DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
كنا نظن أن مرافقنا الحكومية استوعبت درس سيول جدة قبل أشهر، ليتحول المطر إلى مأساة، لأننا لم نعرف كيف نستغله، أو كيف نختزنه في مستوعبات، تعين جفافنا، في وقت بنت فيه دول مثل الولايات المتحدة خزانات تحت الأرض لاستيعاب ما تستورده من نفط، تحسباً ليوم يصبح فيه البرميل الأسود كنزاً لا يقدر بثمن. كنا نظن أن شبكة مياهنا وصرفنا قادرة على التعامل مع هذه المياه المجانية، لكن ما تكرر في الرياض أول أمس، يعيدنا لما يحدث في كل مدينة، جراء حفنة أمطار، تفضح صورة فشلنا الذريع، وتقتل صورة التحضّر والتنمية لبلادنا، صاحبة أعلى إنتاج عالمي للنفط، وبالتالي أعلى دخل مالي أيضاً.. كذلك صاحبة أعلى ميزانيات قياسية ترصد للتنمية والنهضة والبنية التحتية، لخمس سنوات متتالية. ما حدث في الرياض، والصور المأساوية لسيارات غرقت في مستنقعات مياه عجزت كل مواسير الصرف عن شفطها، وما حكاه العالقون وسط المياه، أو القابعون في بيوتهم امتثالاً لتعليمات الدفاع المدني لهم بعدم الخروج، يجسّد على الأرض حالة سلبية لكل ما حلمنا به من وجود كوادر كفؤة تقود عملية البناء، وعملية تخطيط وتصميم وهندسة الطرق والشوارع في طول بلادنا وعرضها. لا يمكن الحديث عن فساد إداري فقط، وتحميله أسباب ما يمرّ علينا من كوارث أو نكبات، ولا يمكن قبول مشاهدة مثل هذه المناظر المؤلمة، بحجة شبهات الفساد المادي أو الوظيفي، دون تنبيه إلى وجود فساد عقلي آخر في مكان ما، في ركن ما، في زاوية ما، في هذه المؤسسة أو تلك ! فساد يجعل من بضع قطرات مياه ممطرة، أو غيمة عابرة، تغرق شوارعنا وتعيق حركتنا المرورية، وتشل كل سبل الحياة، في دولة لم تبخل بأي شيء على محور تنمية، وفي مدن تستحوذ على النصيب الأوفر والأوفى في كل الميزانيات المعتمدة.. فماذا لو طالت أوقات الأمطار إذاً؟ في دول أوروبا، وفي دول جنوب شرق آسيا، ماليزيا واندونيسيا والفلبين وتايلاند، وسنغافورة، تهطل الأمطار بغزارة يومياً، وطيلة ساعات الليل والنهار، ومع ذلك، تبقى شوارعهم نظيفة، بلا سيارات عالقة، ولا مواطنين محتجزين، ولا حالات استنفار أو طوارئ، وبلا تعليق للدراسة، في دول خليجية أو مجاورة لنا، وربما في ظروف اقتصادية أقل كثيراً مناً، لا يحدث شيء مما يحدث عندنا.. فماذا يعني ذلك؟ وما الفرق؟ سؤال بريء، ربما يتكرّم أحدٌ ما من مسؤولي طرقنا وشوارعنا ومخططينا وعباقرة هندستنا وصرفنا واستراتيجياتنا.. بالإجابة عنه، وإن كنا نشك في أنها ستكون ـ إن حدثت ـ وافية أو مقنعة!