DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

 سمير منصور 

 سمير منصور 

 سمير منصور 
أخبار متعلقة
 
هل من قبيل المصادفات أن تأتي تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان عشية الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه؟ سجّل ليبرمان في تصريحاته الاخيرة خطوة متقدمة جداً، إذ أثبت بما لا يقبل الشك تورط الاسرائيليين مرة جديدة ودورهم المركزي في التحريض على الفتنة في لبنان وصب الزيت على نارها، وهو دور تاريخي، إذ لطالما سعت أجهزة مخابراتهم الى افتعال مشكلات وصدامات ذات طابع طائفي من خلال أدوات ومرتزقة، وتشهد على ذلك مذكرات كتبها بعض المسؤولين الاسرائيليين السابقين. وها هي تصريحات ليبرمان، تحمل في طياتها تحريضاً على فتنة مذهبية، تحت ستار الرد على مواقف رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من التهديدات الاسرائيلية، وتأكيده أنها تستهدف الحكومة والشعب اللبناني بأسره. وعلى طريقة دس «السم في الدسم» أبدى ليبرمان غيرة مصطنعة على الحريري ليتهمه لاحقاً بأنه أصبح رهينة في أيدي «حزب الله» وليخلص الى التحريض المباشر من خلال الجزم بأن الحزب «قتل والده، ولذلك فهو رهينة لهم اليوم». وهذا «الجزم» معطوفاً على «السوابق» الاسرائيلية في التحريض على الفتنة الطائفية والمذهبية، إن دل على شيء، فعلى تورط الاسرائيليين مباشرة وفي مكان ما، وعلى دور أساسي لأجهزتهم الأمنية والمخابراتية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولقد بدا ليبرمان كأنه يقولها صراحة، ولاسيما عندما زعم أن «قلبه على سعد الحريري» فهو بذلك أفسح في المجال أمام المراقبين، لتوجيه ما يسمى الاتهام السياسي قبل صدور قرار المحكمة الدولية في شأن الجريمة - الزلزال، وبالاستفادة مباشرة من تداعياتها، وإن مع آخرين، ربما، وفي النهاية للتاريخ وحده أن يحكم... وفي المقابل، سجل الرئيس سعد الحريري أكثر من خطوة متقدمة، إذ تجنب الرد مباشرة على المسؤول الاسرائيلي ولم يدخل في سجال معه، فهو «من أسوأ وزراء الخارجية الاسرائيليين» كما قال. وتصرف كرجل دولة إذ رد على التهديدات الاسرائيلية عبر مجلس الوزراء، معتبراً أنها «تستهدف الحكومة وكل لبنان» وأن تصريحات ليبرمان، هي جزء من هذه التهديدات. وفي حديثه التلفزيوني عشية الذكرى، والذي تميز بالهدوء والواقعية بشهادة كثيرين من كل الاطراف، وضع سعد الحريري سقفاً للكلمات التي ستلقى اليوم في ساحة الشهداء، بما ينسجم مع النهج التوافقي الذي اختطه منذ ما قبل توليه رئاسة الحكومة، والذي أعلنه فور انتهاء الانتخابات النيابية في 7 حزيران 2009. وإذا كان الاطراف الاساسيون في قوى 8 آذار قد لاقوه في منتصف الطريق، وذلك من خلال بيان كتلة نواب «حزب الله» الذي دعا اللبنانيين «في الذكرى السنوية لدولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى تعزيز وفاقهم الوطني واستلهام اتزانه واعتداله وانفتاحه وحرصه على العلاقات المميزة مع سوريا وتأييده الحق المشروع للمقاومة في الدفاع عن لبنان» وكذلك من خلال زيارة وفدين من الحزب إلى دارة الحريري عشية الذكرى، ومن نواب حركة «أمل» الى المقبرة حيث وضع اكليلاً باسم رئيس مجلس النواب نبيه بري، فقد لفت البعض الى أن «بعض الدوائر الاعلامية المحسوبة على هذه القوى تعمد في مقالات وتحليلات إلى استحضار بعض المفردات والعبارات التي وردت في السنوات الماضية وللمناسبة نفسها، ولاسيما على لسان رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط»، وهو ما كان موضع استغراب أوساط قريبة من الحريري وجنبلاط، تساءلت عن «الحكمة» من استحضار هذه العبارات وعن الهدف منها والى أي مدى تخدم أجواء المصالحات والتحولات وعما إذا كان هناك متضررون يسعون الى عرقلتها؟ وسط هذه الاجواء، كان واضحاً أن من ارتأى أن تكون الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري «وطنية جامعة» بالمعنى السياسي، ربما بدا متفهماً الاعتبارات التي أملت الدعوة المفتوحة لهذه السنة، وربما هي الاخيرة بهذا الشكل، إذ من غير المستبعد، وفق بعض المصادر، أن تحصر لاحقاً ببرنامج وثائقي وبشهادات عن انجازاته وبوردة على المقبرة كما يفعل وليد جنبلاط سنوياً على قبر والده كمال جنبلاط منذ 33 عاماً، أو بلقاء رسمي في قاعة مقفلة يشارك فيه الجميع ومن كل الاطراف، وكانت تلك من الافكار التي نوقشت، ولكن «الظروف» السياسية واعتبارات كثيرة أملت إبقاء «القديم على قدمه» هذه السنة، وهي في معظمها تتعلق بـ «الوفاء للناس ولاسيما الحلفاء والاصدقاء» وهذا ما «لا يمزح فيه سعد الحريري» وفق مصادر قريبة منه. ولعل اطلالة سريعة على ساحة الشهداء قبل ساعات من حلول الذكرى، تظهر أن الهدوء الذي يلف قبر رفيق الحريري، يبدو أكثر بلاغة وتعبيراً، بل أكثر دوّياً من أي شيء آخر!