DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حسن السبع

حسن السبع

حسن السبع
حسن السبع
أخبار متعلقة
 
قبل مزاحمة (الكومبيوتر) للخطاطين، كان من بين خطاطي جريدة (اليوم) الخطاط محمود الغايش (رحمه الله). عندما يطلب أحد المحررين منه أن يخط له عنوانا بخط النسخ أو الرقعة أو الثلث أو أي خط آخر، كانت اللازمة التي نسمعها منه دائما هي: "أيتها خدمة إلا الفلوس"! بهذه العبارة يلخص العم محمود كثيرا من الإشكالات المتعلقة بالفلوس، وحب الناس للمال، وحرصهم عليه. وقد نُقِل عن بنيامين فرنكلين قوله: "إذا شئتَ أن تعرف قيمةَ المال، فحاول أن تقترض". وهنالك عبارة ساخرة تقول: "ما أكثر حب الناس للمال، وما أكثر احتقارهم لمن يحبونه". فكأنهم بهذا يحتقرون أنفسهم دون أن يفطنوا إلى ذلك. لا أريد، هنا، أن أرفع من معنويات أصدقائي المفلسين، لكن ليس بالضرورة أن يكون المال مصدر سعادة، فقد يكون سببا من أسباب الشقاء. ويحكى أن عائلة فقيرة تسكن كوخا يلامس الأرض، ويجاور قصرا لأحد الأثرياء. كان أصحاب الكوخ، على بساطة عيشهم، سعداء غاية السعادة. فكان الزوجان الفقيران يتسامران كل مساء، وكان صدى ضحكاتهما يتسلل عبر نوافذ القصر فيصل إلى مسامع الزوجين الثريين. وذات ليلة كان الزوج الثري وزوجته يتهيآن للنوم، وكان الزوج شارد الذهن مشغولا بأمور تجارته وأمواله ومشاريعه وصفقاته، فسألته زوجته تفسيرا لتلك الضحكات والسعادة الغامرة التي يعيشها سكان ذلك الكوخ المتواضع. أدار الزوج ظهره لزوجته وقال : قريبا لن تسمعي مزيدا من تلك الضحكات. وفي اليوم الثاني استدعى الغني جاره الفقير وأقرضه مبلغا من المال ليتجر به. ومضت الأيام فتغيرت حال صاحب الكوخ، صار مشغولا بأرقامه وحساباته، فتناقصت الضحكات ليلة إثر ليلة، ثم خبت شيئا فشيئا حتى انطفأت تماما. كما قلت، لا أريد أن أرفع من معنويات أصدقائي المفلسين، أو أن أثبط من عزائمهم في البحث عن المال بالطرق المشروعة (طبعا)، ولكن كان المال، وعلى مر العصور، أحد الأسباب الرئيسة في إشعال الصراعات، لذلك يربط فيلم Blood Diamond بين الدم والألماس. فقد يكون وراء عقد الألماس الذي يتلألأ على عنق امرأة حكايات مكتوبة بالدم والدموع. ومع أن الفيلم يتناول أحداثا جرت في أفريقيا، إلا أنها نموذج مصغر لما يجري في العالم من صراعات وحروب سببها المال. وبخلاف عين الجمال، فإن عين المال قد تصبح أشبه بعين (ميدوزا) التي تحول كل من تقع عليه إلى حجر، فبسببه قد تتحجر المشاعر والضمائر وتفسد الأخلاق. ولعل ذلك يفسر قول روسو: "المال أعمى لا يبصر، وأصم لا يسمع، وجامد لا يرحم"! [email protected]