لا يفتأ الناس يطمئنون بزوال شبح مرضٍ حتى يُباغتهم آخر يطرق أبواب صحتهم فمن "أنفلونزا الخنازير" الى "أنفلونزا الماعز " والآن التهاب الكبد الوبائي الذي بدأ ينتشر في الآونة الأخيرة في بعض المناطق . ويُعتبر مرض الكبد الوبائي التهاباً يُصيب الكبد بأحد الفيروسات ( a ,b , c , d , e ) , وأمّا الفيروسان "A" وَ "E" فينتقلان عن طرق الطعام , ويسمى الالتهاب الناتج عنهما بالالتهاب الكبدي الوبائي , وهوَ الذي ينتشر فجأة بين مجموعة كبيرة من الناس, في مدة قصيرة , ولا يتحول إلى التهابٍ مزمن , ويمكن الشفاء منه تماماً , وأمّا الفيروسات "B" و "C" و "D" فهي تنتقل عن طريق الدم , والعلاقات الجنسية ويُسمى الالتهاب الناجم عنها بالالتهاب الكبدي فقط , اما بالنسبة لفيروس "B" فقد وجد تطعيما يكون على ثلاث جرعات , وأمّا فيروس "A" فيُطعّم على جرعتين , ولا يوجد للفيروس "E "و "C" أي تطعيم.
وأشار الدكتور عبدالعزيز العجلان رئيس علم الامراض والمختبر الطبي بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض خلال المؤتمر الدولي وورشة العمل الذي نظمته الشؤون الصحية للحرس الوطني مؤخراً الى أن العمالة الآسيوية التي تتوافد للمملكة هي التي تساعد في انتشار العدوى بشكل كبير خاصة أن بلدانهم مهيأة لذلك ,منوها بأن هناك تسجيلا سنويا بمعدل 14 ألف حالة من مرض الالتهاب الكبدي الوبائي من نوعي ( B , C ) ولكن خلال السنوات الأخيرة تمت ملاحظة انخفاض المعدلات عن السنوات التي قبلها بسبب اكتشاف التطعيمات المناسبة ضد هذه الأمراض.
وأكد العجلان في المؤتمر ان كثيرا من الوفيات تكون ناتجة عن تليف في الكبد وفي بعض الحالات تسبب السرطان وقد تمتد خطورته لسنوات طويلة, وعن اعتبار الرياض أكثر المدن ينتشر بها المرض أكد أن هذا تصور غير دقيق. وقالت الدكتورة بشرى إبراهيم طبيبة في أحد المستشفيات الخاصة يُعتبر التهاب الكبد الوبائي ( B ) التهابا معديا يُصاب به الشخص عند انتقال فيروس "B" إليه , إلا أنّ غالب البالغين يُشفون منه حتى لو كانت الأعراض شديدة, إذ يقوم جهاز المناعة بتخليص الجسم من هذا المرض ثم يقوم بتكوين أجسام مضادة له إلا أنّ الأطفال والرضع هم أكثر عرضة لتطور الإصابة لتستحيل إلى عدوى مزمنة أو قد يتحولون إلى حاملين للمرض.
وعن طرق الإصابة قالت يتواجد الفيروس في دم الشخص المُصاب, وسوائل الجسم الأخرى كاللعاب والدموع والإفرازات المهبلية , وينتقل الفيروس عن طريق استخدام أدوات المريض الخاصة , والمعاشرة الجنسية , والجروح والإبر غير المعقمة .
وعن مرض التهاب الكبد الوبائي ( C ) بينت الدكتورة إبراهيم ان معظم الحالات التي تُصاب بهذا الفيروس يكون التهاباً مزمناً ولا يتخلّص منه الجسم , وقليل من الحالات التي يكون فيها التهابا حاداً فيستطيع الجسم التخلص منه تلقائياً .
واشارت الى ان طرق الإصابة بالمرض تكمن في الإبر الطبية للحقن الوريدي التي قد تتسبب بنقل فيروس "سي" إلا أنّ احتمالية الإصابة به عن طريق الدم أقل من احتمالية الإصابة بفيروس "بي" , حيثُ إنّ كمية الفيروس في الدم للمصابين ضئيلة جداً , كما ينتقل من خلال الأجهزة الخاصة بالغسيل الكلوي , ومن استخدام الأدوات الشخصية كفرشاة الأسنان ومقص الأظافر , كما انه لا ينتقل من خلال التقبيل أو الاحتضان أو المصافحة , ولا عن طريق العلاقات الجنسية , ولا تنقله الأم إلى جنينها.
وقالت الدكتورة إبراهيم هناك فرق بين المصاب وحامل الفيروس يكمن في ان حامل الفيروس لا تظهر عليه أي أعراض أبداً , ولا يعاني من أي مشكلة , حتى أنّ إنزيمات الكبد لديه تعمل بشكل طبيعي , إلا أنه يظل حاملا له طوال عمره , ويمكن أن ينقله إلى غيره وأمّا الشخص المصاب فهو الذي لم يستطع الشفاء من المرض لأكثر من ستة أشهر , ويُعاني من ارتفاع في إنزيمات الكبد , وقد يُسبب استمرار هذا الالتهاب لفترة زمنية طويلة بإصابة الكبد بمرض التليف الكبدي .
ويقول خالد سعد انه أصيب بمرض الكبد الوبائي ( c ) بسبب إهمال عامل الحلاقة لأدواته واكتشف من خلال التحاليل والبحث ان المرض انتقل له عن طريق أدوات حلاقة لم يتم تعقيمها منوها الى ظهور أعراض هزال بالجسم وفقدان الشهية وشحوب البشرة واصفرار وفقدان الشهية .
واشار شافي يوسف الى انه صدم بإصابته بمرض الكبد الوبائي بشهادة الكشف المبكر للزواج وتكمن القصة حين هم هو ومن اختارها شريكة لحياته بعمل التحليل وتفاجأ بإبلاغه بإصابته بمرض الكبد الوبائي (B) وبدأ بالعلاج واخذ حقن .
وبينت "ام احمد" ان والدتها أصيبت بجلطة وأدخلت على أثرها أحد المستشفيات الحكومية وغادرت المستشفى وهي مصابة بمرض الكبد الوبائي من بعض الأدوات الطبية غير المعقمة .
واشار عبدالرحمن العبدالله الى ان والده تعرض لحادث مروري ادخل على أثره المستشفى بغرفة العناية المركزة لمدة شهر بعدها شاء القدر ان يدخل في غيبوبة لمدة ستة أشهر وتفاجأنا بوجود مريض بنفس الغرفة مصاب بمرض الكبد الوبائي وانتقلت العدوى لوالده ووفاته بعد فترة بسيطة.
وتقول سميرة المحمد بعد ولادتي لابني الثامن قررت ان أقوم بعمل فحص شامل لي كي اطمئن على صحتي وبعد مرور ثلاثة أشهر من ولادتي قمت بإجراء الفحوصات وأظهرت النتائج بأنني مصابة بمرض فيروس الكبد الوبائي ( B) وقد كانت بمثابة الصدمة لي ولزوجي .
علوية آل عبدالله من الرياض : أصيبت بالتهاب الكبد الوبائي بعد انتقال الفيروس " A " إليها من خلال تناولها لطعام مُلوّث وقالت : أحسست بآلام شديدة في عظام الجسم وارتفاع في درجة الحرارة وقيء شديد ونُقِلتُ للمستشفى وبعدها اكتُشف المرض.
