DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عبدالعزيز بن عبدالرحمن اليوسف

عبدالعزيز بن عبدالرحمن اليوسف

عبدالعزيز بن عبدالرحمن اليوسف
عبدالعزيز بن عبدالرحمن اليوسف
أخبار متعلقة
 
لاشك في أن الانفجار المعرفي، وتسارع المتغيرات في التقنيات والمعلومات ساهم بشكل كبير في تغيير قنوات نقل المعرفة والمعلومة وجعل الإنسان في تحد مستمر , وهمة دائمة , ومتابعة متواصلة لكل تطوير, وتحديث وتغيير, وابتكار وخصوصا من قبل الجيل الحديث الذي يتسم بعضه بروح التحرر , وكسر القيود , والبحث عن الاستقلالية بأي شكل , والمتصف بالعناد , والنفعية , والكسل , وضعف الطموح , وطول الفراغ , والتفكير بالرغبات والأهواء , والاهتمام بالرياضة والفن على حساب قضايا أجل وأهم .. ومن إفرازات هذا الانفجار المعرفي الإعلام الجديد الذي تغير فيه كثير من ملامح الإعلام التقليدي من حيث الشكل , والمحتوى , والأداء , والوسيلة فكان هذا الإعلام الجديد بين الرقمية , والالكترونية , والتفاعلية , والتحكم عن بعد .. فأتاح فرصا كبيرة ومثيرة لكثير من الناس المشاركة الكثيفة , والاستثمار المعرفي , والتواصل مع كل الأطراف والأطياف .. فاُختُصِر الزمان والمكان .. وتلقى الجيل الحديث (خصوصا في مجتمعنا) كثيرا من المنتجات الإعلامية الكثيفة والمتغيرة بسرعة فائقة مما صنع حالات من التقليد ,والموضات , والتقليعات ولدرجة أن أهدافا وأنماطا يتضمنها هذا الإعلام تغيرت وتبدلت بسبب حجم التلقي والقبول لكل المتغيرات , وبسبب توفر كثير من تلك الوسائل الأسواق ووصولها للمستفيد تباعا وبسرعة .. لقد أتاح الإعلام الجديد مساحات حرة وواسعة للتواصل والنقاش بين الشباب على مختلف توجهاتهم وساهم بشكل قوي في تنامي تيارات مختلفة سواء كانت معتدلة أم متطرفة من خلال المواقع الالكترونية والمنتديات العامة أو المتخصصة فكانت تلك المواقع وسائل اتصال من لا وسيلة له ووسائل التقاء وتبادل رأي وطرح قضايا متنوعة , وتسويق الإغراء والمنتجات الإعلامية الرخيصة بلا رقيب او وبلا حارس بوابة إذابة كثير من قضايا الجيل الحديث وخصوصا من الشباب في مجالات ليس له مردود نفعي حقيقي كتوجيه الاهتمام لمتابعة القضايا الرياضية بتفاصيلها المملة ، بل إن بعض وسائل الإعلام ربطت بين قضايا الرياضة وقضايا الشباب كوحدة متصلة .. كما أن الإعلام الجديد غيّر أو ركّز على فنون وأساليب معينة، كما في الصحف الالكترونية مثلا اعتمد وبشكل كبير جدا على فن الخبر الصحفي فغابت بعض الفنون كالتقارير والتحقيقات الحقيقة وكذلك ندرت المقالات الهادفة في تلك الصحف .. كما أن منتجات ومضامين الإعلام الجديد أرهق الجيل الحديث وأغرقه في متاهات الأخبار المصنوعة بلا توثيق حقيقي, والتحليلات المغلوطة لم يحدث , والافتراء , واجتزاء الأقاويل والأحاديث الإعلامية , وتكبير الصغائر , وتصغير الكبائر, واستخدام الخلفيات السابقة بكثافة, والتركيز على نشر الفضائح, والجرائم , والإثارات , وإيراد الأنباء الغريبة , والنوادر كوسائل جذب , وكذلك إيراد الخلافات والردود بين العلماء , أو المفكرين في قضايا معينة , وأيضا بتلميع أشخاص و إقصاء آخرين , وإبراز قضايا على حساب قضايا , أو توجيه الخطاب الإعلامي تجاه مصالح محددة , أو لخدمة تيار معين , أو لصالح إعلام موجه, فصار الجيل الحديث مذبذبا بين أطراف عدة , ومشتتا في أفكاره ,ومترددا في توجهاته, وتائها بين خياراته. كون أن الجيل الحديث هو أكثر ارتيادا وتوجها وقبولا للإعلام الجديد بكافة أنواعه بسبب قدرته على التفاعل التقني , وبسبب الرغبة المتأججة نحو استخدام كل تقنية جديدة وكل جهاز حديث لذلك حصل التأثير المتبادل بين المتلقي من الجيل الحديث وبين الوسيلة الإعلامية الجديدة فكانت تحولات هائلة في حجم الأثر الفكري والنفسي والاجتماعي في الجيل الحديث حيث كان معظمها في زوايا الاستفادة السلبية, والمشاركة الضعيفة. ختام القول : إن الوسيلة الإعلامية الجديدة تتضمن رسائل توضح أن لها دورا بارزا في التأثير على الهوية الدينية أولا وعلى الهوية الوطنية ثم على ثقافة ووعي المستفيد لذلك فإن متطلبات الجيل الحديث تعني ضرورة وجود إعلام جديد وطني متحرر ومنضبط يساعد على ترغيب الفرد للبقاء في دائرة إعلامه وعدم النفور إلى مسارات إعلامية أخرى ضارة. [email protected]