DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سعاد رهينة الخلافات العائلية.. وابتسام تدفع ثمن الحجر جراحا ودموعا

سعاد رهينة الخلافات العائلية.. وابتسام تدفع ثمن الحجر جراحا ودموعا

سعاد رهينة الخلافات العائلية.. وابتسام تدفع ثمن الحجر جراحا ودموعا
سعاد رهينة الخلافات العائلية.. وابتسام تدفع ثمن الحجر جراحا ودموعا
أخبار متعلقة
 
يظن كثير من الناس أن بعض العادات والتقاليد قد انتهت منذ زمن بعيد، فالناس على كل الأصعدة وفمن جميع المستويات والطبقات والأعراق كذلك قد التحقوا بميادين العلم والتعليم، إلا أنه وللأسف مازالت بعض العادات السيئة تمارسها بعض الأسر والقبائل مثل عادة حجر البنت لابن عمها أو قريبها مع أن في هذا الفعل مخالفة صريحة لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه). ( اليوم ) التقت ببعض من وقع عليهن الحجر اللائي سردن قصصهن بكل ما فيها من تداعيات وأحداث، كما التقينا ببعض أهل الرأي في سبيل إعداد هذا التقرير: تغيرات كانت سعاد طفلة ترسم خطواتها على أرض الأمنيات فيما تتمتم بالحروف على شفاه الطفولة، ولقد كانت تقبض على التراب وتكوم الطين وتشكل منه بيت الأحلام والطموح، كم كانت تخط أشعة الشمس بأغصان الشجر وتنشر النور في مخيلتها البيضاء عطفا على أن الهموم لم تعرف لقلبها طريقا خاصة عندما كانت تحتضن دميتها وتسرح خصلات شعرها الذهبية، ولكن .. ومع مرور الوقت كبرت الطفلة سعاد، وبدأت علامات بلوغ الأنثى سن النضج تظهر عليها، فأخذت تتحسس جسدها وتراعي قسمات وجهها المشرب بحمرة الحياء والخجل في المرآة. بداية نعم.. فلقد تغيرت ملامح الطفلة وأصبحت شابة، ترسم في كشكولها خواطر الحب، وتناجي فارس الأحلام الذي سوف يحملها ويحلق بها فوق المروج وبين الغيوم، كتبت على ورقات دفاترها شريك الحياة بصفاته كما تتمنى، ولم تكن تعلم أنه قد كتب لها في قدرها أن خالتها اختارتها- منذ أن كانت في المهد - لتكون زوجة لابنها بموافقة والدتها، وكانت هذه بداية قصة سعاد مع الحجر .. طال الانتظار اقتنعت سعاد حالها كحال أي فتاة، وجعلت من هذا الرجل «ابن خالتها» من يقاسمها الأحلام ويشاطرها المنى، وتجاوزت سعاد العشرين من عمرها، واقتربت من تحقيق الحلم، وسافرت لأيام الفرح والفستان الأبيض والكوشة، فكانت تجر أذيال الطرحة بكل زهو، وطال الانتظار .. وتجاوزت سعاد الثلاثين، وأفاقت على واقع أليم تبددت فيه أحلامها، وتقول في بداية أحداث قصتها :" نشب خلاف بين والدتي وخالتي قبل الزواج، فرفضت خالتي زواجي من ابنها لتمانع والدتي كذلك من باب أخذتها العزة فيه بالإثم، ولأكون أنا الضحية، فسافرت أحلامي وحوصر شبابي بين حجر دام أكثر من ثلاثين سنه". طمع أبي براتبي وهذه ابتسام التي عضلها أبوها لأنها تعمل وراتبها جيد تقول :" بدأت العمل منذ أكثر من خمس عشرة سنة، كنت خلالها أترقب يوميا لمن يطرق الباب، وأخذت السنوات تمر سنة بعد أخرى ولم تسمع أذني أي كلام من والدي عن فتى الأحلام، واكتشفت قبل بضعة أشهر فقط أن والدي تعمد ولأكثر من مرة ( تطفيش ) كل من يتقدم لي والاشتراط عليه بشروط تعجيزية، والسبب في ذلك طمع أبي براتبي، وذلك لأن أبي كان يأخذ ثلاثة أرباع راتبي منذ أن عرفت الوظيفة". عادات خلود .. قارب عمرها على الأربعين عاما ولم تتزوج والسبب كما تقول عرف قبلي وتقليد يتضمن زواج البنت من ابن عمها، وتضيف قائلة :" لم أتوقع في أي يوم من الأيام أن ارتبط مع ابن عمي الذي اختارته العادات زوجا لي، وذلك لأننا تربينا في بيت واحد، ولا أشعر تجاهه إلا كما تشعر البنت تجاه أخيها، وبقيت على هذا الحال حتى اليوم منذ أكثر من 18 سنة وسط إصرار شديد من أبي و تعنت من عمي على الزواج من ابنه". التعليق أو العضل الباحثه منى العبدالله عّرفت الحجر أو التعليق أو العضل بمنع المرأة من الزواج بمن هو كفؤ لها أو تعليقها أو إجبارها على الزواج بقريب لها بعينه وتمنع بالزواج بمن سواه مهما كانت الأسباب، وفي السنوات الماضية انتشر الزواج من الأقارب في بعض المجتمعات واعتبرت من العادات والتقاليد المتعارف عليها، أو كان عرفاً من الأعراف الاجتماعية التي ألفوها وتعودوا عليها، ومفهومهم السائد عن زواج الأقارب هو المحافظة على قيم الروابط الاجتماعية بالزواج وتماسك الأسر والذي ينتج عنه زيادة الأولاد وكثرة النسل، فاستمرت هذه العادات الاجتماعية بمعناها المنطقي لسنوات حتى تغير الطابع الاجتماعي للزواج وانعكست هذه الأسباب الإيجابية إلى عوامل سلبية على الفتاة بسبب الجهل والغلو وأصبحت شيئاً أساسياً في الزواج فأجبرت الفتاة إجباراً على الزواج من ابن عمها أو قريبها بالقوة وبإكراه ورغماً عنها، ولم تقف الأسباب عند هذا الحد بل تطور الحجر إلى أسباب مادية، منها إذا كانت الفتاة موظفة ولديها مورد مادي فيمنع والدها زواجها طمعاً في مالها ويحجر عليها كل من يتقدم للزواج منها بحجة عدم مجيئ الزوج الكفء. أو كذلك حجر الأخ على أخته إذا كان ولياً عليها بعد وفاة والدها بسبب ورث أو مال يخاف أن ينتقل بزواجها إلى الزوج فيحجر عليها ويمنع زواجها بهذه الحجة، أو حجر ولي الأمر إذا كان عماً فلا يزوجها إلاّ من أولاده فقط فيمنع زواجها إذا رفضت ويعتبر هذا نوع من الإجبار حجراً، ومن حالاته أيضاً حجر الأقارب وهي ما يمثل حجر ابن العم لابنة عمه، أو حجر الفتاة من عائلة إلى شخص من عائلة أخرى أو حجر الفتاة من العائلة إلى شخص آخر في عائلة أخرى بعينها وجميعها تدخل في نطاق الإجبار على الزواج،