DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
بعد أكثر من 15 عاماً، وضع البرلمان الصربي أمس حداً لسنوات من رفض الاعتراف بمجزرة مدينة سريبرينتسا بالبوسنة والهرسك، والتي راح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف مسلم، وقدّم اعتذاره إلى عائلات الضحايا. صحيح أن البرلمان لم يصف ما حدث بأنه «إبادة جماعية» وصحيح أن أغلبية 127 عضواً من أصل 173 أدانوا الجريمة التي ارتكبت ضد الشعب البوسني عام 1995، وصحيح أيضاً أن القرار ما هو إلا بداية لمعالجة مسائل تعتبر القسم الظاهر من جبل جليد الماضي، وصحيح أن بعض المسؤولين عن المجزرة أو جرائم الحرب يحاكمون أو مطلوب القبض عليهم لدى محكمة جرائم الحرب الدولية، لكن هل يكفي الاعتذار لإعادة حقوق الضحايا، أو لكفكفة دموع شاهدي الجرائم المروعة، أو هل تعيد للقتلى أرواحهم التي أزهقت بقطع الرؤوس أو الدفن أحياء أو الاغتصاب سرا وعلانية؟ ربما يكون الصرب تحت وطأة الضغوط الدولية، قد أجبروا على تقديم مثل هذا الاعتذار، ولكن هل هناك من يستطيع داخل صربيا ذاتها محو النظرة الشعبية إلى مجرمين دوليين مثل كارادزيتش وغيره، على أنهم أبطال قوميّون، لكن السؤال الأهم: هل تجرؤ المحكمة على الكيل بنفس المعيار تجاه دولة مجرمة كإسرائيل، وقادة غير أخلاقيين كزعماء عصاباتها؟ إذا كانت أرواح ثمانية آلاف مسلم تستحق اعتذاراً برلمانيا من صربيا.. فماذا عن مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين راحوا ضحية المحرقة الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، والمئات من الجنود المصريين الأسرى الذين سحقتهم دبابات النازي الصهيوني دون اكتراث بتشريعات دولية.. والمئات الآخرين الذين سحقوا في قانا وفي تل الزعتر وفي مدارس الأونروا بغزة.. ألا يستحق العرب ولو مجرد اعتذار دولي على الأقل؟ أوروبا التي تكالبت على الصرب لإعادة حقوق البوسنيين، هي نفسها أوروبا المترددة تجاه الدولة العبرية التي زرعتها دون وجه حق في قلب الوطن العربي، ولم يعتذر الأوروبيون عما اقترفت أيديهم، كما اعتذر الألمان على الأقل ـ وما زالوا يعتذرون حتى الآن ـ عما يقال إن هتلر ارتكبه بحق يهود في الحرب العالمية الثانية. الولايات المتحدة التي مرت بحرب تحرير من الاحتلال البريطاني لا تزال تؤيد مواقف الاحتلال، وتدعمه، بحق وبدون حق، وكأن الأمريكيين الذين انتقلوا من حرب العبيد لم يفيقوا بعد من ضريبة الدم الباهظة، التي يمولونها بكثافة في الشرق الأوسط، وندفع نحن العرب وحدنا ثمنها، والأغرب أنهم يطالبوننا بالاعتذار..