وصلني عدد من ردود الأفعال بخصوص مقالتي التي نُشرت الأسبوع الماضي وتحديدا حول الفقرة التي كانت تتحدث عن «الشحاذة» بالشعر وكيف أن الشعراء الذين يتبعون هذا الأسلوب أعطوا صورة سيئة عن الساحة بشكل عام, حيث أيَّدني فيها البعض وعارضني البعض الآخر الذين يعتقدون أن «للشحاذة» مسمى آخر وهو «المدح» والذي يعتبر أحد أغراض الشعر المعروفة منذ القدم, وهنا يتضح الخلط العجيب عند هؤلاء المعارضين. غرض المدح من أجمل أغراض الشعر، ولا نبالغ إن قلنا إنه من أشهرها ولا جدال في ذلك وتقريبا فإن جميع الشعراء قد طرقوا هذا الغرض وكتبوا فيه قصائد بعضها من قصائد قديمة ظلت خالدة إلى يومنا هذا, ومن الظلم أن يعتبر هؤلاء المعارضون قصائد الشحاذة التي تشتمّ من رائحتها طعم الكذب والنفاق والمبالغة الواضحة خصوصا إذا كتبت فيمن لا يستحق وحملت أوصافا لا يصدّقها أحد بشكل ربما يعتبر مضحكا للبعض ومحزنا للبعض الآخر الذي يرى الشاعر وقد بدأ في استغلال الموهبة التي أعطاها إياه الخالق من أجل مصلحة دنيوية غير مبالٍ بأي حواجز فهو مستعد لأن يتخطاها وأن يتجاوز في قصيدته حتى يحصل على ما يريد, فالهدف بالنسبة له أصبح أكبر من الالتفات للعقلاء، بل ربما تحمل القصيدة تجاوزات دينية والأمثلة على ذلك كثيرة ومن السهل الاستشهاد بأبيات لبعض هؤلاء الشعراء في أي وقت إذا دعت الحاجة.
أما فيما يخص شعر «الهياط» والتعليقات التي كانت تدافع عنه وعن الشعراء الذين يمتدحون أنفسهم كثيرا ويعتبرون أنفسهم أشجع الشجعان فيكفي أن نتذكر القصة الطريفة التي حصلت قبل سنوات في إحدى حفلات المحاورة التي كان يشارك بها بعض الشعراء المعروفين عندما سرت أحاديث بين الحضور عن هجوم أحد «الكلاب» ـ أعزكم الله ـ على الساحة التي يقام بها الاحتفال مما أدى إلى تدافع الجميع شعراء وحضور بحثاً عن الهروب والنجاة بأنفسهم !!
[email protected]