DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

راجح الخوري

راجح الخوري

راجح الخوري
راجح الخوري
أخبار متعلقة
 
إلى أي مدى يمكن باراك أوباما أن يمضي في التصرّف على قاعدة أن حل أزمة الشرق الأوسط يمثّل قضية أمن قومي بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟. إنه السؤال المفصلي الذي سيحدد فعلاً النهايات التي ستؤول إليها مساعي الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة، كما سيحدد المدى الذي ستبلغه عملية العضّ على الأصابع بين الرئيس الأميركي وبنيامين نتنياهو، لكن كل هذا يدفع الى طرح سؤال ساخن: هل يتجاوز نتنياهو وزمرته مأزق المواجهة المحتدمة مع واشنطن بافتعال أمر واقع جديد، عبر شنّ حرب عدوانية تستهدف لبنان وقد تتسع لتصل إلى سوريا؟. بدا هذا السؤال مشروعاً لا بل ملحاً في الأيام الأخيرة، بعد عملية ترويج إسرائيلية واسعة تقول إن سوريا تقوم بتهريب صواريخ سكود الى «حزب الله»، بعد ما كانت قد درّبت عناصره على استعمال هذا السلاح. لم يتوقف العدو عند هذه الحدود، فقبل أيام وزّع خبراً مع صور متلفزة مفاده ان عملية إسرائيلية جوية كانت على وشك الانطلاق ضد هذه الصواريخ، لكنها أُوقفت في اللحظة الأخيرة بتدخل أمريكي بعدما كان الطيّارون قد صعدوا الى مقاتلاتهم ! طبعاً الجانب الكاريكاتوري في هذا الخبر يتمثل في بث صور صعود الطيارين الى المقاتلات، لكأننا أمام أحد أفلام هوليوود. في أي حال، لا يجوز التعامل مع احتمالات قيام اسرائيل بمثل هذا العدوان إلا بكثير من الحذّر والجدية والاستعداد، فما يدور الآن وراء أبواب مغلقة في واشنطن وتل أبيب قد يدفع مقاولي الحروب في إسرائيل الى قلب الطاولة عبر إشعال حرب يتم ترويج مبرراتها الآن من خلال الحديث عن خرق القرار 1701 ومواصلة شحن الصواريخ الى «حزب الله» وبينها سكود الذي يوسع نطاق التهديد ضد اسرائيل. رغم ان سوريا رأت ان هذه الاتهامات سخيفة، فإنها عبر بيان من وزارة الخارجية رأت ان إسرائيل تمضي في هذه الاتهامات لتزيد توتير الأجواء في المنطقة بما يخلق مناخاً يهيئ لعدوان محتمل، وذلك للتهرّب من متطلبات السلام. وبغض النظر عن الاتهامات التي وجهها شمعون بيريس وماتان فلنائي الى دمشق، والتي تبعتها تهديدات من تساحي هنغبي، فإن المقاربة الأمريكية لهذه المسألة قد تضاعف من نسبة التهوّر الاسرائيلي للقيام بعدوان جديد. فقد أعلن البيت الأبيض قبل أيام أن واشنطن تشعر بقلق متزايد حيال احتمال تزويد سوريا «حزب الله» صواريخ سكود، وإنها أبلغت الحكومتين السورية واللبنانية قلقها ودعت الى اتخاذ خطوات للحد من أي تهديد أو خطر. هنا يمكن المراقب أن يسلك مقاربة أقرب وأوضح وأجدى من ذلك الإعراب عن القلق الأمريكي من هذه المسألة. فإذا كان حل أزمة المنطقة بات يمثّل فعلاً في نظر الإدارة الأمريكية «قضية أمن قومي»، وان «صراع الشرق الأوسط يكلفنا الكثير من دمائنا وثرواتنا» كما يقول أوباما، فإن في وسع الإدارة الأمريكية، إذا أرادت فعلاً، أن تحسم الأمور بطريقة تخدم التسوية السلمية العادلة التي طالما دعت إليها الشرعية الدولية، وتضمن مصالح الأمن القومي الأمريكي، وتوفّر له البيئة الملائمة والصديقة في المجتمعات العربية والاسلامية، نزولاً عند جوهر شهادة ديفيد بترايوس أمام الكونغرس قبل أسابيع. وإذا صحّ أن أوباما أبلغ نده الفرنسي نيكولا ساركوزي انه سيواصل الضغط على الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني للتوصل الى اتفاق لانهاء الصراع، وانه يعرف تماماً انه سيواجه حملات ضده في داخل أمريكا وقد يضطر الى دفع ثمن سياسي، فإن ذلك يعني انه لم يستقل فعلاً من أزمة الشرق الأوسط، لكنه منهمك في «حربين» لكسب التسوية، «حرب» ضد الأوساط الصهيونية في الداخل الأمريكي وحرب ضد تعنّت نتنياهو. ويبقى السؤال الأبدي: ولكن ماذا يفعل العرب غير الفرجة وانتظار الفرج، وفي وسعهم على الأقل نشر بيانات التأييد لسياسة أوباما في الصحف الأمريكية لمواجهة بيانات الإساءة واللوم التي ينشرها الصهيوني رونالد لاودر، صاحب مستحضرات «آستي لاودر»، ضد الرئيس الأمريكي!. نن صحيفة النهار اللبنانية