DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
ما زلنا نأمل في أن نتعامل مع قضية السعودة ببعض «العقلانية» وليس بكثير من العاطفة كما يجري حالياً، ذلك لأن القضية وطنية وترتبط بمستقبل أجيال ترى أن من حقها أخذ فرصتها كاملة في بناء بلدها، دون أن ننسى وجود أصابع خفيّة، تفضل مصلحتها الشخصية على مصلحة الوطن. نعلم أنه ليس مسوّغاً على الإطلاق أنه كونك سعودياً فقط، فهذا يعطيك أفضلية على من لديه خبرة أو معرفة، ونعلم أيضاً أننا في كثير من الأعمال لا زلنا محصورين ضمن النظرة المتأففة والمترفعة عن ممارستها، وبتشجيع اجتماعي غير مبرر، ونعلم أيضاً أن لدينا من ضعاف النفوس من هم مستعدون للقفز على أي مصلحة عليا، مقابل امتلاء جيوبه بالمال الذي يستحله، ولا مانع من أن يجرؤ هذا البعض من أصحاب المؤسسات أو الشركات على تسجيل عناصر سعودية وهمية للإقناع بوجود نسبة السعودة المطلوبة لديه. من يبيع التأشيرات، لم يهبط من السماء، ومن يمارس التضليل أو التطفيش، هو نفسه على استعداد لأن يتاجر بالوطن في كل لحظة، ويتشدق بالوطنية في نفس الوقت، السؤال المهم: كيف أكون وطنياً وملابسي ـ حتى الداخلية ـ مصنوعة في بلد آخر؟ كيف أكون وطنياً ورغيف القمح أستورد دقيقه من آخر بلدان الدنيا؟ كيف أكون وطنياً وحذائي أو نعالي مختوم بأنه صنع هنا أو هناك، وساعتي من هذه العاصمة أو تلك، حتى شماغي وعقالي استوردا خصيصاً لي من بلدان أوروبا الباردة؟ بالتالي كيف أتحدث عن السعودة، أو الانتماء وأنا لا أملك شيئاً بيدي غير الالتفاف على القوانين ومعرفة من أين تؤكل الكتف؟، وكيف يفهمها من يهمه الدوران على كل بلدان الأرض وشعوب الدنيا لتصنع له، ولتوفر له مقتضياته واحتياجاته، ولنتخيل ماذا سيكون مصيرنا إذا دخلنا في قطيعة مع دولة هنا أو هناك؟ أو إذا توقف سيل التصدير فجأة؟ علينا أن نفهم أولاً أن السعودة ليست شعاراً وليست مجرد اسم، إنها قضية عليا، تستوجب في البداية الإيمان بقيمة العمل الذي يجعلنا نعتمد على أنفسنا، ولا نكون طفيليين، نعتقد أنه بأموالنا فقط يمكننا شراء ما نريد وتحقيق ما نرغب، نأكل مما نزرع، ونلبس مما نصنع، وليس مجرد صناعات مياه غازية وقطع شيبسي محمّرة! علينا أن نتعلم كيف نرفع رؤوسنا بأعمالنا وبسواعدنا، وبعقولنا وأفكارنا، لا نستحقر أي عمل، إنما نتقبله، ونقبل عليه مهما كان.. ذلك أننا نبني.. ولا بأس مع بعض الغبار أو التراب.