DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
إذا كان مفكرعربي مثل الراحل قسطنطين زريق (1909 ـ 2000) طرح مشروعه الفكري على أن الملك والمجد يتأسسان على «العقل والأخلاق» قبل المال والثروة، كشرطين لتحقيق النهضة المطلوبة عربياً، وهو ما سبق أن تنبّه إليه شاعر كأحمد شوقي حينما قال بيته الشهير: بالعلمِ والمالِ يبني الناس مُلكَهمُ لم يُبنَ مُلْكٌ على جهلٍ وإقلالِ قبل أن يطورها مؤسساً لفكرة أخرى، تتلاقى مع ما يطرحه زريق، باعتبار الأخلاق الركيزة الأولى قبل العلم والثروة، بقوله: إنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيتْ فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا وربما هذا ما يضعنا في مجال المقارنة بين الواقع الذي نعيشه في أمتينا العربية والإسلامية، وبين مضمون الفكرة/ الأساس المطلوب للنهضة إذا أردنا.. والتي تؤسس للعمق الأخلاقي للثروة أو للعلم، والذي في غياب هذا العمق، يتحول المال إلى غول ووحش كما يحدث في بعض بلدان العالم الرأسمالي، ويصبح العلم بكل إنجازاته، وسيلة لتجاوز كل القيم، وأداة لتغيير البشر، وهو الجدل الذي استعر بشدة في الغرب خاصة بعد عمليات الاستنساخ وتوجهات لتطبيق تجاربه على الإنسان. وعندما نطالع فترات إشراقات الحضارة العربية والإسلامية، ندرك حجم التوازن الذي كان يومها ميزاناً واضحاً، سرعان ما فقدناه تحت وطأة التخلف الذي ضرب الأمة الإسلامية، وجعلها حتى الآن، غير قادرة على تأسيس إنجاز علمي بمعناه المعروف، ولا الاستفادة من الثروة بالشكل الذي يقضي على مشاكل الجهل والفقر والجوع، حتى الاستثمار في بلدانها الأصلية، أصبح عائقاً، فتحول إلى الاستثمار في الغرب، أو الإيداع في بنوكه على الأقل. ربما تكون تجارب قليلة لدول إسلامية مثل ماليزيا وأندونيسيا، تعتبر خروجاً عن مألوف العالم الإسلامي، لكن الإشكالية تبقى قائمة، فلا العقل وحده سيكون بديلاً عن رغيف خبز، ولا الأخلاق وحدها تكفي لحياة آمنة، ولا المال جدير بقلب المعادلة من الداخل، إنها المتلازمة التي تعيدنا للمفهوم الصحيح للحضارة.. السلوك قبل المظهر.