك».
من جهته، أشار المخرج عزيز مخيون إلى أن مسرحية «حقل الأحلام» من انتاج الفرقة القومية للتمثيل في دار السينما والمسرح بوزارة الثقافة العراقية، ومن تأليف فاروق محمد، ويقدم العرض على خشبة المسرح الفنانة بشرى اسماعيل والفنان بهاء مخيون، وقدم هذا العمل من قبل لمدة يومين في العراق ولم تكن الظروف تسمح بعرضه أكثر من ذلك حتى أنه تم عرضه نهارا.
ولفت إلى أن المسرحية تهدف إلى التأكيد أن الجميع في خطر بفعل الحرب، وأن على العراقيين أن يتوحدوا في محاولة للإعمار الذي سيصلح بيوت كل الناس.
يشار إلى أن المخرج عزيز مخيون نال العديد من الجوائز والأوسمة من جهات فنية عراقية وعربية وعالمية، آخرها تكريمه في الدورة الحادية والعشرين لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي العام الماضي.
