في هذا المقال سأحاول أن أقدم لك – عزيزي القارئ - بعض المعلومات المفيدة عن هذا الكون الفسيح ، الذي يستحيل على العقل البشري أن يتصور الصورة الحقيقية لحجمه مهما بلغت قدرته ، بينما يعترف المنطق السليم بتلك المعلومات ، ويقرها العقل الصحيح ، كما أنها معلومات من العيار الثقيل ، التي تعكس صوراً فريدة لا حصر لها لهذا الكون ، وتحمل أرقاما فلكية تعجز أضخم الآلات الحاسبة عن احتوائها ، أقدمها لك منطلقاً من قوله تعالى : ﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً ﴾
لقد عجز خيالي عن تصور حجم الكون ، وقابلتُ ذلك العجز بذكر الله تعالى ﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ ، فسبحان الله العليّ العظيم الذي أعاد إلى قلبي طمأنينته وإلى خيالي توازنه ، وأنا على ثقة كبيرة بأنك ستذكر الله مثلي بعد أن تقرأ هذه المعلومات ، ليطمئن قلبك ، وأردت أن تشاركني – عزيزي القارئ – في الأجر والثواب ، وأن تتأمل وتتدبر معي تلك المعلومات التي تحمل الحجة والبرهان على جزء يسير من قدرة الرحمن تبارك وتعالى ، كما تبين العجز المحتوم الذي يواجه خيالاتنا مهما كانت قدرتها ، واعلم علم اليقين بأن تلقي مثل هذه المعلومات مسألة نسبية ، تختلف بين قارئ وقارئ آخر ، بحسب قنواته المعرفية، ودرجة وعيه العلمي ، وهذا يحدد مدى تبنيه لهذه المعلومات أو مدى إهماله لها ! .
من المعلوم أن ضوء الشمس يصل إلينا بعد أن يقطع مسافة 93 مليون ميل في ثماني دقائق بسرعة مقدارها 300 ألف كيلو متر في الثانية وهي سرعة الضوء ، التي لا يصلها غيره ( حتى الآن ! ) ، وهذا الكلام ربما من الممكن تخيله ، أو هو من «المسلمات» الأولية التي يعرفها الكثير من الناس ، أما ما لا يمكن تخيله فهو أن مجموعتنا الشمسية بكواكبها ونجومها تقع في طرف صغير من أطراف مجرتنا الكبيرة ، مجرة درب اللبانة ( الطريق اللبني ) ، التي يبلغ قطرها المسافة التي يقطعها الضوء في مائة وخمسين ألف سنة ضوئية ، والسنة الضوئية هي ( 6 ) مليون مليون ميل ، ومجرتنا هذه تحتوي على ما لا يقل عن ( 200 ) مليار نجم ، والعلماء اكتشفوا إلى اليوم ما لا يقل عن ( 100 ) مليار مجرة !.. فسبحان الله العظيم .
لقد تأملت في تلك المعلومات كثيراً وأنا أرقب ضوء النجوم الخافت في ليلة ظلماء عندما توقفت في الصحراء على طريق الأحساء خريص ذاهباً إلى الرياض ، وشاهدت النجوم بألوانها البراقة ، الزرقاء والحمراء ، وكل نجم براق هو شمس مثل شمسنا ، فهي كرات سماوية ضخمة من الغاز المتوهج ، وبدت لي وأنا أراقبها كأنها تردد - في تناغم وتوازن - قوله تعالى ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ ، كانت مشاهدتي لها بالعين المجردة ، وكان منظرها رائعاً للغاية ، فما بالك لو كانت المشاهدة بعدسات مكبر ( تيلسكوب ) ؟! .
يقول العلماء :إن أقرب النجوم إلى الأرض هي نجما بروكسيما سمتوري وألفا سنتوري ، وضوؤهما يستغرق أربع سنوات ونصفا ليصل إلى الأرض ، والآن – عزيزي القارئ - قل لي بالله عليك هل يستطيع العقل البشري بشتى وسائله الذهنية أن يتخيل هذه الأعداد الهائلة من المجرات أو يتصور حجم الكون وأبعاده ، أو حتى يقترب من تخيل ذلك ؟! .. إنه أمر فوق طاقة البشر ، فسبحان الله العظيم .