افتتح صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة (سابك) امس ورشة (سوسة النخيل الحمراء : التحدي) ، التي تنظمها (سابك) في مركزها الرئيس بالرياض لمدة يومين ، بمشاركة حشد كبير من العلماء والباحثين والخبراء من المملكة ومختلف دول العالم أصحاب الخبرات العلمية والتجارب العملية في مجال مكافحة هذه السوسة ، التي أصبحت (مشكلة عالمية) تهدد مستقبل زراعة النخيل ومحصولها الاستراتيجي .
وأشار سمـــــوه فـــي كلـــمته الافتتــاحية إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين عنيت بالنخلة وكرمتها – أيما تكريم – بأن جعلتها رمزاً للدولة مع السيفين ، وأولت زراعتها أعلى درجات العناية حتى تجاوز عدد النخيل بالمملكة 23 مليون نخلة يبلغ محصولها حوالي مليون طن من التمور .
وقال سموه : إن زراعة النخيل في جميع بلدان المنطقة الخليجية والكثير من الدول الشقيقة والصديقة في قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا لم تسلم من أضرار تلك السوسة ، ما يجعلها (مشكلة عالمية) تستلزم تضافر الجهود والتعاون البناء بين مختلف الدوائر الرسمية والمراكز البحثية ، وتشجيع العلماء والباحثين في مختلف أرجاء العــــــالم لاستنفار ملكاتـــــــهم الإبداعية واستنباط الحلول الابتكارية ،
مؤكداً أن التحدي كبير ، لاسيما أن السوسة (عدو خفي) ، حيث تقضي جل أطوارها داخل جذع النخلة ، ما يصعب اكتشافها إلا في المراحل المتأخرة ، ومن ثم انتقال العدوى من النخيل المصابة إلى جاراتها ، ما يجعل الجانب الملح هو التوصل إلى الأساليب الحديثة للكشف المبكر.
كما تحدث في الورشة معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم ، ملقياً الأضواء على الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتحقيق التنمية الزراعية المنشودة ، بما في ذلك تشجيع زراعة النخيل ، عــــــبر تقديم الإعانات للفسائل الممـــــــتازة ، وشراء جزء من إنتاج المناطق الرئيسة بسعر مجز ، ثم تصنيعه وتصديره للدول الشقيقة والصـــــــديقة ضمــــن إسهامات المملكة في تحقيق الأمن الغذائي العالمي .. كما تناول معاليه دور وزارة الزراعة في مكافحة سوسة النخيل الحمراء ، وغيرها من الآفات الزراعية بالتعاون مع الشركات الزراعية الكبرى والمزارعين .
وقال فهد بن سعد الشعيبي نائب الرئيس التنفيذي للأسمدة بسابك كلمة ذكر فيها أن خطر سوسة النخيل الحمراء امتد ليشمل العديد من دول آسيا و أوروبا وشمال أفريقيا ، ما يمثل تحدياً كبيراً لمستقبل نخيل التمور في عالم اليوم ، كما يشكل تحدياً أكبر أمام صفوة العلماء والباحثين والخبراء الذين استقطبتهم (سابك) للبحث عن حلول وطرق تحكم جديدة لمجابهة هذه الآفة الخطيرة ، مشيراً إلى أن رعاية الشركة لهذه الورشة تأتي تعزيزاً لإسهاماتها في مجال (المسئولية الاجتماعية) ، كونها ليست فقط الشركة العالمية الرائدة في المجالات الصناعية والتقنية ، بل هي أيضاً من الشركات الرائدة في مجال (المسئولية الاجتماعية) ، حيث تتبنى – إلى جانب استراتيجياتها الصناعية – رسالة اجتماعية ترمي إلى تعزيز إسهاماتها في برامج خدمة مجتمعها المحلي والمجتمعات الخارجية التي توجه إليها منتجاتها وخدماتها .