DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لقمة العيش تحرم الأطفال العمال من مقاعدهم الدراسية

لقمة العيش تحرم الأطفال العمال من مقاعدهم الدراسية

لقمة العيش تحرم الأطفال العمال من مقاعدهم الدراسية
لقمة العيش تحرم الأطفال العمال من مقاعدهم الدراسية
تناولنا بالأمس الحلقة الثانية من ملف ( عمل الأطفال )، وقد سلط الضوء فيها على الأوضاع الحياتية وكذلك النمط المعيشي للأطفال الذين حدت بهم الظروف إلى الانخراط بميدان العمل وفي مهن متواضعة من أجل الكسب المادي قبل مرحلة بلوغهم سن النضج ، وفي هذه الحلقة نقرأ لكم أهم الأسباب التي زجت بهؤلاء الأطفال إلى داخل دائرة المسئولية منزلقين وراء البحث عن العمل مقابل حفنة من الريالات تسد حاجتهم ومن يعولون في هذه السن المبكرة التي تفترض وجودهم على مقاعد الدراسة . ومن خلال هذا التقرير، التقت ( اليوم ) بعدد من أولياء الأمور والمختصين في هذا الجانب، ورصدت آراءهم حول إيجاد أسباب هذه الظاهرة وما يمكن أن يتوفر من الحلول المناسبة التي تحد من تزايدها .. فإلى موجز من أهم تلك الآراء: التضحية بمقاعد الدراسة محمد الصالح - ولي أمر - يقول:" هناك العديد من الأطفال الذين نراهم يعملون في عدة أماكن يتردد عليها الكثير من الناس سواء في سوق الخضار أو لدى أصحاب البسطات التي تنتشر في بعض المرافق العامة وهم في أعمار صغيره قد لا تتراوح ما بين التاسعة والثانية عشر، وعند التحدث إلى أحدهم حول الأسباب التي جعلت البعض منهم يتوجهون للعمل تكتشف بأن والده متوفى وهو بذلك مجبر على توفير لقمة العيش لأسرته ووالدته باعتباره الأخ الأكبر". وعن ظروف هؤلاء الأطفال الصعبة يضيف الصالح قائلاً :" إن البعض منهم في هذه الحالة يضطر لترك دراسته من أجل التفرغ للعمل، ومثل هؤلاء الأطفال – طبعاً - يجدون معاناة ومشقة، فهم يتواجدون خاصة في سوق الخضار أو السمك لأوقات متأخرة لا ينبغي لطفل في هذه السن أن يكون خارج البيت، ولكن بسبب ظروفهم المعيشة الصعبة جدا تراهم يضحون بوقتهم الذي يفترض لهم أن يكونوا على مقاعد الدراسة وبكل طفولتهم البريئة التي يجب أن يقضوها مع أسرهم". شعورهم بالحرمان أما وليد المحمود فيقول:" ما يجعل هؤلاء الأطفال ينخرطون في العمل عبر هذه المهن البسيطة و التضحية بمستقبلهم هي عندما يواجهون ظروفاً صعبة كأن يكون والدهم لا يستطيع أن يوفر لهم كل ما يريدونه، وبالتالي شعورهم بالحرمان عندما يرون أقرانهم يملكون ما لا يستطيعون هم أن يمتلكوا مثلها، وهنا يجبرون على ممارسة أي فعل من أجل الكسب، وشراء ما يحتاجونه فيما تجد الآباء يتحمسون لأبنائهم من أجل هذا الغرض"، وأشار المحمود إلى أنه ينبغي لهؤلاء الآباء حث أبنائهم على مواصلة الدراسة والتحصيل العلمي بكل جد واجتهاد، وألا يتركوا أبناءهم يمارسون هذه المهن باعتبار أن مهنتهم الرئيسة في هذه السن هي للمدرسة وليس للعمل، وبالتالي لا يفترض إجبارهم على خوض غمار العمل مهما كانت الظروف، ويعلل المحمود رأيه بأن الطفل يحتاج إلى أن يمارس طفولته بكل بساطة من خلال اللعب والتسلية سواء مع أقرانه أو منفردا، كما أنه – على حد قوله - لكل مرحلة عمرية ظروفها وحياتها وما يناسبها. ومن واقع الحال يضيف وليد قائلاً:" إن متغيرات الحياة التي طرأت على أوساط مجتمعنا - تحديداً على بعض الأسر التي يكون مستوى الدخل لديها ضعيفا - تدفع أبناءها للعمل، فيصبح الآباء في وضع لا يحسدون عليه، ذلك لأنهم في الغالب من يجبرونهم على العمل في هذا السن المبكر . انعكاسات نفسية أبدية قبل الحديث عن إفرازات هذه الظاهرة على الفرد والمجتمع، استهل أسعد نمر - مرشد اجتماعي – حديثه بقوله :" إن الأطفال في كافة المجتمعات ينبغي أن يوفر لهم الكثير من المتطلبات الأساسية وهي حق العيش والتعليم والتربية السليمة والعناية الصحية، وهذا موجود لدى أطفال مجتمعنا في الغالب، أما بالنسبة للأطفال الذين هم في مقتبل العمر وأعمارهم تتراوح ما بين التاسعة والثانية عشر و منخرطون في سوق العمل وبعدد من المهن البسيطة والمتواضعة في مجتمعنا قد يعانون من ظروف قاهرة يعيشونها والتي في الغالب هي بسبب فقر أسرهم، وهؤلاء لا يخلون من تأثيرات نفسية وانعكاسات سلبية قد تبقى ملازمه لهم على مدى حياتهم المستقبلية مثل الشعور بالحرمان من عدم قدرة أسرته على توفير ما يحتاجه الأمر الذي ينعكس في عدم رغبته لمواصلة تعليمه وإنها بالنسبة إليه شبه مستحلية، ذلك لأنه يرى أقرانه في المدرسة يعيشون حياة كريمة ومتوافرا لديهم كل متطلباتهم من قبل أسرهم". وأضاف قائلاً :" تحمل هؤلاء الأطفال المسئولية وهمومها وما يترتب عليها من آثار في هذا السن هو من أجل كسب حفنة من الريالات، وفي هذه المهن المتواضعة التي يمارسونها إعانة على توفير متطلباتهم التي قد لا يستطيع آباؤهم توفيرها لهم خاصة إذا ما كان وضع الأسرة ومستوى الدخل متواضعين فيضطر أولئك الأطفال في هذه الحالة تقبل الأمر وأن يكونوا هم الضحية، على عكس الذي ينشأ في بيئة توفر له مقومات حياتية كثيرة ". بعيدا عن المثالية ومن الجانب المقابل بين نمر أن المال الذي يكسبه هؤلاء الأطفال يجعلهم يشعرون بأهميتهم تجاه أقرانهم، وذلك لأنهم في هذه الحالة تتكون لديهم القدرة على شراء ما يحتاجونه من متطلبات الحياة والمرحلة دون اللجوء إلى السرقة التي قد تكون هي الطريقة الوحيدة أمامهم للتوفير، وأضاف قائلاً:" لا يجب أن نتحدث بمثالية قد يعتقد فيها البعض أن عمل هؤلاء الأطفال ناجم عن إهمال أسرهم، وبالتالي نضع اللوم على الأب أو الأم في المقام الأول، وكأنهم أحد المسببات الرئيسة خاصة إذا كان رب الأسرة غير متعلم أو أنه عاطل عن العمل، وهنا فإنه للحد من تزايد هذه الظاهرة يفترض تضافر للجهود بين الجهات الرسمية والأهلية في تفعيل اتفاقية حماية الطفل و توفير فرص الحياة الكريمة له خاصة أن المملكة من ضمن هذه الدول التي وقعت على هذه الاتفاقية التي تحمي الأطفال من العمل في سن مبكر، كما يفترض مساعدة أسر هؤلاء الأطفال من خلال توفير دخل جيد يضمن لهم حياة بلا جوع، كذلك يفترض تفعيل دور الجمعيات الخيرية ولجان التنمية الاجتماعية في تثقيف الأسرة، ويمكن ذلك من خلال ورش عمل توضح الآثار السلبية التي قد تخلفها هذه الظاهرة على حياة أبنائهم". حقوق حماية الأطفال إبراهيم عسيري رئيس فرع هيئة حقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية، يقول:" هناك ضوابط لتشغيل الأطفال، والسن المسموح به لممارسة العمل قد حددها نظام العمل في المملكة في المادة 161 والذي ينص: بأن السن المسموح به هو ما فوق الخامسة عشر عاماً"، وبين عسيري أنه لا يجوز تشغيل أي فرد لم يتجاوز السنة الخامسة عشرة من عمره في الأعمال خاصة التي قد تعرض صحته وسلامته للخطر بسبب طبيعتها، كذلك المهن التي ترتبط بالأعمال الضارة – على حد قوله - وكذلك لا يسمح لهم بدخول أماكن العمل، وأشار عسيري إلى أن المادة 162 من حقوق حماية الطفل تنص على السماح بتشغيل أو عمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث عشرة وخمس عشرة سنة في أعمال خفيفة على الا تكون ضارة بصحتهم أو نموهم وعلى ألا تعطل مواظبتهم في المدرسة ولا تضعف قدرتهم على الاستفادة من التعليم الذي يتلقونه. وأكد عسيري أنه لا بد من أن يكون هناك تضافر للجهود بغية تأمين الحياة الصحية و الحماية لهؤلاء الأطفال وفقاً لحقوق حماية الأطفال حسب نص الاتفاقية التي وقعتها المملكة على المستوى المحلي والدولي في عام 1996م والتي تنص - كما قال -: على حمايتهم وفقاً للمعاير الدولية في جميع المجالات.

أخبار متعلقة