استقرت أسعار النفط الخام عند أعلى قيمها يوم الجمعة في حصيلة ارتفاع ثلاث جلسات متتالية ضمن تركيز المستثمرين على أخبار الاقتصاد الإيجابية وتراجع الدولار الذي ساعد في دفع الأسعار الى الاعلى، وارتفعت أسعار النفط الخام تسليم شهر يونيو 1.15 في المائة إلى 86.15 دولار للبرميل الواحد في نهاية تداولات بورصة نيويورك الأسبوعية لتكون المكاسب الشهرية في عقود النفط الآجلة 2.8 في المائة في ابريل وجاء الإغلاق الشهري لعقود خام غرب تكساس عند 86.25 قريباً من اعلى قيم في 18 شهرا عند 87 دولاراً للبرميل والتى سبق تحقيقها في مطلع ابريل الحالي، الاخبار اعطت اشارات ايجابية عن التحسّن إلى حد ما في الاقتصاد الامريكي فنمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول من 2010 كان 3.2 في المائة، ويأتي الارتفاع في اسعار النفط على الرغم من خسائر الأسهم الأمريكية التي تراجعت بشكل حاد يوم الجمعة بينما عزز ارتفاع النفط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي أمام سلة العملات إلى 81.84 وارتفاع اسعار الذهب الى اعلى مستوياته في 20 اسبوعا قرب 1180 دولارا للأونصة وهو ما يؤكد اقبال المستثمرين الى ملاذ السلع عالية القيمة ومن بينها النفط. التسرّب في النفط الخام داخل خليج المكسيك من غير المحتمل أن يكون له تأثير مباشر على أسعار العقود الآجلة للنفط الخام حيث ان التسرّب يأتى من داخل حقل يقع ضمن نشاط التنقيب ولم يكن بالاساس حقل إنتاج ومن غير المتوقع أن يبدأ الانتاج فيه قريبا، لكن هذه الحادثة وتأثيراتها السلبية على البيئة يمكن ان تدفع لمراجعة المفاهيم العامة عن التنقيب البحري وهذا يعزز من المخاوف القديمة التى سبق ان دفعت إلى فرض حظر شامل على جميع نشاطات التنقيب البحري الجديد في الشواطئ ويضعف من خطط الرئيس الامريكي الذي سبق ان امر بفتح هذا النشاط مجددا بعد حظر دام عشرات السنين، ويمكن لهذا الحادث أن يزيد من اعداد المعارضين لهذه الخطط، وبالرغم من عدم توقع تأثير مباشر على اسعار النفط الا ان هذه الحادثة تعدّ كارثة بيئية من الدرجة الاولى فالبقعة النفطية في خليج المكسيك يمكن ان تؤدي الى إبطاء أو حتى إيقاف حركة المرور في ميناء استيراد النفط الرئيسي في لويزيانا وتأثير ذلك سيكون ملموساً على الواردات النفطية الامريكية خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
[email protected] 
