ذكر مدير الشئون الفنية في وزارة الزراعة المهندس نبيل إبراهيم فيتا أنه تم دفن مناطق كبيرة من غابات القرم وبيئات المد والجزر لعدم وجود مخطط بيئي يحد أو يقلل من الضرر على البيئة البحرية، مما أدى إلى تأثر البيئات الساحلية ومناطق المد والجزر ونباتات القرم التي تأثرت بشكل كبير نتيجة أعمال التجريف أو الدفن المباشر أو رمي الأنقاض على السواحل منوها الى ان طبيعة المنطقة تنمو فيها أشجار القرم على الخط الساحلي في منطقة المد والجزر.
ولفت الى ان شجرة القرم التي تتحمل نسبة الملوحة المرتفعة والظروف المناخية الصعبة تعيش في المناطق الضحلة المحمية من الرياح والأمواج وتنمو في التربة الطينية الرطبة في الجزء العلوي من منطقة المد، منوها الى وجود قرابة 70 نوعا من هذه الأشجار منها نوعان ينتشران في المملكة هما القرم والقندل والقرم يشكل مناطق حضانة مميزة للحياة البحرية وهي مكان آمن وغذاء للحياة الفطرية والطيور المهاجرة.
ولفت الى أهمية تأهيل المناطق الساحلية ودراسة طبيعة القرم والاطلاع على الدراسات السابقة في هذا المجال ومسح وتحديد المناطق القابلة للتأهيل وإنشاء مشاتل للقرم لتوفير مصدر للشتلات وإعادة الزراعة في المناطق المتضررة والقابلة للتأهيل والبعيدة عن النشاط السكاني والصناعي.
وأشار المهندس فيتا إلى ان وزارة الزراعة قامت بإنشاء مشاتل في مناطق مختلفة ففي عام 1422هـ أنشأت في رأس تنورة مشتلا وزرعت قرابة 10 آلاف شتلة وكذلك الحال في الخفجي وفي عنك أنشأت الوزارة عام 1424هـ مشتلا زرع فيه 40 ألف شتلة ونفس العدد في رأس أبو علي وفي عام 1426هـ نال رأس أبو علي أيضاً 80 ألف شتلة وفي عام 1428هـ تكرر العمل في رأس أبو علي حيث تمت زراعة 40 ألف شتلة وفي عام 1429هـ تم استزراع في رأس أبو علي أيضاً 100 ألف شتلة.
وأكد أن شجر المانجروف أو القرم يتواجد في منطقة الخليج العربي في الجزء الأوسط في المنطقة الواقعة بين الخبر وشمال الجبيل إضافة إلى بعض الانتشار في منطقة الخفجي وتزداد الكثافة في منطقة خليج تاروت بالقرب من مناطق الصرف الزراعي وكذلك في جزيرة القرم والتي تؤمن هذه البيئات التنوع الكبير للكائنات الحية الدقيقة وكذلك الطحالب والفطريات والرخويات والهائمات النباتية والحيوانية والديدان وتشجع الأسماك والكائنات البحرية للاستيطان وتحويلها إلى مناطق حضانة لصغار الأحياء خاصة الروبيان الذي يرتبط مع هذه البيئة.
وأكد أن مناطق القرم على ساحل الخليج العربي واقعة تحت ضغط شديد ومعرضة إلى الانقراض بسبب تدخل الإنسان وتأثيره المباشر على تلك البيئات ولمحدوديتها ولوقوعها في مناطق سكانية كثيفة أكثر من البحر الأحمر الذي ينتشر فيه القرم في مناطق مختلفة على طول الساحل فتعتبر أعمال التجريف والردم والتوسع العمراني والتلوث من انسكاب الزيت والتلوث من المخلفات الصرف الصحي والصناعي ورمي الأنقاض كلها مؤثرات على أشجار القرم أو المانجروف .