عندما يوجه خادم الحرمين الشريفين بضرورة الإسراع في تنفيذ المشاريع التنموية بكل دقة، وعلى الوجه الأكمل، فكأنه يشير لكل مواطن على إصبع الزناد في استمرار إطلاق شرارة النهضة التي يرعاها ويباركها ويدشن محاورها دون تعبٍ أو كلل. النتيجة المباشرة لهذه الأرقام الفلكية في الميزانية القياسية للعام الرابع على التوالي يجب أن تكون إيجابية، وربما كان المليك القائد، يذكرنا بأنه من غير اللائق أن نسمع عن مشروع تعثر، ولا عن إنجاز تأخر، بمعنى أصح، يجب أن ينتهي من قاموسنا لهجة الاعتذار أو التبريرات التي نعتقد جازمين أنها أصبحت غير مقبولة على الإطلاق، خاصة وأن الحكومة قد هيّأت ووفرت كل الأسباب المادية والمعنوية، وربما اللوجستية لنجاح أي خطة مرصودة في مشاريع النهضة الكبرى. قد يكون صحيحاً أننا نعاني من بعض البيروقراطية، وقد يكون صحيحاً أن لدينا ـ كسائر مجتمعات الدنيا ـ بعض ضعاف النفوس، لكن لا يجب أن يكون هذا مبرراً لكل تأخير، أو صكاً مفتوحاً لتمرير المماطلات المعروفة، التي نسمعها على لسان بعض المسؤولين تبريرا لإخفاقاتهم وسوء إدارتهم. مجتمعنا فوق الجميع، ويجب أن يبقى كذلك، لأننا لسنا في حاجة لكارثة من نوع «كارثة سيول جدة» لنفيق على هول الخسائر ونتأسف على حجم السلبيات، قد يقول البعض إننا نفتقد الرؤية بعيدة النظر في مشاريعنا، وقد يكون البعض أكثر قسوة وهو يعلق على إخفاقات عديدة سواء في مشاريع الطرق والأنفاق، وقد يغالي اقتصاديون في تشخيص أشياء بعينها واعتبارها إنفاقاً في غير محله، مثل الجسور المعلقة في غالبية مدننا، والتي تبدو مهجورة وسط غياب سلوك تثقيفي يعي أهميتها ويجعلها شاهداً على سوء السلوك، لا سوء التقدير. أين المشكلة إذا؟ نعود مرة أخرى إلى عبارة المليك :»الوجه الأكمل» هذه بصراحة هي مربط الفرس، والذي يقصد به اكتمال كل العناصر من بداية التفكير حتى ما بعد التنفيذ، لأننا لا نحتاج مشروعاً وهمياً ما أن يخرج إلى النور حتى يعاني من العيوب، وما أدراك ما العيوب التي تتبعها صيانة وإغلاق وتأخير وتعطيل لمصالح خلق الله، ومن ثم شكاوى وتذمر واتهامات للمسؤولين وللحكومة وغيرهما. مربط الفرس.. الذي يبدو أننا بحاجة لاستيعابه وفهمه جيداً!
