DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
تكشف الأرقام التي أوضحها سماحة المفتي العام عن تزايد حالات الطلاق في مجتمعنا، عن خلل شديد يضرب البنية الأسرية ويعصف بالحياة الاجتماعية لنا، فقرابة 43 ألف حالة طلاق في عشر سنوات، بمعدل 15 حالة يومياً تعني أن مجتمعنا يمشي إلى وضعٍ مأزوم، قوامها مزيد من الانفصام في العلاقات الزوجية، ومزيد من الانشقاق النفسي لأجيال كاملة من الأبناء. ولنتخيل معاً، أن كل حالة طلاق تخلف وراءها ما معدله ثلاثة من الأبناء ـ إن لم يكن أكثر ـ ولنجمع الرقم الإجمالي لنجد قرابة 45 طفلاً متضرراً في كل يوم، أي أكثر من 16400 طفل وطفلة سنوياً، بالتأكيد لن يعيشوا حياتهم الطبيعية المستقرة في أحضان أبٍ وأم .. فما معنى هذا؟ معناه .. إنه خلال 10 سنوات فقط سينتج لدينا قرابة 164000 مشكلة، ممثلة في هؤلاء الأبناء التائهين بين صراعات الآباء والأمهات، والذين هم ضحيّة سوء فهم أو سوء تقدير أو انعدام مسؤولية من أحد الطرفين، وهذا ما يجعل من الضروري تدخل جهات سيادية لوضع حد لهذه الآفة الاجتماعية التي يدفع ثمنها أبناؤنا، وبدت ملامحها تتضح في العديد من تصرفات ذلك الأب الذي يقضي يومه بعيداً عن منزله، أو ساهراً في الاستراحات الليلية مع شلة الأنس، أو كهذا الذي «يبيع» ابنته لعجوز أو كهل انتقاماً من طليقته، أو تلك الأم التي تهمل بيتها وأبناءها وتجري وراء الحفلات والزيارات، تاركة رعايتهم الكاملة لشغالة ربما لم تقبض أجرها منذ ستة أشهر. معناه .. أن رجال ونساء المجتمع الذين لم يفيقوا بعد من وهم الاتكالية، والاعتماد على الغير، يساهمون باستهتارهم، وعدم قدرتهم على تحمّل مسؤولية الحياة المشتركة، إنما يفرّخون لنا أجيالاً مشوّهة نفسياً، غير مستقرة، ضائعة وتدفع ثمن أنانية أب وحماقة أم، وبالتالي لا نستغرب وجود هذا الكم المتصاعد من الجرائم والعقد النفسية التي ساهمنا بسوء إدارتنا لها برميها كاملة على كاهل الفضائيات أو العمالة الوافدة، دون أن نحمّل أنفسنا ولو جزءاً يسيراً من العتب أو لوم الذات أو على الأقل التفكير بسرعة في إيجاد حلول عملية واجتماعية تحسباً لهذا المأزق الطارئ. علينا ألا نكرر خطيئة الإرهاب، وحملة التعمية التي مارسها بعض المضللين، الذين تناسوا أننا مجتمع بشري، ولسنا مدينة فاضلة، حتى فوجئنا بأن من يقتل ويعتدي ويقطع الرؤوس هو منا، يحمل جنسيتنا ويسكن في شوارعنا ويختفي خلف أسوار بيوتنا. علينا أن نحمي هذا المجتمع.. كيف .. وما الطريقة.. لا نعرف، لكن هذا على الأقل بلاغٌ لمن يهمّه الأمر؟