DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خادمات على كف عفريت

خادمات على كف عفريت

خادمات على كف عفريت
خادمات على كف عفريت
تعتبر الخادمة في الوقت الراهن جزءا لا يتجزأ من الأسرة في مجتمعنا حيث لا يمكن الاستغناء عنهن في معظم البيوت وذلك لطبيعة الحياة التي نعيشها والتي تستدعي أن يكون هناك معين للمرأة للتخفيف من الأعباء المنزلية الملقاة عليها . وتواجد الخادمة في المنزل لابد أن يكون تواجدا مثمرا يضمن لهن تهيئة الأجواء المناسبة لأداء عملهن من خلال التعامل معهن دون المساس بإنسانيتهن وآدميتهن ووفق التعاليم الشرعية التي أوصت بالتعامل مع كل أجير نستعين به في مهام حياتنا اليومية . ويذكر بأنه شهدت الفترة السابقة العديد من القصص والأحداث التي تؤكد علئ رقي بعض الأسر في تعاملهم مع الخادمات لدرجة أن إحدى الأسر قامت بتزويج خادمتها من عامل آخر يعمل سائقا لديها وتكفلت الأسرة بكافة المصاريف الخاصة بالزواج ووفرت لهما المسكن الملائم للبدء في حياة زوجية هانئة للخادمة تضمن لها الاستقرار النفسي وتقديم الأفضل في المهام الموكلة لها في الأسرة ولوحظ في الآونة الأخيرة ظهور بعض السلوكيات المرفوضة في التعامل مع الخدم والتي برزت في العديد من الوسائل الإعلامية وفي العديد من الصحف مما شكل أكثر من علامة استفهام تستدعي ضرورة إفشاء ثقافة التعامل مع الخدم خاصة ممن يعملون في المنازل كما أن السجلات الأمنية تحتفظ بأرقام تشير إلى بروز ظاهرة هروب الخادمات مما يعني بأن الأمر يستدعي أن تكون هناك وقفة جادة مع طرق وأساليب التعامل مع الخادمات ومن خلال هذه القضية نسلط الضوء على أساليب التعامل مع فئة الخدم وفق المفاهيم الشرعية والاجتماعية من خلال رصد العديد من وجهات النظر من قبل العديد من المختصين وذوي العلاقة والتي تعكس مدى وعي المجتمع من خلال تعاملهم مع هذه الفئة. نسبة ضئيلة في البداية قال المستشار الأسري الدكتور خالد بن سعود الحليبي بأنه في الواقع أن من يتحدث عن صورة قاتمة للتعامل مع الخادمات والسائقين فهو يتحدث عن نسبة محدودة من المجتمع، تمثل الطباع التي تربت عليها، فهي ذات عنف نفسي متأصل في أعصابها، تتعامل به مع كل من حولها غالبا، ولاسيما من يستظلون بظل ولايتها، فستجد هؤلاء يقسون على الأولاد ويشتمون الأصحاب، بل يقسون حتى على أنفسهم. وأضاف الحليبي بأنه ما من شك أن ما نسمعه بين الفينة والفينة من اعتداء الخدم على الأولاد أو كافليهم، عائد ـ غالبا ـ إلى سوء التعامل معهم، وقد يكون الخادم عدوانيا مجرما أصلا، فلن يخرج عن دائرة طبعه الردىء وهنا أحذر من استمرار وجود مثل هؤلاء في البيوت إذا اكتشف أمرهم ولو بحادثة واحدة، فإن الذئب لا يمكن أن يروض. وأشاد الحليبي بأنه من الجميل أن يبرز الإعلام الصورة المشرقة، من صور حسن التعامل مع الخادمة والسائق، بتزويجهما شرعا، فإن في ذلك تحصينا للجميع، وكفا للأذى، واستقرارا للنفوس، وطول خدمة بإذن الله تعالى. وأكد الحليبي بقوله: لعل من الإحسان وكف الأذى كذلك، الحرص على إسلام غير المسلمين منهم، وتعليم العقيدة، والشريعة وحدودها وعباداتها ومعاملاتها للمسلمين كذلك لانتشار الجهل بينهم. نظرة سلبية وقالت الأخصائية الاجتماعية بمستشفى المانع العام فاطمة البراهيم بأن النظرة السائدة لدى المجتمعات عن تعامل المواطن للخادمة غالبا ما تكون سلبية, ولعل السبب في ذلك ظهور بعض الحالات والتي أعتبرها بدوري كأخصائية اجتماعية بأنها قليلة ونادرة الحدوث وتعود في مجملها إلى طبيعة تركيبة الأسرة النفسية والاجتماعية والعادات التي درجت عليها. وأشارت البراهيم إلى أنه بإمكان الأسرة أن تجعل من الخادمة سلبية أو إيجابية في آن معا, وذلك عائد في الأساس إلى المعاملة, فحينما تعطى الخادمات كل حقوقهن الاجتماعية والمعيشية والنفسية التي تعكس إنسانية الإنسان وحقوقه وتضمن احترامه وعدم المساس بكرامته فإنهن سوف يكونن جزءا لا يتجزأ من الأسرة وبأنهن فرد من المنزل فإنهن سوف يعطين ويبذلن كل مالديهن بأمانة وصدق بعيدا عن المكر الذي يولده الخوف والضغط. وأوضحت البراهيم بأنه على العكس من ذلك تعرض الخادمة للضغط عليها في الأعمال وعدم تقدير العمل الذي تنجزه, وعموما الغالب على الساحة أن الكثير من الأسر أصبحت تتفهم الدور الذي تقدمه الخادمة على الصعيد الاجتماعي داخل الأسرة, وهناك نماذج حية تؤكد على حسن معاملة الأفراد للعاملات المنزليات ولا أكثر دلالة على ذلك من وجود خادمات منزليات يعشن لدى أسر مدة تتجاوز سنين معدودة. وبينت البراهيم بأنه في الآونة الأخيرة كثر اعتماد الأسر على الخادمات, حيث أصبحت الخادمة جزءا وفردا من الأسرة ووجودها مهم لمساعدة ربات المنازل في قضاء الأعمال المنزلية, مع ما في ذلك من إتاحة الفرصة لربات المنازل وخصوصا العاملات منهن حتى يقضين وقتا أكبر مع العائلة ومتابعة الأبناء, وتقديم العون الممكن للعناية بكبار السن بشرط ألا يترك لها العنان, وأن يعتمد عليها في تربية الأطفال. رفق ولين وفي ذات السياق أكد عدد من المواطنين على ضرورة التعامل بالرفق واللين مع العاملات المنزليات وإعطائهن حقوقهن التي تحتمها عليهم الأخوة الإنسانية, وعدم الاستعلاء عليهن والإساءة إليهن بأي نوع من الإساءة, وتقديم كل ما من شأنه أن يعكس صورة إيجابية عن الأسرة السعودية, حيث أوضح عارف فيضي بأنه يرى من بين الأسر السعودية نماذج مشرفة في حسن التعامل مع العاملين بالمنازل تؤكد على الوعي الاجتماعي والرقي في العواطف الإنسانية فالعامل في المنزل هو أولا وأخيرا أخ في الإنسانية وقبل ذلك قد يكون مسلما فيكون بذلك أخ في الإسلام والإنسانية معا وديننا علمنا أخلاق التعامل مع الأجراء, وبأن المحسن يجازى بإحسانه والمسيء بإساءته, ولنا في معلم الإنسانية أروع المثل في التعامل مع هذه الفئة من الناس. حاجة ضروية وأكد محمد الشمراني على أن المواطن يعي الدور الذي يؤديه العاملون في المنازل وخصوصا في الوقت الراهن حيث أصبح التعامل مع الخدم أمرا ضروريا لكثرة الأعباء والضغوط داخل المنازل, وخصوصا لدى انشغال الزوجين بالخروج الدائم للعمل, مشيرا إلى أن العمالة من خدم وسائقين يلقون أفضل الرعاية لدى المجتمع السعودي. وأضاف يوسف الغامدي بأن إعطاء العمالة المنزلية حقوقها مطلب شرعي ولا أقصد بالحقوق أن تشترط بأن تكون مادية فقط وإنما أقصد الحقوق في المعاملة وما نسمعه عن بعض الأسر التي تحافظ على عمالتها وتيسير كل متطلباتهم لأمر يعد شرفا ومفخرة لهم وهو دليل وعي, بالإضافة إلى اللمسة الإنسانية الحانية التي يتحلى بها أبناء هذا المجتمع. وأشار حبيب بو عبيد إلى أنه يعرف أسرا كثيرة تتعامل مع الخدم في المنازل وكأنهن أفراد من الأسرة فتجد الخادمة تحرص على البيت كما لو أنه منزلها الحقيقي, وأن الأسرة أسرتها البيولوجية والسبب برأي في ذلك يعود لتمكن الخادمات من الاندماج في الأسر على أنها أفراد حقيقية يعاملون كما يعامل الأبناء والأخوان والأقارب.

أخبار متعلقة